Friday, May 23, 2008

آية الله ينادي بحماية حق المواطن البهائي في إيران

















بدأ آية الله حسين على منتظري صفحة جديدة في تاريخ إيران الحديث المنعلق بموقف الثورة الإسلامية الايرانية من مفهوم المواطنة وحق المواطنين الإيرانيين حين أعلن نص ما يلي

بسم الله تعالى

مع السلام والتحية


إن أتباع الفرقة البهائية ليسوا وفقا لنص الدستور الايراني أصحاب كتاب سماوي كما هو حال المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين، وبذلك لا يعتبروا إقلية دينية. ولكن بما أنهم أهل هذا البلد، فلهم حقوق الاستمتاع بماءه وترابه ولهم كل حقوق المواطن فيه. كذلك يجب أن يتمتعوا بالرأفة التي حث عليها الاسلام وأمر بها القرآن واكدها أولياء الدين

وفقكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


25-2-1378 شمسي
توقيع (حسين منتظري) وختم الموقع


ويأتي هذا الرأي الذي أدلى به منتظري وهو أحد أهم قادة الإنقلاب الإسلامي في إيران، رئيس مجلس خبراء الدستور والمرشح السابق لخلافة الامام الخميني، مخالفا لممارسات السلطة الإيرانية منذ بداية الثورة والتي عززتها نشاطات منهج جماعة الحجتيه والتي ينتمي البها العديد من القادة الإيرانين ومن ضمنهم الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد بمحاولات شتى للقضاء على الجامعة البهائية الايرانية والتي كانت تشكل أكبر أقلية دينية في إيران قبل بداية الثورة الاسلامية. ومن أهم أسباب العداء تجاه البهائيين والمنهجدية المتبعة للإبادتهم من إيران هو الاختلاف حول شخصية المهدي المنتظر حيث يعتقد البابيون والبهائيون أن علي محمد الشيرازي المعروف بـ "الباب" هو المهدي المنتظر بينما "يتمحور فكر جماعة الحجتيه حول شخصية المهدي المنتظر، إذ تنفي أي ظهور للمهدي في الماضي، وتدعو إلى انتظاره في المستقبل. لقد أعلنت الحجتية سابقا أن كل عمل او سياسة أو منهج يجب أن يكون هذفه التعجيل في توفير الظرف التي تهيء عودة الإمام الغائب. ونتجدة لإعتقاد البهائية بان وعودات ظهور الامام الغائب تحققت بإعلان الباب دعوته مما يهدم الاساس الذي تقوم عليه سلطة وسيادة الحجتيه التي يتركز نشاطها وتواجدها على التحضير لظهور الامام الغائب فلقد رأت الحجتية في البهائية أكبر خطر على تواجهدها وركزت جهودهاعلى القضاء على البهائيين الذين يعتقدون أن المهدي المنتظر قد ظهر وليس هناك سبب لانتظاره. ومن الجدير بالذكر أن الحجتيه ربطت ظهور الإمام الغائب بانتشار الفوضى والفساد في الأرض، إذ قالوا أن التعجيل بخروج الإمام الغائب يكون بإشاعة الفساد والظلم، والإكثار من القسوة، فبخروجه يملأ الأرض عدلاً، ولا يتحقق هذا إلا بإخلاء الأرض من أي ذرة خير وعدل، وتمكين الشر منها. في حين تدعو البهائية الى الخير والسلام والإصلاح الإجتماعي مما يتنافي مع ما تراه الحجتيه سببا في تعجيل ظهور الإمام المنتظر. لقراءة المزيد عن منهج الحجتيه واساس مقاومته للبهائية اضغط هنا . ولقد توجهت جهود الحجتية من بداية تأسيسها لمحاربة البهائية التي انتشرت في إيران انتشاراً لافتاً، حتى شكل البهائيون أكبر أقلية دينية في إيران. ويقول فيصل نور في مقال نشره في موقعه عن الحجتية أن الجماعات الاسلامية دعمت الحجتيه في صراعها ضد البهائية لتحد من إنتشار البهائية بين صفوفها

ولقد تعارض اعتقاد الحجتيه بأن "لا ولاية إلا لولاية الإمام الغائب عند روجوعه" مع أطماع البعض في إنشاء دولة إسلامية شيعية على اساس "ولاية الفقيه" التي أصلها الخميني وطوّرها ومارسها والتي تقوم أساساً على أنه لا بد أن يؤسس فقهاء الشيعة الدولة نيابة عن الإمام الغائب، ويمارسوا دوره السياسي، كما يمارسون دوره الفقهي والاجتماعي. و كان الخميني يعتقد بأنه لا يجوز أن يظل الشيعة في مرحلة انتظار لا تُعرف مدتها. يناء على مقال الحجتيه المنشور على موقع فيصل نور "عندما قامت الثورة الإيرانية سنة 1979، وتمكن الخميني من إقامة دولة "ولاية الفقيه"، خلافاً لما يؤمن به الحجتية، جاء محمود الحلبي (مؤسس الحجتيه) إلى الخميني مهنئاً، واعتبر انتصار الثورة تمهيداً لخروج الإمام الغائب، ومقدمة له، وأعرب عن وضع جميع كوادر حركته في خدمة الثورة، وخاصة العسكريين منهم، فقبل الخميني ذلك بشرط أن يحل الحلبي تنظيمه". وقد عبرت الحجتية عن سياستها ومواقفها الجديدة بتعديل ميثاقها، الذي جاء بعد التعديل كما يلي: "إن الجمعية رغبة في استمرار نظام الجمهورية الإسلامية حتى ظهور المهدي المنتظر ـ أرواحنا فداه ـ نجد من واجبنا أن نقوم بأي خدمة في المجالات السياسية والاجتماعية اتباعاً لتوجيهات الزعيم العالي القدر، حيث يستطيع أفراد الجمعية الاشتراك في أي نشاط إعلامي أو سياسي أو عسكري أو اجتماعي، تحت إشراف أو موافقة مراجع الشيعة العظام". اضغط هنا لقراءة المقالة كاملة

وأما بالنسبة للمنتظري فقد عُرف بتأيدة المطلق في بداية الثورة لمبدأ "ولاية الفقيه" ويقول البعض ومنهم أحمد الكاتب بان المنتظري يدعي بأنه نادى بها قبل الخميني. ولقد حرص المنتظري في دعمه لولاية الفقيه على أن يكون الاسلام المرجع التشريعي في إيران، ويقال بأنه نادى بأن يدرج في الدستور بشكل واضح بأن المرجعية هي لاحكام وفقه الشيعية الإنتى عشرية على وجه التحديد. ولقد كان آية الله حسين منتظري من أكبر مؤيدي الخميني في فكره وطموحة وعمل معة جنبا الى جنب على تأسيس الدولة الشيعية في إيران. ويقال أن آية الله خميني عمل على أن يتم إختيار المنتطري ليخلفه في السلطة والولايه كقائدا مرجعا للتشريع بسبب إتفاقه معه ودعمه لولاية الفقيه. ولكن علاقة الخميني بالمنتظري توترت نتيجة تصريحات أدلى بها المنتظري مطالبا بإعطاء المواطن الايراني حقوق المواطنه معلنا أن عدم القيام بذلك يتنافى مع مباديء الاسلام والقرآن ومراجع التشريع وما قامت عليه الثورة الإسلامية في إيران. وازدادت هذه العلاقة سؤا حين عارض المنتظري سياسة الخميني فيما يتعلق بحقوق المواطن وحرياته والاعدامات التطهيرية للمعارضين التي قام بها النظام الاسلامي في إيران في تلك الفترة والتي كان من ضمن ضحاياها بعض المعارضين المسلمين. وأدى موقف المنتظري هذا الى إعلان تنحيته عن منصبه كخليفة للخميني وتبع ذلك وضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله ولم يتم الافراج عنه الا بعد مطالبة إتباعه ومؤيده بذلك.

ويأتي نصريح المنتظري الجديد بخصوص حق البهائيين في المواطنه والرأفة متفقا مع مواقفه السابقه بدعم حقوق المواطنة للإيرانيين. وهو خظوة وموقفا جريئا جدا خاصة في ضوء انتهاكات حقوق المواطن الإيراني تحت قيادة الرئيس الايراني الحالي محمود أحمدي نجاد الذي يعتقد العديد بأنه من إتباع الحجتية بناء على العديد من الشواهد من ضمنها تصريحاته العديدة التي تنوه ان كل سياساته يجب أن يكون الهدف منها التعجيل في ظهور الإمام الغائب وقوله "إن المهمة الرئيسية لثورتنا هي تمهيد الطريق لظهور الإمام المهدي الثاني عشر" ويبدو فكره هذا واضحا على الصعيد المحلي والعالمي بما في ذلك الخطاب الذي القاة في الجمعية العامة للأمم المتحدة اضغط هنا لقراءة ما كتبته جريدة الوطن عن تصريحات الرئيس الايراني بهذا الخصوص وردود الفعل الداخلية والخارجية لهذه التصريحات

وكما هو واضح مما تم عرضه سابقا، فان عداء بعض فرق الشيعة الإيرانية المفرط للبهائيين قائم على اختلافات دينية، ترى القيادات الدينية وخاصة الحكومة الايرانية الحالية أن في انتشارها خطرا على سيادة وسلطة هذه القيادات المبنية بشكل جذري على مبدأ عودة الامام الغائب وما يترتب عليها من عادات وممارسات. وانا أنوه بالذين يحاولون التوصل إلى حقائق الامور بأن يقوموا بدراسة موضوعية لتاريخ هذه التهم واسباب عداء هذه الفرق للبهائيين واضهادهم لهم ومحاولة إبادتهم
ومن الغريب أن معظم التهم التي يعزوها رجال الدين المسلمين السنًة، بما فيهم الأزهر للبهائيين قائمة على بعض ما تؤمن به جماعات من أتباع الشيعة، كالتقية وغيرها، لا يمت بصلة للعقيدة البهائية ومبادئها واحكامها وممارسات اتباعها. وإن دل هذا على شيئ فإنه يدل على عدم حرص بعض علماء المسلمين على البحث والدراسة والمعاينة والتأكد من صحة المعلومات قبل اصدار الفتاوي التي تصبح منهجا لبعض المسلمين يبنون على أساسه قراراتهم وافكارهم ومعتقداتهم فيما يتعلق بمواضيع سلوكية وحياتية شتى ومن ضمنها تصورهم للبهائيين. ولعل الموقف الشجاع الذي اتخذه منتظري بحق البهائيين يحفز رجال الدين الآخرين من الشيعة والسنُة على العمل بمباديء الاسلام الحنيف بدل استغلال تقة اتباعهم لنشر سياسة التكفير والتخويف والتسلط والتحكم، ويشجع عامة الناس على تقصي الحقائق بأنفسهم والابتعاد عن التقليد دون "تبين" الأمور