Tuesday, December 26, 2006

موقف الإدارة البهائية العالمية من قضية البهائيين المصريين


تم في 21 ديسمبر 2006 اصدار ونشر ترجمة خطاب بيت العدل الأعظم، الهيئة الإدارية والروحية للبهائيين في جميع أنحاء العالم، للبهائيين المصريين وإرشاداتهم بخصوص القرار الذي أصدرته المحكمة الادارية المصرية العليا بتاريخ 16 ديسمبر والذي لا يسمح للبهائيين المصريين بتدوين ديانتهم في خانة البطاقة الشخصية. وتعتبر إرشادات بيت العدل الأعظم وتعليماته المرجع النهائي للبهائيين في جميع أنحاء العالم. و يلتزم بالعمل بهذه القرارات كل من الافراد والهيئات الادارية المحلية والمركزية والعالمية. وفيما يلي نص الخطاب

2006 ،21 ديسمبر


الى البهائيين في مصر

أيها الأحباء الأعزاء

لقد وصلت إلينا الأنباء الباعثة على الحزن والأسى معلنة أن المحكمة الإدارية العليا في القاهرة نقضت في السادس عشر من شهر ديسمبر الحالي قرار محكمة القضاء الإداري الدائرة الأولى التي أكدت حق البهائيين في الحصول على البطاقات الشخصية التي تصدرها السلطات الرسمية في البلاد. نشاطركم مشاعر خيبة الأمل في أن قرار المحكمة الإدارية العليا لم يخدم العدالة لأنه حرم أعضاء جامعتكم البهائية حقا من أهم الحقوق التي يتمتع بها المواطنون المصريون - ولم يكن قرار النقض هذا إلا بسبب معتقداتكم. عليكم بالصمود والمثابرة في بذل جهودكم لإكتساب هذا الحق. فإذا لم تؤدوا ذلك كاملا فسوف تحرمون السلطات في مصر من رفع ظلم قد تكون له آثار سلبية بالنسبة لكثير من الناس غيركم، وأي تهاون في مثل هذا الأمر سيكون بمثابة إنكار لتلك الشجاعة الأدبية التي أبداها دعما لكم أصحاب النوايا الخيرة - أشخاصا كانوا أم أعضاء في هيئات ومنظمات مدنية أو من العاملين في حقل الإعلام، فقد ضم هؤلاء أصواتهم الى أصواتكم في المطالبة بحل عادل لمعضلة تحمل مظلمة خطيرة

وفي تفسير لحيثيات الحكم أصدر القاضي الذي رأس الجلسة تصريحا للصحفيين قال فيه بأن الدستور المصري لا يعترف إلا بأديان ثلاثة هي الإسلام والمسيحية واليهودية. فكان هذا التصريح بمثابة تجاهل لجوهر القضية وتمويه لها. فمن المؤكد أنكم لم تتقدموا في هذا المجال بطلب الإعتراف بالدين البهائي. وكانت رغبتكم بكل بساطة أن تكونوا أحرارا كغيركم من المواطنين المصريين لتنفيذ متطلبات القانون المدني للحصول على البطاقات الشخصية دون اللجوء الى عدم الصدق في الإفصاح عن هويتكم الدينية. فإقتناء البطاقة الشخصية حق من الحقوق التي يشترك في التمتع بها كل مواطن مصري المولد. وإنه لأمر غريب أن يفرض عليكم حماة القانون أنفسهم مخالفة السياسة الإدارية للدولة التي يفترض أن يتقيد بتنفيذها كل مواطن بدون استثناء. ولعل ما يستحق الثناء والتقدير طبعا، هو أن القضاة المعنيين أكدوا بصورة علنية إعترافهم بحقيقة ثلاثة من الأديان السماوية. فنحن كجامعة دينية نؤمن بأن كل الرسل الذين إختارهم الله "يجلسون على بساط واحد، وينطقون بكلام واحد، وينادون بأمر واحد". وتبعا لذلك لن يجد البهائيون في مصر أية صعوبة في الإقرار بحقيقة كل دين من الأديان الثلاثة المذكورة. ولكن لنا أن نسأل ما الغرض من ذكر هذه الأديان الثلاثة فقط؟ وهل كان ذلك بقصد تبرير حرمان نفر من المواطنين التمتع بحقوقهم المدنية؟ أليس هذا الموقف بمثابة سوء فهم لما أمرت به تلك الأديان مما يبعث على إنتشار الظلم والإجحاف ويمثل إنتهاكا لحرمة مستوى العدالة الرفيع الذي أمرت تلك الأديان أتباعها التمسك به والقيام على تنفيذه؟ إن ما يهمكم الآن ليس إجراء مشادة فقهية بينكم وبين القضاء المصري، رغم ما ذهب إليه ذلك القضاء من المبالغة في أظهار الدين البهائي على غير حقيقته. بل ما يهمكم فعلا هو أن تقوموا على تنفيذ مبادئ العدالة والإنصاف والتحلي بقيم الأمانة والصدق، وهي مبادئ وقيم حيوية بالنسبة لأتباع كل دين من الأديان ولأولئك الذين لا يدينون بأي دين. إن الحكم الصادر ضدكم كان حكما مجحفا ليس فقط لأنه جاء مخالفا للقواعد التي سنها الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي وقعته مصر ملتزمة بتنفيذه، بل لأنه لم يأخذ بعين الأعتبار أيضا ما ورد بصورة خاصة في الآثار ألإسلامية المقدسة من تمجيد للتسامح كمبدأ أساسي في بناء الاستقرار الإجتماعي

تعيد هذه القضية الى الأذهان ما حدث قبل أكثر من ثمانية عقود من الزمان حين نظرت السلطات القضائية والدينية في أمر دعوتنا الدينية. ولم يكن هدف تلك السلطات التعاطف معنا بل كان الغرض من ذلك المناوأة والمعارضة. فقد لفت نظر تلك السلطات أن ثلاثة رجال مسلمين أعلنوا إيمانهم بالدين البهائي في قرية من قرى مصر. وكان نتيجة ذلك أن أصدرت المحكمة الشرعية للإستئناف بمدينة ببا في العاشر من شهر مايو من العام 1925 حكما شجبت فيه الدين البهائي وأمرت بفسخ عقود زواج الرجال الثلاثة و فصلهم عن زوجاتهم. وعلى الرغم من ذلك فإن الدراسة الدقيقة للكتب البهائية المقدسة والتي أجراها القضاة آنذاك أفضت بهم الى نتيجة صحيحة وهي أن الدين البهائي "دين جديد" و"قائم بذاته" وله "عقائد وأصول وأحكام خاصة". ونال هذا الحكم آنذاك موافقة أعلى السلطات الدينية في مصر. فإذا كان بإمكان القضاة المصريين في ذلك الزمان إدراك هذا الامر إدراكا صحيحا، ثم أدركه مؤخرا قضاة محكمة محلية، يبدو من المعقول أيضا أن نأمل واثقين في عودة هذه القدرة على إدراك حقيقة هذا الدين فتؤكد وجودها بصورة إيجابية لدى أعلى سلطة في بلادكم

فمنذ مضي أكثر من قرن من الزمان وذلك إبان حياة حضرة بهاء الله، رسخت جذور الدين الذي جاء به في تربة وطنكم، ورغم ضروب المعارضة التي جابهت هذا الدين فقد إزدهر في جو من إختمار الفكر وإنفتاحه. ففي زمن مبكر في العام 1934 تم تسجيل محفلكم الروحاني المركزي رسميا، فأصبح يتمتع بصفة الشخصية القانونية، ومكنه ذلك من القيام بوظائفه طبقا لما نصت عليه الإجراءات البهائية، فكان له حق تملك العقارات، بما في ذلك حظيرة قدس مركزية وروضة أبدية لدفن الموتى من البهائيين. وعلى حين غرة وبدون سابق إنذار صدر في العام 1960 القرار الجمهوري رقم 263 بحل هيئاتكم المركزية والمحلية، وصودرت ممتلكاتكم وغيرها من الأموال. ولمدة خمسة عقود من الزمان تقريبا بات أعضاء جامعتكم يعانون ألوانا من الذل والهوان، ومن جملة ذلك مضايقات الشرطة في رصد تحركات البهائيين ومراقبتهم، بالإضافة الى إلقاء القبض عليهم دون أي مسوغ قانوني. وحتى هذه اللحظة لم يعثر على أي دليل يثير الشك في النفوس بأنكم لستم أهلا للتمتع بثقة عموم الناس، بل إن هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد على إنكم قد أسهمتم إسهاما ملحوظا في دعم الصفات الروحية والفكرية والثقافية للشعب المصري. وفي هذا المجال نشعر بالفخر والإعتزاز و تخالجنا مشاعر عميقة حين نتذكر مواطنكم البهائي الراحل حسين بيكار، فرغم التكريم الذي أغدق عليه بمنحه جائزة رئيس الجمهورية تقديرا لإنجازاته الفنية الفذة، بقي حسين بيكار حتى يوم وفاته محروما من الحصول على بطاقته الشخصية المصرية.ليس هذا وقت نتوقف فيه للخوض في سرد مطول لما تحملته جامعتكم البهائية من المعاناة لمدة من الزمن جد طويلة. ولعل الوقت مناسب الآن لنمعن الفكر في الإطار الواسع لما اتخذته أخيرا المحكمة الإدارية العليا من قرارات كي تتمكنوا عن طريق ذلك من تفهم أوسع لما تدل عليه هذه القرارات من معان وأهداف

إن الظلم منتشر في كل مكان. فنجده عبر العالم وقد أصاب كل مجال من مجالات الحياة، أكان ذلك في المنزل ، أوفي مكان العمل، أو في المجتمع العام، وما هذه الحال إلا نتيجة سوء تصرف الأفراد والجماعات والحكومات. وها هو بهاء الله يبدي أسفه البالغ على ما يخلفه الظلم من المآسي فيعلق على ذلك تعليقا مؤثرا إذ يتفضل قائلا: "لقد إرتفع في هذا اليوم عويل العدل، وتفاقم حنين الإنصاف، وتلبدت وجه الأرض بغيوم الطغيان فأحاطت الشعوب والأمم." فقيام ظروف على هذه الدرجة من الخطورة نشهدها في مراحل من التحول والتغيير التي لم يعرف العالم لها مثيلا، حيث تتفاعل التيارات المضادة للفوضى والنظام وتدخل في حلقة من الإضطراب باعثة الإشارات بأن هناك تحولا وتغييرا في المنهاج الروحي والإجتماعي للعالم بأسره

لقد بلغ المجتمع الإنساني مرحلة من مراحل تطوره أصبحت فيها وحدة الجنس البشري أمرا لا مفر منه. وإذا لم يتم تقدير هذه الحقيقة حق قدرها لن يكون من الممكن إدراك معنى الأزمة الراهنة في ميدان الشؤون العالمية. فمبدأ وحدة العالم الإنساني هو بمثابة مفتاح لحل القضايا المستشرية حاليا. ولا بد أنكم كبهائيين تدركون بأن هذا المبدأ – مبدأ وحدة العالم الإنساني – لا ينطوي فقط على هدف تحقيق سلام نهائي، بل يتضمن أيضا الإسهام في القيام بتلك المهام المؤلمة التي يجب تنفيذها للوصول الى ذلك الهدف. وبناءً عليه لابد أنكم تقدرون ما تنطوي عليها شواهد الإضطهاد في الوطن وخارجه من معان خفية عالمية النطاق. فعليكم والأمر كذلك تحمل مسؤولية بذل الجهد الجهيد لتقفوا في وجه الظلم من أجل الخير العام، متعاونين مع الآخرين كلما أمكن ذلك، يهديكم في سعيكم هذا مبادىء ديننا الكريم

إن تلك الجماعات التي قامت لتؤيدكم في مسعاكم الراهن تتمتع برؤية عالمية النطاق والبعد، وهي مستعدة أيضا للوقوف صامدة أمام المقاومة العنيفة الموجهة ضد مهامها الخالصة، متحملة في ذلك السياق ضربات الظلم والإعتساف. وبما إن ظهور العدل وقيامه في العالم يضمن وحدته وإتحاده، فإن كل الذين يأخذون على عواتقهم مجابهة التحديات الهائلة في الكفاح لإقامة العدل والإنصاف قد تشبعوا بروح العصر التي تلخصت في مبدأ الوحدة والإتحاد. فإلى الحد الذي يفضي فيه الكفاح من أجل العدل إلى النجاح في وضع قاعدة عالمية واحدة لحقوق الإنسان، فإن المنظمات التي تنشط في مصر في هذا الحقل تعمل على تحقيق الوحدة والإتحاد لشعب مصر. وبناءً على ذلك فقد نذرت هذه المنظمات أنفسها ألى حد كبير لتنفيذ مهمة حيوية في بعث روح التصالح لإزالة التوتر الذي أفسد مجتمعهم وأخر تحقيق وحدته. إن مثل هذا التصالح ليس بمستحيل على الشعب المصري، الذي له أن يفخر بأنه كان صاحب حضارة مستنيرة ضمنت في ماضي مجيد وحدة ذلك الشعب في مجتمع أتسم بالإزدهار والنمو. ولا شك أن مصر اليوم سوف تنهض لتسهم من جديد بصورة تليق بمكانتها في تحقيق ذلك السلام العالمي الموعود وتلك الرفاهية التي تحلم بها أمم الأرض جميعه

تأكدوا بأننا سوف نتقدم بالدعاء لدى العتبات المقدسة بالنيابة عن كل فرد من أفراد جامعتكم، وسنتقدم بالدعاء أيضا لتقدم كل مواطنيكم من أهل تلك الديار المتألقة بسناء مجد أثيل


التوقيع
بيت العدل الأعظم

Thursday, December 21, 2006

بيان مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان وقضية البهائيين

نشر مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان البيان التالي تعليقا على قرار المحكمة الادارية بخصوص قضية البهائيين المصريين. ونص البيان على ما يلي

إنكار حقوق البهائيين تكريسًا للتمييز على أساس الدين والمعتقد 17/12/2006

استقبل مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان قرار المحكمة الإدارية العليا الصادر أمس، بعدم جواز إثبات البهائية في الأوراق الرسمية، بقلق شديد باعتباره تراجعاً عما أرسته المحكمة الإدارية العليا ذاتها عام 1983، حيث أكدت حق البهائيين في إثبات معتقدهم في السجلات الرسمية، وأكد مركز القاهرة أنه من المؤسف أن يقتصر الجدال الذي أثير خلال الأزمة على محاكمة عقائدية للبهائية، والإصرار على تجاهل جوهر القضية والمتعلق بحق كل مواطن في أن يدين ويعتقد فيما يشاء دون تمييز من جانب أي جهة كانت في المجتمع، بما في ذلك حق تبني قناعات خاصة بدينه (الإسلام أو المسيحية) قد تختلف عما تتبناه المؤسسات الدينية الرسمية، الإسلامية أو المسيحية.و أضاف المركز أن عدم قدرة القضاء المصري على إنصاف ضحايا هذا التمييز يجعل هؤلاء المواطنين بلا حماية، وعرضه لمزيد من التحريض والانتهاكات سواء من جانب السلطات الرسمية، أو من الأطراف المتطرفة والمتعصبة في المجتمع، فضلا عن كونه انتهاكاً لأبسط مبادئ المواطنة والمساواة بين المواطنين، التي كفلها الدستور المصري والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، ومؤشرًا إضافيًا على تدهور المناخ السياسي والثقافي السائد في مصر، والذي يتجه نحو المزيد من إحكام الوصاية الدينية والأمنية على ضمائر ومعتقدات الأفراد.إن إنكار حقوق البهائيين - وهم مواطنون مصريون لهم ذات الحقوق والواجبات – يعد مؤشرًا إضافيًا على التوسع في أنماط التمييز الديني والتضييق على حرية العقيدة بشكل عام في مصر، وذلك عبر التحرش الأمني والحملات الإعلامية ضد معتنقي المذهب الشيعي، أو الانتقاص من حقوق الأقباط، أو استمرار التحرش الأمني والفكري بالكتاب والمفكرين لمجرد اختلافهم مع التفسير السائد للنصوص الدينية

إن الدعم الذي تقدمة المنظمات المدنية المصرية لقضية البهائيين يثبت بشكل قاطع مستوى الوعي الاجتماعي الذي بلغته هذه المنظمات وقدرتها على التأثير على تطور الاحداث في المجتمع المصري. وأننا على ثقة كاملة بأن الأحداث الراهنة أثرت وسوف تؤثرعلى الحريات الشخصية لكل المصريين وتبلور أهمية الدور الدي تلعبه المؤسسات المدنية المصرية بهذا الخصوص

Saturday, December 16, 2006

البيان الصحفي لهيئة المحكمة ضد البهائيين

فيما يلي نص البيان الصحفي الذي اصدرته هيئة المحكمة الادارية العليا ضد البهائيين اليوم الموافق 16 ديسمبر 2006


هيئة المحكمة الإدارية العليا

إلغاء حكم محكمة القضاء الإداري بالاعتراف بالبهائية
وعدم جواز إثباتها في أي مستند صادر من الجهات الرسمية في الدولة

حسمت المحكمة الإدارية العليا أمس موضوع البهائية واصدرت حكمها بإلغاء الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري في شهر ابريل الماضي الذي اعترف بالبهائية كديانة وإثباتها أمام خانة الديانة في شهادات الميلاد والبطاقات الشخصية وغيرها من الوثائق التي تصدرها مصلحة الأحوال المدنية

وقالت المحكمة الإدارية العليا في حكمها أن الدساتير المصرية المتعاقبة كفلت حرية العقيدة وحرية إقامة الشعائر الدينية ، مشيرة إلى أن الأديان التي يحمى الدستور حرية القيام بشعائرها وحسبما ورد بالأعمال التحضيرية لدستور 1923 في المادتين 12 و 13 منه اللتين تعتبران الأصل الدستوري لجميع النصوص التي تضمنتها الدساتير المتعاقبة _ هي الأديان السماوية الثلاثة ، الإسلام والمسيحية واليهودية ، أما البهائية فهي كما اجمع أئمة المسلمين وقضاء المحكمتين الدستورية العليا والإدارية العليا ليست من الأديان السماوية المعترف بها وان من يدين بها من المسلمين يعتبر مرتدا لكون مبادئها تناقض مبادئ الدين الإسلامي وأصوله ، كما تناقض سائر الأديان السماوية . وقد حرم معتنقوها الجهاد المقرر في الشريعة الإسلامية تحريما قاطعا ومطلقا ، فهم يريدون للأمم والشعوب أن تسلم عنقها لجلاديها بدون أيه مقاومة ، في مقابل كلام شاعري معسول بالدعوة إلى إقامة حكومة عالمية هي الهدف الأول والأساسي لحركة البهائية وهذا احد أسرار علاقتهم بالقوى الاستعمارية _ قديمها وحديثها _ التي تحتضنهم وتدافع عنهم . كما شرع معتنقوها لأنفسهم شريعة خاصة تهدر أحكام الإسلام في الصوم والصلاة ونظام الأسرة . ولم يقف مؤسسوها عند حد ادعاء النبوة والرسالة معلنين أنهم رسل يوحى إليهم من العلى القدير ، منكرين أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أخر الأنبياء والمرسلين ، بل جاوزوا ذلك وادعوا الإلوهية وهو ما دعا المشرع إلى إصدار القانون رقم 263 لسنة 1960 بحل جميع المحافل البهائية ومراكزها الموجودة في البلاد ، والتي قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم مخالفته للدستور

وانتهت المحكمة إلى انه لما كانت البهائية لا تعد ديانة، فانه لا يجوز لمصلحة الأحوال المدنية إثباتها أمام خانة الديانة في جميع المستندات والوثائق التي تصدرها كشهادات الميلاد وبطاقات شخصية وغيرها ، كما لا يجوز أثباتها في أي مستندات رسمية أخرى تصدرها أي من الجهات الرسمية بالدولة ويكون ضمن بيانتها البيان الخاص بالديانة ، وبحسبان أن النصوص القانونية المنظمة لهذه القواعد جميعها تعتبر من النظام العام فلا يجوز إثبات ما يخالفه ويتعارض معه في بلد يقوم أصله وأساسه على الشريعة الإسلامية

صدر الحكم برئاسة المستشار / السيد نوفل رئيس مجلس الدولة ورئيس المحكمة وعضوية المستشارين / عصام عبد العزيز ومصطفى حنفي وعبد الحليم القاضي واحمد عبود نواب رئيس مجلس الدولة وبحضور المستشار عبد القادر قنديل مفوض الدولة وبأمانة سر كمال نجيب .

تصريح الجامعة البهائية العالمية


في ما يلي نص التصريح الذي اصدرتة الجامعة البهائية اليوم ردا على القرار القضاء المصري بحق البهائيين المصريين
مسبقة صحفية
الجامعة البهائية العالمية
التاريخ: 16 ديسمبر ‏2006‏‏


للحصول على معلومات اضافية اتصل بـ : باني دوغال في نيويورك . تلفون (+1 -212-803-2500 ) موبايل: (+1 -914-329-3020)

أو دايان علائي في جنيفا ، تلفون: (+41 -22 -798-5400 ) موبايل: أو +41 -78 -60-40-100 .. موبايل)

أو قم بزيارة الموقع :
http://news.bahai.org/


محكمة مصرية تحكم ضد البهائيين ، داعمة بذلك الممارسات التمييزية للحكومة

القاهرة – في قضية اثارت الانتباه واصبحت مركزا للنقاش والجدال في انحاء مصر فيما يخص حرية الدين والعقيدة ، حكمت المحكمة الادارية العليا اليوم ضد حق البهائيين في تعريف انفسهم على نحو صحيح في الاوراق الحكومية الرسمية.

ويدعم هذا القرار الممارسات الحكومية الحالية التي تفرض على البهائيين الاختيار بين الكذب في ذكر عقيدتهم أو التخلي عن اوراق الهوية الشخصية . وكان تطبيق هذه السياسة التمييزية قد ادى فعلياً الى حرمان البهائيين المصرييين من التمتع باغلب حقوق المواطنة ، ومن ضمنها الالتحاق بالمدارس، واجراء المعاملات المالية ، وحتى الحصول على العناية الصحية.

"نحن نأسى قرار المحكمة في هذه القضية ، والذي هو مخالف للقوانين العالمية لحقوق الانسان وحرية العقيدة التي كانت مصر مساندة لها منذ فترة طويلة" هذا ما قالته باني دوغال ، الممثلة العامة للجامعة البهائية العالمية في الامم المتحدة.

وقالت السيدة دوغال :"بما ان هذا كان آخر سبيل للاستئناف في هذه القضية بالذات ، فإن قضاء المحكمة يهدد ان ينزع حق المواطنة من اعضاء جمعية دينية باكملها ، استنادا على اعتبارات دينية فحسب" .

وأضافت السيدة دوغال "املنا الآن ان الحوار العمومي حول هذا الموضوع سيدفع الحكومة المصرية الى تصحيح ممارساتها التمييزية ، وهذا سيتحقق من خلال السماح للبهائيين إما ان يذكروا دينهم في الوثائق الحكومية ، أو شطب خانة الديانة في هذه الوثائق ، أو ترك المجال لذكر كلمة ’أخرى‘ لتكون مشمولة بصورة رسمية في وثائق الدولة ".


وكانت هذه القضية قد نشأت من دعوى قضائية رفعها الزوجان حسام عزت موسى ورانيا عنايت رشدي ضد الحكومة بعد ماصادرت الحكومة بطاقات الرقم القومي وجوازات السفر منهما عند طلبهما اضافة اسماء بنتيهما الى جوازاتهما التي كان مذكور فيها ديانتهما البهائية.

تتطلب الدولة المصرية ان يذكر كل المواطنين انتماءهم الديني في بطاقات التعريف (الرقم القومي) والوثائق الرسمية الاخرى ولكن سياسة الدولة الحالية تتطلب الاختيار من بين الاديان الثلاثة المعترف بها رسميا ً فقط وهي الاسلام والمسيحية واليهودية .

وكان قد قضت احدى المحاكم الادارية في شهر ابريل 2006 في صالح الزوجين ذاكرة بان الدولة يجب ان تصدر لهما بطاقات تعريف يعرّف فيها دينهم بصورة صحيحة . كما ان ذلك القضاء قد ذكر بأن حتى ولو كانت الدولة غير معترفة بالدين البهائي ، فان اتباع هذا الدين يجب ان يسمح لهم بذكر دينهم في الوثائق الرسمية .

أثار هذا الحكم ضجيج المتطرّفين في المجتمع المصري ، الذين اعترضوا على ذكر اي دين بصورة رسمية غير الاديان الثلاثة المذكورة في القرآن ، مما ادى الى فتح حوار وجدال حماسي حول مواضيع حرية العقيدة والتسامح .

ومنذ شهر ابريل الماضي صدر اكثر من 400 مقالة وتعليق في وسائل الإعلام المصرية خاصة (وفي الكثير من الدول العربية الاخرى) وشملت هذه مقابلات تلفزيونية وإذاعية عن هذه القضية والنتائج المتعلقة بها ، وتابعها ايضا العديد من مؤسسات حقوق الإنسان هنا وفي الخارج بإهتمام شديد.

وفي شهر مايو قامت وزارة الداخلية بطعن حكم المحكمة الإدارية طالبة وقف التنفيذ مما رفع القضية الى المحكمة الإدارية العليا.

في الثاني من ديسمبر عقدت جلسة قضائية طلب فيها محامو البهائيين ان ترفض المحكمة طعن الحكومة لقرار المحكمة الادارية السابق مستندون في ذلك على ان ذاك الحكم هو مطابق للدستور المصري . وعينت المحكمة يومنا هذا لإصدار الحكم النهائي.

حكمت المحكمة ضد البهائيين


ألف شكرا للذين ذهبوا اليوم إلى المحكمة للوقوف بجانب البهائيين المصريين لمطالبتهم بحقهم في المواطنة. في الحقيقة لا أدري ما أقول! فلأنني أعرف حيثيات القضية فانا أستغرب قضاء المحكمة. كان توقعي بأن المحكمة سوف تحكم لصالح البهائيين، وكنت على ثقة من نزاهة القضاء المصري الذي طالما تصدى الصدارة في عدله ودعمه للحق، ولكن يبدو أن حقوق الإنسان المصري في مصر أسوء حالا مما ظننت. يا للخسارة! ما لا أستطيع فهمه هو المنطق الذي اعتمدت عليه المحكمة لتبرير قرارها بقبول طعن الدولة بالقرار الذي يمنح البهائيين الحق بتدوين ديانتهم في خانة الديانة في البطاقة الشخصية. هل يكفي أن تكون الدولة صاحبة الطعن ليكون الحكم بصالحها؟ ماذا حل بنزاهة القضاء المصري واستقلالية السلطات الثلاث التي درسنا عنها في كليات الحقوق من كتب كتبها المصريون أنفسهم؟ كان بودي أن يقف القضاء وقفة أكثر شجاعة من ذلك، ولكن فليبرر القضاء المصري والحكومة المصرية والبرلمانيين المصريين للعالم موقفهم الآن. أما للمتطرفين الذين صرخوا "الله أكبر" حين صدور القرار ضد البهائيين، فأقول "الله أكبر"، والله براء من حقدهم

سوف ننتظر ردود فعل العالم، وتبرير القضاء المصري لحكمه. وكان الله مع البهائيين المصريين ومعاناتهم في وطنهم

فيما يلي نص البيان الذي أصدرته المبادرة المصرية للحقوق الشخصية

المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
برنامج الحق في الخصوصية
بيان صحفي- 16 ديسمبر 2006

إلغاء حكم إثبات البهائية في الأوراق الرسمية ورطة للحكومة قبل أن تكون للبهائيين

قالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن قرار المحكمة الإدارية العليا اليوم بعدم جواز إثبات البهائية في الأوراق الرسمية يضع الحكومة في مأزق حيال وضع المواطنين البهائيين العاجزين عن استخراج شهادات ميلاد أو بطاقات شخصية أو حتى شهادات وفاة

وصرح حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية: "إن هذا الحكم المؤسف يلقي بالكرة في ملعب الحكومة ويجبرها على إيجاد حل تنظيمي لإنهاء معاناة مواطنين قررت الحكومة فجأة ودون سند تشريعي أن تجردهم من مستندات إثبات هويتهم، رغم أن الحكومة نفسها ظلت على مدى العقود الخمسة الماضية تسجل البهائية في هذه المستندات."

وأضافت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن البيان الصحفي الذي أصدره رئيس المحكمة عقب النطق بالحكم لم يتطرق إلى الرد على أي من الدفوع القانونية التي قدمها محامو المبادرة المصرية إلى المحكمة، وإنما انحصر في تفنيد معتقدات البهائية وهي المسألة التي تخرج عن نطاق الدعوى المقامة أمام المحكمة والمنحصرة في مدى قانونية إجبار المصريين البهائيين على ادعاء اعتناق الإسلام أو المسيحية زوراً من أجل الحصول على الأوراق اللازمة لممارسة حياتهم اليومية

يذكر أن حكم اليوم يعد ردة عن آخر حكم للمحكمة الإدارية العليا ذاتها والصادر في 1983 مقراً بحق البهائيين في إثبات معتقدهم في السجلات الرسمية دون أن يعني ذلك الاعتراف بالبهائية كديانة. وسينتظر فريق الدفاع صدور أسباب الحكم والاطلاع عليها قبل تحديد الإستراتيجية القانونية المتبعة في الفترة المقبلة للدفاع عن حق المصريين البهائيين في المواطنة

Wednesday, December 13, 2006

المدونات المصرية وقضية البهائيين


قام أصحاب المدونات المصرية بدور جوهري في نشر وفتح المجال لمناقشة قضية البهائيين منذ بداية ظهورها على الساحة العامة. فنشرت "النديميات" "وطي المتصل" و"منال وعلاء" وغيرهم مقالات تعرض فيها القضية البهائية وتنادي بحق كل المصريين باختيار عقيدتهم والتمتع بالحريات التي يمنحها لهم الدستور المصري وروجت ما نشرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان من بيانات بهذا الخصوص. ولقد خلقت هذه المحاور الجديدة التي وفرها رواد الصحافة العربية الالكترونية الحرة منابر أمكن من خلالها مناقشة موضوع البهائية وربطها بواقع المجتمع المصري وقناعاته ورؤيته ومفاهيمه فيما يتعلق بالحريات الشخصية والتعايش مع الاخريين حرصا منهم على مصلحة المجتمع المصري ونوعية الحياة التي يوفرها لكل مواطنيه

وأنا أؤمن بأن هذا الموقف المشرف لرواد الصحافة الالكترونية المصرية أثر بشكل واضح على سير الأحداث فيما يتعلق بقضية البهائيين في مصر وردود الفعل تجاهها. ولقد أدى استمرار هذه المدونات الطليعة في التحقيق في ونشر معلومات متعلقة بقضية البهائيين إلى توسيع ساحة بحث القضية البهائية على الشبكة الالكترونية. وبدأت مدونات أخري بالمشاركة في البحث ومناقشة حقيقة البهائية بعيدا عن الادعاءات الباطلة التي كانت تشكل أغلبية ما هو توفر للقاري العربي نتيجة الرقابة الصحفية التي فرضتها الجهات المعنية والحملات الإعلامية المنهجية واسعة النطاق التي قادتها العناصر الإسلامية المتطرفة ضد البهائيين وقضاياهم، وسمحت لوجهات النظر المؤيدة والمعارضة لحق البهائيين بأن تُناقش وتُطرح من دون قيود

وواكب هذا الاهتمام بقضية البهائيين ظهور مواقع بهائية باللغة العربية والتي وفرت للقاري مجالا للاطلاع على حقيقة ما يؤمن ويدعو له البهائيين. فبالإضافة إلى موقع البهائيين الرسمي، ومكتبة المراجع البهائية وموقع أسلام والدين البهائي، قام أفراد بهائيين بإيجاد المواقع الجديدة التالية: مقدمة عن الدين البهائي، حقائق وردود، ادعية وتأملات في الاثار البهائية، ومواضيع بهائية، وهناك مواقع أخرى تحت الإنشاء. ولحق ظهور المواقع البهائية الجديدة ظهور المدونات البهائية العربية التي تطرح تعليقا على مقالات نشرت ضد البهائيين وجهات نظر بهائية، ومقالات بهائية و رأي البهائيين المصريين، خاصة فيما يتعلق بقضية البهائيين المصريين الحالية . ونشرت بعض وسائل الإعلام العربي والمصري أيضا مقالات تشرح قضية البهائيين، وكذلك قام العديد من الاخوان الاقباط بالدفاع عن حقوق البهائيين على مواقعهم ومن خلال مقالات نشروها في مواقع أخري مثل موقع الحوار المتمدن. ولقد سمحت حرية المعلومات والتواصل التي توفرها الشبكة الالكترونية بتبادل الآراء وتقريب وجهات النظر بين البهائيين وخاصة المصريين منهم وأصحاب المدونات المهتمين بالحريات الشخصية ومن ضمنها حرية البهائيين المصريين

وبلغ الدور الذي يلعبه أصحاب هذه المدونات بُعدا جديدا حين قامت مدونة طي المتصل ونورا يونس في 12 ديسمبر الحالي بنشر دعوة صريحة في مدوناتهم لدعم قضية البهائيين المصريين ودعوا زوارهم للتواجد في المحكمة خلال جلسة الحكم في قضية البهائيين المقرر عقدها يوم ديسمبر 16. وأنا اعتقد أن مجرد الدعوة إلى هذا الدعم يعتبر حدثا هاما في تبلور الدور الذي تلعبه المدونات المصرية الالكترونية في التعبير عن أراء شريحة واعية من المواطنين المصريين التي وجدت صوتها وصارت تبني لنفسها سواعد قوية سوف تساعد على توطيد سيادة مصر ونزاهة قضائها وحقوق كل مواطنيها

فإلى كل هذه العقول النيرة والقلوب الشجاعة ألف شكر وتقدير

ملاحظة: اللافتة المدرجة في هذا المقال من تصميم أحمد غربية

اضغط هنا للاطلاع على ما نُشر في طي المتصل
اضغط هنا للاطلاع على ما نشر في مدونة نورا يونس
اضغط هنا للاطلاع على ما نشر في مدونة منال وعلاء
اضغط هنا للاطلاع على ما نشر في مدونة ما بدا لي
اضغط هنا للاطلاع على نشر في مدونة عبد الله النديم من تعليقات مختلفة
اضغط هنا للوصول الى وتوقيع العريضة التي تدعو لعدم التمييز ضد البهائيين المصريين
اضغط هنا للوصول الى بيان المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
اضغط هنا للاطلاع على ما نشرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان
اضغط هنا لقراءة المزيد من التغطيات الاعلامية لقضية البهائيين المصريين
اضغط هنا لقراءة مقال رائع بعنوان "خرافة الاعتراف" كتبه عمرو عزت في مدونة ما بدا لي

Monday, December 11, 2006

عادل حمودة في معبد البهائيين في الهند




نشرت جريدة الفجر في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2006 مقالا كتبه رئيس التحرير والصحفي المعروف عادل حموده بعنوان أول تحقيق صحفي مصور عن معبد البهائيين في الهند، وتضمن وصفا للمعبد ورواده وملخص مقابلة أجراها الأستاذ حمودة مع العاملين هناك تتضمن تاريخ الدين البهائي وأهدافه. ولقد وصف الأستاذ حمودة تجربته بأمانة صحفية ودون ما رأته عيناه وما سمعته أذناه بدل أن يلجأ إلى نسخ ما تدونه الصحافة الصفراء من ادعاءات باطلة ضد البهائيين ومعتقداتهم. ومن الجدير بالإعجاب أن هذا الصحفي البارز قد اختار أن يتحقق بنفسه من أمر البهائية، وكعادته قدم للقارئ المصري مقالا صحفيا يمثل حقيقة ما قام بالتحقيق فيه، وهو ممارسات الجامعة البهائية في بلد غير عربي -الهند. ولم يرى حمودة الصحفي المحنك المعروف بالجراءة البالغة في إبداء الرأي بغض النظر عن عواقب هذه الصراحة الصحفية، اي دليل يثبت الإدعاءات الباطلة التي ترددها بعض وسائل الإعلام المصري بهدف أثارة الرأي العام ضد البهائيين وقضيتهم الحالية في مصر

ومن الجدير بالذكر أن عادل حمودة ليس أول المشاهير الذين زاروا المعبد البهائي في الهند فلقد زارته زوجة حاكم جزر الفيجي السيدة ليبا قراصي في 10 أكتوبر 2005 وحضرت جلسة الدعاء التي أقيمت في المعبد والتي ضمت أدعية من الكتب المقدسة البهائية والكتب المقدسة لبعض الديانات الاخرى. وفي نهاية زيارتها دونت ما يلي في كتاب الزوار: "أنا اشعر بالسلام. المجد لله! إن زيارة المعبد تجربة رائعة. فليحفظ الله تعالى الدين البهائي". لمزيد من المعلومات عن الزيارة اضغط هنا

وكانت ولية عهد رومانيا، الأميرة مارغريت وزوجها الأمير قد زاروا مع الوفد المرافق لهم المعبد وحضروا جلسة دعاء أقيمت بتاريخ 13 ديسمبر 2004. وبعد ذلك قام الوفد بزيارة مركز المعلومات التابع للمعبد والذي يضم معرضا عن تاريخ الدين البهائي. وأبدت الأميرة فرحها عندما شاهدت أن المعرض يحتوي صورة والدة جدتها الملكة ماريا التي عاشت ما بين 1876-1836، ونسخة عن الرسالة التي أعلنت فيها إيمانها بالدين البهائي وتعاليمه. فلقد كانت الملكة ماريا أول حاكمة دولة تعتنق الدين البهائي. وفي نهاية الزيارة، قامت ولية عهد رومانيا بتدوين ما يلي في كتاب الزوار بخصوص زيارتها: "كانت التجربة رائعة ومثيرة للمشاعر". ان الزيارة جعلت "التواصل بين الأجيال، كقوس قزح من الأمل، والمشاعر، والسلام، والحب، والإيمان." وأضافت ولية عهد رومانيا: "أن أرى هنا صورة والدة جدتي الملكة ماريا – ملكة رومانيا، ,أن أحس بروحها معنا، نعمة من الله تعالى." لمزيد من المعلومات عن الزيارة اضغط هنا

لقد زار معبد البهائيين في الهند مند إنشاءه عام 1986 العديد من الرؤساء والسفراء والأعيان وحكام الدول ومن بينهم الرئيس الهندي ورئيس وزراء الترويج وسريلانكا، والرئيس الأيرلندي، ونائب رئيس الاورغواي، والدالي لاما وغيرهم. لمزيد من المعلومات اضغط هنا

ونحن نشكر الأستاذ حمودة على المقال المنصف ونأمل ان يحذو حذوه باقي الصحفيين الشرفاء الذين يحرصون على توصيل الحقيقة للقارئ المصري . فكما صرح الأستاذ حمودة واصفا تجربته في المعبد البهائي في الهند
: "وبينما كنت أقرأ الفاتحة، كان هناك من يتمتم في سره بكلمات غير مسموعة، وكان هناك من يرسم علامة الصليب، كان هناك من ينحني واضعا رأسه بين ركبتيه".. إن أماكن العبادة البهائية مفتوحة وترحب بالجميع ليدعو ربهم بالطريقة التي تتفق مع معتقداتهم.. إن ما دونه عادل حمودة لا يختلف عن تجربتي الشخصية حين زرت المعبد البهائي في نفس المكان قبل بضع سنوات وكان لي شرف التعرف على المهندس المعماري الشهير فريبرز صهبا الذي صممه، وبناه، وأشرف على العمل بكل جزئياته. وإننا ندعوكم لزيارة المعابد البهائية حيثما وجدت للتمتع بالجو الروحي الذي توفره لكل زوارها بغض النظر عن دياناتهم أو معتقداتهم، فلقد بناها البهائيون لهذا الغرض. لمزيد من الصور والمقالات اضغط هنا

Monday, December 04, 2006

قضية البهائيين: مصرية حتى النخاع


لقد تم تأجيل القضية المتعلقة بحق البهائيين المصريين بتدوين ديانتهم في البطاقة الرسمية حتى تأريخ 16 ديسمبر من هذا العام. وكان ذلك بناء على مستندات قدمها محامي البهائيين الأستاذ لبيب معوض. وتمت إجراءات الجلسة في جو يعمه الهدوء نتيجة حزم القاضي وإمساكه بزمام الأمور

وتستمر قضية البهائيين المصريين باحتلال قسط وافر من الاهتمام في الصحافة المصرية والإعلام العربي. فلقد نشرت جريدة إيلاف يوم الأحد الموافق 3 ديسمبر مقالا مفصلا كتبه الأستاذ نبيل شرف الدين يتعلق بالقضية بعنوان الحكم في قضية إثبات البهائية 16 ديسمبر. وتأتي هذه المقالة ضمن العديد مما كتب عن البهائية في مصر في الآونة الأخيرة بين معارض وموافق في ما يتعلق بحقوقهم كمواطنين مصريين. وكانت إيلاف من أول الجرائد المصرية التي تطرقت لقضية البهائيين في مصر ونشرت معلومات موضوعية وصحيحة في ما يتعلق بمعتقداتهم وقضيتهم وغطت ردود فعلهم خلال الاحدات اللبنانية الاسرائيلية الاخيرة

ومن الجدير بالذكر أن البهائيين المصريين يرون في معاناتهم الحالية على يد من يحالوا طمس معالم الدين البهائي في مصر انتصار وسببا في نشر دينهم وتعريف العامة به وبمبادئه. فلقد نشر بهائي مصري في مدونته مقالا بعنوان "تسلم أيديكم" جاء فيه ما يلي

في محاولة لمعرفة مدى تأثير هذه القضية الأخيرة على مستخدمي الانترنت مثلا قمت باستخدام "جوجل ترندز" لأجد هذه النتيجة للبحث عن كلمة “البهائية” بالعربية. طفرة رهيبة خلال شهور ابريل ومايو ويونيو. مصر في قمة البلاد بحثا عن هذه الكلمة. ردود الفعل عن البرامج التليفزيونية على دريم وأوربيت والتليفزيون المصري كلها تتبنى نفس الشعور: تعاطف مع البهائيين في مواجهة من يعتقدون انهم يمثلون بغوغائيتهم الدين الإسلامي الجميل البعيد كل البعد عن عصبيتهم. تكتسب قضية البهائيون وحقوقهم في الحصول على أوراقهم الثبوتية يوميا مناصرين جدد من مختلف الاتجاهات، الكل يطالب بالمساواة والحرية والإخاء والتسامح والحقوق لجميع المصريين دون تمييز على أساس العقيدة. أليست هذه أهم مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي هي المصدر الرئيسي لتشريع بلادنا؟

إلى كل من امسك شعلة وأضرم النار في جسد المجتمع البهائي المصري. لقد جعلت منه منارا لهذا الدين. تسلم يدك

وكما تروا أعزائي القراء فأن قضية البهائيين المصريين قضية مصرية بحثه وجزء من وعي الشعب المصري ومطالبته بحقوقه وحقوق أقلياته، فهذه سمات الدول المتحضرة. فكما هو واضح فان محامي البهائيين ليس أمريكيا وإنما مصري أصيل عُرف بالنزاهة والدفاع عن الحق وحريات المصرين الشخصية، والصحفي الذي يعرض قضية البهائيين مصري تهمه نزاهة الصحافة المصرية وتوصيل المعلومة الصحيحة للقاري المصري فهذه مسئولية وطنية ودينية، ولجنة الحقوق الشخصية لجنة مصرية يهمها حقوق كل المصريين بغض النظر عن عرقهم ودينهم. ومن الجدير بالذكر أن أول من دافع عن حقوق البهائيين على شبكة الانترنت لم يكن البهائيون أنفسهم، وإنما أصحاب المدونات المصرية الشجعان الذي رأوا في الدفاع عن حقوق البهائيين دفاعا عن مصر وحرية المصريين جميعا

أن الادعاءات البطالة عن علاقة البهائيين بدول الغرب التي تدعم قضيتهم للقضاء على الإسلام والمسلمين بدأت تفقد رونقها. فهي من الأساس مخالفة تماما لما يؤمن به البهائيين في جميع دول العالم الشرقية والغربية وغيرها والذين يكنون الاحترام و التبجيل للإسلام ويعتبرون رسوله (ص) صاحب شريعة من الله تعالى. فانا اقترح على الذين يستمرون في نشر الادعاءات الباطلة التي تتهم البهائيين بالعمالة والكفر والإباحية أن يكفوا عن ذلك حرصا على سمعتهم ومصداقيتهم – "فحبل الكذب قصير" ولقد صار اقصر نتيجة الشفافية التي يفرضها الواقع الجديد الذي خلقته سهولة تبادل المعلومات في إطار التكنولوجيا الحديثة


وضمن هذا الواقع الذي خلقته الارادة المصرية بكل اطرافها، أرى انه ما علينا الآن إلا أن ننتظر إرادة الشعب المصري. وكما قال الشابي: فلا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر

Saturday, December 02, 2006

الجلسة الحالية للطعن بحق البهائيين


يتم حاليا النظر في موضوع حق البهائيين في الحصول على أوراق رسمية دون الاضطرار إلى ادعاء الدخول في الإسلام أو المسيحية. وكان السيد حسام بهجت المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية قد وجه الدعوة لدعم قضية البهائيين خلال المحاكمة وذلك لتخوفه من تكرار الغوغائية التي تهدف إلى التأثير على نزاهة القضاء ومنع سير إجراءات القضية بشكل عادل كما حصل خلال الجلسة الماضية. وفيما يلي نص الدعوة التي قدمها السيد حسام لأعضاء مصريون ضد التمييز الديني والتي يوضح فيها ما جرى خلال الجلسة الماضية وتخوفاته بخصوص الجلسة الحالية

السادة أعضاء مصريون ضد التمييز الديني

لعلكم ربما تعلمون أن المحكمة الإدارية العليا ستنظر يوم السبت القادم 2 ديسمبر في موضوع حق البهائيين في الحصول على أوراق رسمية دون الاضطرار إلى ادعاء الدخول في الإسلام أو المسيحية. ولا أجد حاجة للتأكيد على أهمية الموضوع أو الدعوى أو الجلسة التي يتم فيها أقرار مبدأ نهائي غير قابل للطعن عليه قد يظل معنا لسنين طويلة قادمة. كما أن الأسئلة المطروحة على المحكمة والمبادئ التي تحاول وزارة الداخلية إقرارها من خلال هذا الطعن تتجاوز في تأثيرها جماعة البهائيين الصغيرة لتؤثر على الوضع القانوني لحرية العقيدة وتطبيق المادة الثانية من الدستور بشكل يمس جميع المصريين بشكل عام

في الجلسات الماضية أمام دائرة فحص الطعون كانت المحكمة تحتشد بالمحامين والمواطنين المتشددين الذين كانوا يشيعون جواً من الإرهاب في المحكمة ضد المحامين والقضاة والصحفيين بمنتهى الغوغائية. كنا في العادة نقف فردين أو ثلاثة أمام حوالي خمسين من الطرف الآخر ونحارب باستماتة لنتمكن من مخاطبة المنصة. في جلسة السبت من المهم للغاية أن تحتشد قاعة المحكمة بأكبر عدد ممكن من المصريين المناهضين للتمييز على أساس العقيدة وأن يتقدموا إلى المنصة عند بدء مناقشة قضيتنا. لذلك فإننا نحتاج بشدة لحضور أكبر عدد من أعضاء مصريون ضد التمييز الديني، خاصة السادة أعضاء اللجنة القانونية. آسف لضيق الوقت ولكن الجلسة تحدد موعدها فجأة منذ بضعة أيام

الجلسة موعدها العاشرة صباحاً بمجلس الدولة في الدقي بجوار شيراتون القاهرة
مع خالص الشكر
حسام بهجت


Egyptian Initiative for Personal Rights
eipr@eipr.org
www.eipr.org


نتمنى أن تكون هذه الجلسة اكثر تماشيا مع اجراءات سير الدعوة والمحافظة على النظام خلال المحاكمة لضمان حق البهائيين في محاكمة عادلة

Friday, December 01, 2006

حكم المحكمة المرتقب بحق البهائيين المصريين


نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 29 نوفمبر بيانا بعنوان الإدارية العليا تنظر في طعن الداخلية ضد المصريين البهائيين السبت القادم 29/11/2006

وينص البيان على ما يلي

تبدأ الدائرة الأولى بالمحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة يوم السبت القادم، الموافق 2 ديسمبر 2006، في نظر الطعن المقدم من وزارة الداخلية ضد الحكم الصادر عن محكمة القضاء الإداري في 4 إبريل الماضي، والذي كان قد قضى بحق البهائيين في الحصول على شهادات ميلاد وبطاقات إثبات شخصية وغيرها من الوثائق الرسمية التي تثبت اعتناقهم للبهائية

وكانت دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا قد بدأت في نظر الطعن من حيث جديته واستيفائه للشروط الشكلية في شهر مايو الماضي. وفي 15 مايو الماضي أصدرت الدائرة قراراً بالاستجابة لطلب ممثل وزارة الداخلية وقف تنفيذ الحكم المطعون فيه لحين الفصل في موضوع الطعن أمام دائرة الموضوع بالمحكمة ذاتها. وقد تمت إحالة الدعوى إلى دائرة الموضوع في 20 نوفمبر الماضي بعد ورود التقرير الاستشاري لهيئة المفوضين والذي جاء لصالح وزارة الداخلية

يذكر أن حكم محكمة القضاء الإداري صدر لصالح والدين مصريين بهائيين قامت وزارة الداخلية بمصادرة شهادات ميلاد بناتهما الثلاثة التي تثبت اعتناقهم ووالديهم للبهائية. وقد بنت المحكمة حكمها على أساس أن الشريعة الإسلامية لا تقر التمييز ضد الموطنين من غير المسلمين، وأن إثبات البهائية في السجلات الرسمية لا يعد اعترافاً بها أو إقراراً بصحتها، ، وأن من مقتضيات الصالح العام أن يتم إثبات العقيدة الحقيقية للمواطنين في أوراقهم الرسمية حتى تعرف حقوقهم وواجباتهم والقواعد القانونية التي تطبق عليهم

وتجدر الإشارة إلى أن الدعوى القائمة لا تتطرق إلى الاعتراف بالطائفة البهائية أو إلى صحة معتقداتها، وإنما ينحصر مجال الدعوى في حق المواطنين المصريين البهائيين في الحصول على أوراق رسمية تثبت معتقدهم الحقيقي أو تترك فيها خانة الديانة خالية أو توضع أمامها كلمة (أخرى)، وهو ما كان قائماً طيلة العقود الماضية قبل أن تقرر مصلحة الأحوال المدنية من تلقاء نفسها في الأعوام الأربعة الأخيرة إجبار المواطنين البهائيين على التزوير في أوراقهم الرسمية وادعاء الدخول في الإسلام أو المسيحية

ومن الجدير بالذكر أن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لعبت دورا هاما في توصيل ونشر المعلومات الصحيحة المتعلقة بقضية البهائيين المصريين وتوعية الرأي العام المصري والعربي لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس ضد البهائيين في مصر. وتبنت الشبكة قضية إزالة خانة الديانة من استمارة طلب البطاقة الرسمية والسماح للبهائيين بممارسة حقهم في اختيار معتقدهم، وعدم اجبارهم على تزوير معلومات البطاقة الرسمية و تدوين ما هو ليس دينهم فيها، خاصة وأن هذا ما يضمنه لهم الدستور المصري ولوائح حقوق الإنسان التي كانت مصر من ضمن الدول التي صدقت عليها ووافقت على تطبيقها بمحض إرادتها

ننتظر قرار المحكمة غدا بفارغ الصبر واثقين من نزاهة القضاء المصري وعدالته، آملين أن لا يخيب ظننا

Tuesday, November 28, 2006

رئيس دولة جنوب افريقيا يهنئ الإدارة البهائية



تقدم رئيس دولة جنوب إفريقيا برسالة للمحفل الروحاني المركزي للبهائيين في جنوب إفريقيا بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسه. وفيما يلي ترجمة نص هذه الرسالة

رسالة من الرئيس ثابو مبكي رئيس دولة جنوب أفريقا بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في جنوب إفريقيا

يشرفني أن انتهز هذه الفرصة لأقدم لكم أحر الأمنيات بهذه المناسبة المهمة الموافقة 11 نوفمبر، والتي تحتفلون فيها بحلول 50 عاما على تأسيس محفلكم

أن مرور خمسين عاما على تأسيس محفلكم لشهادة واضحة على ثباتكم وإخلاصكم وعلى الدور الحيوي الذي قمتم ولا شك بأنكم ستستمرون بالقيام بة من اجل نشر الوحدة والتفاهم في وطننا المحبوب، جنوب افريقيا

منذ نشأته قبل أكثر من نصف قرن في 11 نوفمبر عام 1956م، قام المحفل المركزي للبهائيين في جنوب إفريقيا بدون كلل بدعم التقدم الروحي، والأخلاقي، والمادي للبهائيين وجميع المواطنين في هذا المجتمع. إن مشاركتكم الفعالة في هذا المجال ومن ضمنها المشاركة الفعالة للمحفل المركزي للبهائيين في جنوب افر يقيا في اجتماع القادة الدينين الوطني، أسهمت بشكل هائل في حلول عصر من الأمل في دولتنا

أن مصادفة حلول موعد احتفالكم السنوي في نفس السنة التي نحتفل فيها بأهم الأحداث في تأريخ دولتنا، كالعام العاشر لإنشاء دستورنا الديمقراطي والذي يعترف بـالحريات الدينية ويدعمها، لهو مؤشر آخر للمكانة التي تحتلونها في وطننا

وبناء على هذا، وبالنيابة عن حكومة وشعب جنوب افر يقيا، نتقدم بأطيب التهاني للمحفل الروحاني المركزي للبهائيين في جنوب افريقيا بمناسبة الاحتفال بـ 50 عاما على تأسيسه

مع أمنياتنا بان تتمتعوا بقرون أكثر من النجاح والإنجازات

ثابو مِبَكي

نحن لا نتوقع رسالة تهنئة علنية للجالية البهائية في مصر من رئيس دولة مصر، رغم العديد من الخدمات التي يقدمها أفراد الجالية البهائية الذين يعيشون في ظروف قاصية منذ صدور القرار الجمهوري الذي أمر باغلاق محفلهم المركزي عام 1960م، والتي تأزمت بعد الحملة السلبية التي اثارتها بعض وسائل الاعلام ونخبة من العناصر الدينية والبرلمانية ضدهم. ولكننا نأمل أن يتم إنصاف حق البهائيين المصريين والسماح لهم بممارسة مواطنتهم والاستمرار بخدمة بلدهم والعمل على رقيها كما يعمل كل بهائيّ العالم على خدمة وازدهار الدول التي يقيمون فيها. فهذا واجب ديني تدعمه المؤسسات الإدارية البهائية بغض النظر عن موقعها الجغرافي، ويطبقه الأفراد البهائيين أينما تواجدوا. لمزيد من المعلومات عن نشاطات البهائيين في مختلف انحاء العالم يمكنكم زيارة هذه الوصلة

وتترقب الجالية البهائية العالمية وغيرها من الجهات المعنية قرار المحكمة المصرية الذي من المفروض أن يصدر بتاريخ 2 ديسمبر 2006م بحق البهائيين المصريين فيما يتعلق بخانة الديانة المدرجة في طلب البطاقة الشخصية، وحريتهم في الاعلان عن هويتهم الدينية بدون اكراه على اختيار دين غير ما ينتمون له. ونتمنى أن يكون القرار عادلا ومعبرا عن روح ما تتحلى به الديانة الإسلامية الحنيفة وما تمليه القوانين والأعراف الدولية

Tuesday, November 21, 2006

من الحبة قبة: مَن المسئول؟



كان البهائيون المصريين يودون لو أن الإدارات الحكومية المسئولة تتركهم "بحالهم" وتترك القضاء المصري النزيه يحل ما خلقته بعض هذه الإدارات نتيجة قراراتها التعسفية العشوائية ضد البهائيين المصريين من فوضى إداريه، فقامت قائمة بعض البرلمانين، وشحذ أبطال الحملات التعسفية سيوفهم للدفاع عن الإسلام ضد عدو وهمي رسمته مُخيلاتهم، ورأت هذه المخيلات أن تأزيم القضية يساعد في تحسين صورة أبطال الأسطورة وقد يدفع بجهات أخرى للتحرك، مما يسهل توسيع نطاق الحدث وتطويره إلى الدراما المرجوة لإشغال الناس عن القضايا الأساسية التي تتحكم في حياتهم اليومية. وربما ساعدت المسرحية الناس أن ينسوا جوعهم، وعريهم، والبطالة، وأزمة البيوت في مصر، وما شابه ذلك من أمور لا تمس في رأي هؤلاء الأبطال "المصلحة العامة" أو "سيادة مصر". فحسب الأسطورة، مصر الحبيبة مهددة الآن بالدمار، والمصلحة العامة تقضي أن يشد الشعب أحزمة بطونهم ويتناسوا آلامهم ليدافعوا عن كرامة مصر، وحرية مصر، واستقلال مصر، وإسلام مصر، وهوية مصر، وغير ذلك من الأمور الجذرية

وسؤالنا هنا هو، على المصريين أن يخافوا على مصر مِن مَن ؟ مِن 2000 بهائي مصري "بيموتوا في حب مصر" ويرفضوا أن يتركوها رغم كل اللإراهصات والمضايقات المتعمدة لدفعهم لذلك ؟ ضد الأولاد والبنات البهائيين المصريين الصغار الذين ليس لديهم بطاقة هوية للالتحاق بالمدارس؟ أو مِن الشيوخ والعجائز البهائيين الذين يصلون في كل صباح ومساء ويدعون بالخير لمصر الحبيبة، أم الدنيا، "إلي مفيش زيها"؟ أو مِن الشباب المصريين البهائيين الذين يركضون ليل نهار وراء لقمة العيش التي عملت الجهات الرسمية والجهات غير الرسمية المتعاضدة مع الحدث على جعل الوصول اليها بدون بطاقة هوية مشقة ما بعدها مشقة؟ أو مِن العمال والموظفين والتجار والأستاذة والأطباء والمهندسين البهائيين المصريين الذين يعملون طول اليوم لخدمة مصر وأبناء مصر التي جعلت حياتهم صعبة وشبه مستحيلة؟ بإمكانك زيارة مدونة مصريين يحكون قصة البهائيين المصريين على الوصلات التالية عربي وانجليزي

لقد صعّد البعض قضية البهائيين المصريين وعملوا "من الحبة قبة" وعلى رأسهم بعض الإدارات المصرية عند استئنافها لحكم المحكمة القضائية بالسماح للبهائيين المصريين تدوين ديانتهم في خانه الديانة المُدرجة أساسا في طلب البطاقة. فأفتت دار الأزهر الشريف، وكتبت الصحافة المصرية والعربية، وصدح صوت الشيوخ على شاشة التلفزيون ينادي بحماية الدين والدار، وأصدروا حكمهم بالكفر والردة. ومع كل هذا حاول البهائيون المصريون أن يعرضوا بدائل قد تساعد في إيجاد حل سلمي، فقالوا نقبل بأي شيْ، نرضى أن ندون ديانتنا فتعرفونا ويسهل عليكم مضايقتنا عند الحاجة، أو نضع "غير" حتى لا تنزعج مشاعر الذين لا يعتبروننا أتباع ديانة لان شيوخهم أفتوا بذلك، أو نضع "شرطة" للدلالة على أننا قبلنا بأن نٌهمش ولا يُعترف بنا كأتباع ديانة بغض النظر عن كونها في نظر الهيئات الدينية سماوية أو غير سماوية، آو حتى قبلنا بأن نترك خانة الديانة فارغة، كأننا ما كنا ولن نكون. المشكلة أن البهائيين أصروا أن لا يكذبوا ويزوروا هويتهم، أصروا أن لا يدّعوا دينا غير دينهم، فاتهموا بأنهم خطر على المصلحة العامة وأمن الدولة وإتُهموا بثصعيد القضية

وصارت المسرحية مشهورة والمتفرجون كثيرون، وصارت الحبة هرم، فكثر الباحثون والمهتمون والسياح والنقاد بين مؤيد ومعارض. وتدخلت العناصر المصرية الشجاعة الشريفة، ومؤسسات حقوق الإنسان المصرية والعالمية للدفاع عن حق الإنسان البهائي المصري بالحصول على بطاقة مصريته. وهنا تم اتهام البهائيين المصريين بعدم الولاء لمصر والتسبب بتدخل الدول الاجنبية في مصالح مصر الوطنية وحقها في انتهاك حقوق مواطنيها. ولكن المصريين غير البهائيين والبهائيين استمروا في الكتاية في مدوناتهم الحرة معبرين عن أرائهم وتساؤلاتهم، وتواصل بعض افراد المجتمع المصري والعربي على موجات الشبكة الأثيرية، وعبر العديد عن دعمهم لحرية العقيدة والحق في عدم تدوين ما لا يعتبرونه دينهم في السجلات الرسمية، وصارت القضية أكبر من قضية البهائيين فقط، فدعم حقهم في اختيار ما يؤمنون بة في السر والعلانية اصوات مصرية (مسيحية ومسلمة وغيرها) منصفة تؤمن بأن هذا حق بديهي للبهائيين وغيرهم تقره الاديان والقوانين الانسانية ومعظم الاعراف، حتى كفاية قالت "كفاية". ولم يكن هذا الدعم اعترافا من هذه الجهات بالديانة البهائية وإنما تأيدا للمصري بأن يكون حرا في اختيار عقيدته. ومع أنه صار للقضية أجنحة وخرجت الأمور من زنزانة القمع لاضواء الساحة العامة، مازال البعض يصر على التصعيد وعدم إسدال الستار ومازال البهائيون المصريين ينتظرون الحكم بحقهم

فمن المسئول في رأيكم عن عمل "قبة من الحبة"؟ ومتى سيسدل الستار؟

Thursday, November 09, 2006

هل البهائيين بشر؟


نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم 7 نوفمبر 2006 ما صرح به الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر خلال الندوة الافتتاحية لدورة الموسم الثقافي للمجلس الاعلي للشئون الإسلامية للسنة العاشرة بمسجد النور بالعباسية،‏ بحضور الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف ورئيس المجلس الاعلي للشئون الإسلامية. وكان موضوع محاضرة شيخ الأزهر هو مفهوم الحوار في الإسلام باعتباره أحد مقاصد الشريعة الإسلامية لحث المسلمين علي التعارف والأخذ والعطاء مع جميع البشر‏. وأكد الشيخ "أن الإسلام يرحب بالحوار مع الآخر أيا كانت ديانته أو حضارته أو ثقافته، والشريعة الإسلامية تعترف بالتنوع والاختلاف بين البشر للتفاعل بينهم من أجل مصلحتهم"،‏ وحدد ثمانية أسس يقوم عليها الحوار الإسلامي ومنها "الصدق" و"الموضوعية" و"أن يكون مقصد المتحاورين الوصول إلى الحق" و"التواضع بين الطرفين" و"عدم الاستيلاء علي الآخر" و"أن يبتعد الحوار عن الغرور" و"التطاول" و"تجريح الآخرين" و"احترام الرأي الآخر". اضغط هنا للوصول للمقالة

وأكدت الصحيفة أن شيخ الأزهر قد أضاف "أن الخلاف بين الناس في شئون دينهم ودنياهم أمر قديم ومن طبيعة البشر، ومحذرا من أنه أسوأ ألوان الاختلاف الذي يؤدي إلى التعصب الأعمى والعنصرية في الحوار،‏ وموضحا أهمية إفساح المجال للآخر الذي تحاوره مع تحديد المفاهيم والألفاظ سواء من الناحية الشرعية أو اللغوية للوصول إلي الحق لأن هناك الكثير من المفاهيم يعرفها الناس ويفهمونها فهما غير صحيح‏." اضغط هنا لقراءة تعليق بالغة الانكليزية

وسؤالي هنا لشيخ الأزهر، والصحيفة، وكل الذين يسمحون لأنفسهم من مسئولين، وصحفيين، وأئمة، وشيوخ ، ودعاة، وساسة، ومنظرين، وبالاستمرار بالتعامل بعكس المبادئ الثمانية التي أدرجها الشيخ الفاضل في تصريحه بخصوص التعامل مع "البشر" عند تعاملهم مع البهائيين المصريين، هل هناك فتوى شرعية تسقط حق البهائيين بالانتماء إلى جماعة "البشر"؟ وإذا لم يكن هناك مثل هذه الفتوى، فلماذا لا يطبق مبدأ الحوار بين "البشر" على الحوار القائم في مصر مع "البهائيين"! بالله عليكم، اتقوا الله! لقد تعبت شعوبنا من التنظير والكلمات المعسولة وأرهقها البحث عن التطبيق. ونحن ندعو الله أن يسدد خطى كل القادة الدينين والساسة، ويجعل أعمالهم بحجم أقوالهم، فما امّس الحاجة الى ذلك في عالمنا العربي

Sunday, October 29, 2006

أمين الريحاني يوصي


كتب أمين الريحاني، الأديب اللبناني الشهير، أبرز الادباء والمفكرين العرب، الذي عاش بين عام 1876-1940 في وصيته التي دونها في عام 1931 ما يلي

إني مؤمن بالله، وبالعلم الكشاف لأسرار الوجود، الممهد للسبل البشرية والكونية إلى الإدراك الأعلى. إني مؤمن بالسر الذي يغدو اكتشافا فيذلل عقبة من عقبات الحياة او اختراعا فيشعل في جاداتها نورا جديدا

أوصيكم بتعهد كل نور جديد. واعلموا أن قلبا كثير الأنوار خير من عقل كثير العرفان. أن في كل دين من أديان العالم نورا يضيء إلى حين – قد يبلغ الحين ثلاثة، أربعة، أو خمسة آلاف سنة – ولكنه لا ينطفئ نور قبل أن يسطع نور آخر مكانه

إن أنوار العالم القديمة على وشك الانطفاء كلها. فتيقظوا وراقبوا المصابيح الجديدة. وسيروا في مقدمة المستنيرين من أنوارها

إني من الموحدين، وإن في مرآة توحيدي لتنعكس وجوه الرسل والأنبياء أجمعين – كنفوشيوس وبوذا وزرادشت وسقراط وموسى ويسوع ومحمد وبهاء الله وماري بيكر ادي وما بينهم غيرهم كثيرون – إنهم كلهم لمن ينبوع واحد. وإن وجوههم كلها لتتآلف وتتمازج ثم تنعكس وجها واحدا هو الرمز المقدس لوجه الله."
مقتطف من كتاب وصيتي لأمين الريحاني. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت 1983 ص 24-25. للتعريف بأمين الريحاني اضغط هنا

فياليتنا نعمل معا بوصية الريحاني وننشر رسالة السلام والتفاهم والوحدة بدل الكرة والضغينة والحروب في هذا العالم المتعب المحتاج إلى السلام. هذه هي رسالة البهائية

Friday, October 27, 2006

الإمام محمد عبده أجاب


في مقال كتبته ليلى دورا بعنوان الإمام محمد عبده ورؤاه التنويرية وآراؤه الإصلاحية ونشره موقع الحوار المتمدن في العدد 1107 بتأريخ 12 ديسمبر 2005 ، عرضت الكاتبة موجزا عن بعض أفكار الإمام الراحل التنويرية، ورغبته الجامحة في نصرت العرب والمسلمين وعدم توانيه عن قول كلمة الحق مهما كان رأي الآخرين مما أدى الى بعض الخلافات بينه وبين بعض فقهاء الأزهر الذي كان شيخه

وتقول ليلى دورا في مقالها " لقد بهرتني أفكاره ورؤاه النقدية وآراؤه الإصلاحية الجريئة، واستشعرت فيها صدقاً ورغبة أكيدة من جانبه في إصلاح أحوال المسلمين والعرب ، وعجبت إذ لم أسمع أستاذا واحدا في كلية الشريعة التي درست فيها ما يقارب الخمس عشرة مادة يحيلنا إلى كتاب أو رسالة له" وتستطرد بتوضيح مقالاته ومواقفه وبعض أفكاره الإصلاحية المتعلقة بالدين والتربية والقانون. اضغط هنا لقراءة نص المقال الكامل

ومن ضمن الأمور التي يطرحها بحث الأستاذة ليلى هو معالجة الإمام محمد عبده لمسألة التعايش مع الشعوب والمعتقدات المختلفة ومن ضمنها رأيه في البابية وبحضرة عبد البهاء، وفيما يلي ما أدرجته بهذا الخصوص

وحين يسأل الشيخ رشيد رضا الأستاذ الإمام عن الطائفة البابية يجيبه قائلا: " إن هذه الطائفة هي الطائفة الوحيدة التي تجتهد في تحصيل العلوم والفنون بين المسلمين ، وفيها العلماء العقلاء ، ولا أعلم حقيقة مذهبهم ، ولا أدري هل ما يقال عنهم من الحلول ونحوه صحيحا أم لا ؟ بل أستغربه جداً" . وحين يسأله الشيخ رشيد عن عباس أفندي نجل البهاء منظم الدعوة البهائية والذي سمع عن براعته في العلم والسياسة يجيبه الأستاذ الإمام : " إن عباس أفندي رجل كبير ، هو الرجل الذي يصح إطلاق هذا اللقب ـ ( كبير ) ـ عليه

أما حين يقول الشيخ رضا إن البهائية يقولون بصحة جميع الأديان والكتب الدينية ، ويدعون جميع أهل الملل إلى دينهم لتوحيد كلمة البشرية فإن الإمام يرى أن التقريب بين الأديان مما جاء به الدين الإسلامي ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)
. اضغط هنا لقراءة نص المقال

وتضيف الأستاذة ليله معلقة: " ومن الجلي أنه ما كانت لتكون آراء الأستاذ الإمام المتقدمة على هذا النحو لولا إيمانه بأحد أهم أصول الأحكام في الإسلام ، وهو البعد عن التكفير ، فقد أوضح الإمام أنه مما اشتهر بين المسلمين وعرف من قواعد أحكام دينهم ، أنه إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مئة وجه ، ويحتمل الإيمان من وجه واحد ، حمل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر." ألا تروا معي أن في هذا اتفاقا مع ما يدعو له الشيخ الفاضل جمال البنا في وقتنا الحاضر؟ ولماذا لا نرى أي من مواقع الأنترنت الإسلامية أو المشايخ الذين يدلون بسخاء بكل الفتاوى ضد البهائيين التى افتى بها "الباز" و "جاد الحق" وغيرهم، يعرض وجهة نظر هذا الإمام الفاضل المنصف الذي شهد له التاريخ بالعلم والتفاني في خدمة الوطن؟

نحن لا نطالب أن يترك الشيوخ دينهم ويصبحوا دعاة للبهائية، وإنما نرى أنه من العدل أن ينصفوا البهائية ويكفوا عن نشر الأكاذيب المختلقة ضدها وضد أتباعها، تطبقا منهم لأحكام دينهم ورأفة بالجماهير التي تعودت أن لا تتحرى الحقيقة أو تفكر لنفسها، وإنما عودها هؤلاء القادة أن تعتمد عليهم ليدلوها على الطريق. وإني أدعو الله أن يتغير هذا الزمن وتصير جماهيرنا العربية قادرة على التفكير الحر المستقل الذي حلم لها بة الإمام الفاضل محمد عبده، وضحى له العديد من المفكرين والشجعان من إخواننا وأخواتنا العرب في كل زمان مكان

Sunday, October 22, 2006

جمال البنا يجيب


في مقال نشرته جريدة المصري اليوم في عددها 861 بتاريخ 21 أكتوبر عام 2006 بعنوان أنت تسأل وجمال البنا يجيب عن حقيقة البهائية، صرح الدكتور الفاضل حينما طُرح عليه السؤال التالي "تراوحت أحاديث مضطربة ومتعارضة عن «البهائية والبهائيين» وقام خلاف ما بين الهيئات التنفيذية والسلطات القضائية.. فما هي حقيقة الأمر؟" بما يلي

البهائية نحلة مأخوذة أصلاً عن الإسلام، ولكنها تختلف عنه في كثير من الشعائر كالصلاة والصيام، وفي مسائل أخرى كالزواج والقبلة والإيمان بالعدد ١٩

وفي الحقيقة، فإنني لا أري فيها أي ميزة خاصة، وكل ما يظن فيها من التيسير والتجديد يمكن أن يوجد في الإسلام لو خلص من قبضة الحشوية والمقلدين الذين لا يرون في الإمكان أبدع مما كان، ولكن حرية الاعتقاد تجعلنا نتركهم وما اختاروا لأنفسهم، فهذا حقهم، وأعتقد أن من حقهم أن تثبت لهم صفة البهائية في البطاقة والأوراق الرسمية

وفكرة أن الأديان «المعترف بها» ثلاثة اليهودية والإسلام والمسيحية «فكرة سقيمة»، ففي الصين والهند ما يعادل المؤمنين بالأديان الثلاثة، وقد قال الله تعالي موجهاً حديثه للمشركين الكافرين: «لكم دينكم ولي دين»، فقضي بهذا أن الشرك دين، علي الأقل من وجهة نظر المؤمنين به، ويكون لهم ما يكون لكل أصحاب الديانات

وليس من الجديد على المفكر الكبير أن يتخذ موقفا يختلف مع الرأي السائد عند جماعة المسلمين المتطرفين وخاصة في مصر. فلقد عرف عنه منذ صباه التعبير عن ما يؤمن به وما يتوصل اليه نتيجة البحت والتدقيق دون أي اعتبار للمعارضين في الرأي. فهو الباحث والمصلح الاجتماعي والديني الذي قدم للفكر الإسلامي والعربي قدرا وافرا من العطاء والإبداع. فحسب ما أدرجه موقع اسلام أون لاين، بلغت المؤلفات والأعمال التي ترجمها الأستاذ جمال البنا حوالي مائة كتاب. من أهمها

المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء
الإسلام والعقلانية
حرية الاعتقاد في الإسلام
الأصول الفكرية للدولة الإسلامية
ما بعد الإخوان المسلمين
مسؤولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث
قيمة العدل في الفكر الأوروبي والفكر الإسلامي

ويستمر الأستاذ البنا بالتعبير عن رأيه الإسلامي التقدمي في مختلف المجالات التي تخص القضايا العربية والإسلامية المعاصرة. ويمكن الاطلاع على بعض مقالاته المنشورة في موقع شفاف الشرق الأوسط ومن ضمنها المقالات المتعلقة بحقيقة مفهوم حد الردة في الإسلام

وأن كنت لا أتفق مع المفكر الجليل بأن "ليس في البهائية ميزة خاصة"، وأن ما فيها من "التيسير والتجديد يمكن أن يوجد في الإسلام لو خلص من قبضة الحشوية والمقلدين الذين لا يرون في الإمكان أبدع مما كان" فهذا طبيعي ويعكس عقيدة وقناعات كل منا. ولكنني أحّي فيه الرغبة الصريحة في التعايش وبناء مجتمع عربي أنساني تسوده روح الإخاء والتعاون ويضمن لأفراده حرية العقيدة والعيش الكريم. وهذا كل ما يطالب به البهائيين العرب

Wednesday, October 18, 2006

طلب حلول السلام العالمي

دعاء طلب حلول السلام العالمي من قلم حضرة عبد البهاء عباس مفسر ومروج تعاليم والده حضرة بهاء الله ومسير شوؤن الدين البهائي الى حين وفاته

عاش حضرة عبد البهاء معظم حياته بين العرب الذين عرفوه، فأحبوه واحترموه، كما نشهد بذلك كتاباتهم. هذا ويدعو افراد الدين البهائي البهائيين في كل أنحاء العالم الله تعالى أن يحقق هذا الطلب ويحل السلام بين كل البشر


اللّهمّ إني أتضرع يا مغيثي وأتذلل يا مجيري وأتوجع يا طبيبي وأناجيك بلساني وروحي وجناني وأقول: الهي الهي قد أحاطت اللّيلة الدهماء كلّ الأرجاء وغطت سحاب الاحتجاب كلّ الآفاق واستغرقوا الأنام في ظلام الأوهام وخاض الظّلام في غمار الجور والعدوان ما أری إلا وميض النّار الحامية المستعرة من الهاوية وما اسمع إلا صوت الرعود المدمدم من الآلات الملتهبة الطّاغية النّاريّة وكلّ إقليم ينادي بلسان الخافية ما اغنی عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه قد خبت يا الهي مصابيح الهدی وتسعّرت نار الجوی وشاعت العداوة والبغضاء وذاعت الضّغينة والشّحناء علی وجه الغبراء فما أري إلا حزبك المظلوم ينادي بأعلى النّداء حيّ علی الولاء حيّ علی الوفاء حي علی العطاء حيّ علی الهدی حيّ علی الوفاق حيّ علی مشاهدة نور الآفاق حيّ علی الحبّ والفلاح حيّ علی الصّلح والصّلاح حيّ علی نزع السّلاح حيّ علی الاتحاد والنّجاح حيّ علی التّعاضد والتّعاون في سبيل الرّشاد فهؤلاء المظلومون يفدون كلّ الخلق بالنّفوس والأرواح في كلّ قطر بكلّ سرور وانشراح تراهم يا الهي يبكون لبكاء خلقك ويحزنون لحزن بريّـتك ويترأّفون بكلّ الورى ويتوجّعون لمصائب أهل الثّری ربّ انبت أباهر الفلاح في جناحهم حني يطيروا إلي أوج نجاحهم واشدد أزورهم في خدمة خلقك وقوّ ظهورهم في عبوديّة عتبة قدسك انّك أنت الكريم انّك أنت الرّحيم لا اله إلا أنت الرّحمن الرءوف القديم.

بين القرار والتنفيذ


للعلم:-الإعلان التالي مدرج على الصفحة الرسمية لموقع للحكومة المصرية، بوابة الحكومة المصرية على الانترنت. ولقد أعرب الوزير ضمن نص الإعلان عن استياءه لأنه في الفترة الأخيرة "ضعف إقبال الشريحة المتبقية من المواطنين على استخراج بطاقة الرقم القومي مما"يتعارض مع الالتزام بالانتهاء من مشروع استخراج بطاقات الرقم القومي لجميع المواطنين في موعد غايته 31/12/2006م. وأكد الوزير على العاملين والمتعاملين مع الجهاز الإداري للدولة ضرورة التزام جميع المواطنين بهذا القرار

ونود هنا أن نسأل وزير الدولة سؤالا بسيطا وهو:- كيف يتوقع سعادة الوزير أن تقوم شريحة معينة من المواطنين، المصريين البهائيين، بغض النظر عن حجم هذه الشريحة بتطبيق ما يطلبه الوزير بدون أن يفرض عليها إدراج معلومات خاطئة في إحدى خانات طلب البطاقة الرسمية (خانة الديانة) للحصول على الرقم القومي، خاصة وان مثل هذا العمل (تزوير البيانات في الوثائق الرسمية) يعتبر جريمة يعاقب علبها القانون في مصر

وما يزيد من أهمية استخراج الرقم القومي هو أثر استخدامه على الفرد، وفيما يلي ما نص عليه الموقع الرسمي للحكومة المصرية بهذا الخصوص

أولا: تخصيص رقم قومي لكل مواطن مصري لا يتكرر

ثانيا: سهولة الاستعلام عن بيانات المواليد والوفيات والزواج والطلاق من مواطني جمهورية مصر العربية

ثالثا: حفظ البيانات وتأمينها آليا وحل مشكلة الرجوع إلى المستندات الورقية المكدسة مما يسهل قضاء مصالح المواطنين

رابعا: تيسير استخراج وثائق الأحوال المدنية المؤمنة والمميكنه ( ميلاد - بطاقة رقم قومي ) في المرحلة الأولى وجارى استخراج كافة الوثائق تباعا

ومن الغريب انه رغم أن الوزارة تؤكد على ضرورة إكمال الفترة الانتقالية وتقدم جميع المواطنين للحصول على البطاقة الرسمية، إلا أننا نجد موظفيها يوقفون، قرار المحكمة المصرية التي أكدت مشروعية تدوين المواطن المصري معتقده كبهائي في الاوراق الرسمية ويصدرون تقارير مفبركة، مبهمة اللغة، غير مدعومة بأية دلائل قانونية للإلغاء هذا القرار. ولقد نشرت مجلة روز اليوسف ملخص التقرير الذي قدمه مندوبي الدولة لإلغاء قرار المحكمة ومنع البهائيين المصريين من تدوين ديانتهم. وسيؤدي إلغاء القرار لمنع هذه الشريحة من استكمال البيانات اللازمة لتعبئة المعلومات المطلوبة لإكمال الاستبيان (خانة الديانة). نرجو أن تجد الحكومة المصرية حلا لهذه المسألة وتكف عن التمييز ضد بعض مواطنيها (البهائيين المصريين أبا عن جدّ)، وخلق الظروف التي تمنعهم من تطبيق قراراتها. فإن كان هذا هدف الدولة فلتكف عن المراوغة وتصدر قانون يصرح بأن الهوية المصرية تمنح فقط للمسلمين، والمسيحيين (بامتعاض)، واليهود (بعد تعبئة طلب مع أمن الدولة)، ولكن لا هوية مُواطنة مصرية للبهائي، ، أو الهندوسي، أو البوذي، أو المجوسي (مُختلف عليه)، أو من لم يُدرج ذكره هنا كأحد "الديانات السماوية الثلاث". مع العلم أن مصر تحتفظ بحق مواطنيها المسلمين بالهجرة إلى الدول غير الإسلامية والحصول على المواطنة المزدوجة (من الدولة غير المسلمة ومصر) والتمتع بجميع الحقوق التي تمنحها هذه الدول ومن ضمنها حق العقيدة، وممارسة الشعائر الدينية، والدعوة إلى الإسلام، وبناء المساجد، ودعم اقتصاد مصر بإرسال النقود للأهل فيها، والعودة باستمرار لزيارتها. وإذا لم يكن ما ذكرته هدف مصر فلتجد الشجاعة لتحل مشكلة البهائيين وتضمن لهم حقوقهم، فالعالم ينتظر موقفا مشرفا


نص "الكتاب الدوري" بخصوص بطاقة الرقم القومي

ضوابط.استخدام.بطاقة.الرقم.القومى

كتاب دوري رقم ( 2 ) لسنة 2006 بشأن ضوابط استخدام بطاقة الرقم القومى


أتشرف بالإحاطة بأن القانون رقم 143 لسنة 1994 بشأن الأحوال المدنية يلزم جميع الجهات بالتعامل مع المواطنين من خلال بطاقة الرقم القومى ، وفى إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الدولة للتنمية الإدارية لتفعيل الفوائد المحققة من استخدام البطاقة باعتبارها مستنداً رسمياً يثبت حقاً من حقوق المواطنه ويكفل الحماية الكاملة وتأمين كافة أساليب التعامل بين المواطن وعلاقته بالدولة لاعتماد إصدارها على النظم الآلية والميكنة الحديثة وبالتالي ربط قاعدة بيانات الرقم القومى بقواعد البيانات الأخرى الخاصة بالأسرة حتى يصبح الرقم القومى هو الرقم التعريفي الوحيد للمواطن فى كافة تعاملاته وبالتالى يمكن توفير بيانات ومعلومات محدثه ودقيقة عنه

ولما كان مشروع الرقم القومى يسير تنفيذه وفقاً لنظام موضوع يرتبط بمراحل محددة لكل منها معدلات مستهدفة للإنجاز ، وحيث تلاحظ فى الفترة الأخيرة ضعف إقبال الشريحة المتبقية من المواطنين على استخراج بطاقة الرقم القومى مما يتعارض مع الالتزام بالانتهاء من مشروع استخراج بطاقات الرقم القومى لجميع المواطنين فى موعد غايته النصف الثانى من عام 2006 ، نؤكد على ضرورة الالتزام بالأتي : ـ

الإعلان بصورة واضحة لجميع العاملين والمتعاملين مع الجهاز الإدارى للدولة أن الفترة حتى 31/12/2006 فترة انتقالية يلزم التقدم خلالها للحصول على بطاقة الرقم القومى

وزير
الدولة للتنمية الإدارية

(د. أحمد درويــش )

Saturday, October 14, 2006

الحقيقة


لمّا ورد بهاء الله إلى عكا يوم 31 آب 1868 لم يخرج أهلها مرحّبين به، ولكن اجتمعوا ليسخروا بمن وصفه فرمان 5 ربيع الآخر 1285ﻫ بمدّعي الالوهية، وقضى بدون محاكمة بالسّجن مدى الحياةعلى كل من حضرت بهاء الله وأفراد عائلته، كما أنذر الأهالي مغبة الاختلاط بهؤلاء الأشرار أو معاشرتهم. دخل بهاء الله مدينة عكّا سجينًا، وبقي فيها سجينًا زهاء ربع قرن واتُّهم بالكفر، وتقويض أركان الدين، وادعاء الألوهيّة، وتضليل الناس؛ فحذرته أهالي عكا أول الأمر، ثم تتبع الناس حركاته، وتحروا أمره، واطّلعوا على دعوته، وتفحّصوا أقواله وأفعاله قرابة ربع قرن قضاها بينهم، فتبينوا كذب كل ما أشيع عنه. وكان أكبر شاهد على ذلك الكلمات والعبارات التي شيعوه بها حين وفاته، فأعربت هذه الكلمات عن مشاعر فاضت بها قلوب صادقة، رغم ما كان يمكن أن يلحق بهم من أذى لمخالفتهم إرادة السلطان. فعلى سبيل المثال: كتب الأستاذ جاد عيد من أهالي عكا راثيا بهاء الله بقوله: "... فلا محاسن فضله تدرك، ولا مآثر عدله تعدّ، ولا فيوض مراحمه توصف، ولا غزارة مكارمه تحصر، ولا كرم أعراقه ككرم أعراق النّاس. فإنّ كل هذه الصفات التي كان فيها آية الله في خلقه لم تكن لتفي بوصف بعثته الشّريفة، فهو الإمام المنفرد بصفاته، والحبر المتناهي بحسناته ومبرّاته، بل هو فوق ما يصف الواصفون وينعت الناعتون."1

بالإضافة إلى شهادة أهل عكا الذين عرفوا حضرة بهاء الله وعائلته عن كثب شهد العديد من المؤرخين والأدباء بما عرفوه عن رسول هذه الديانة وعائلته وأتباعه. فعلى سبيل المثال كتب المؤرخ الإسلامي الكبير، الأمير شكيب أرسلان، ضاحضا المفتريات الموجهة إلى بهاء الله، ما نصه: "ومما لا جدال فيه أن البهاء وأولاده بمقامهم هذه المدة الطويلة بعكا أصبحوا بأشخاصهم معروفين لدى أهالي بلادنا المعرفة التامة، بحيث صفا جوهرهم عن أن تعتوره الجهالة، وامتنعت حقيقتهم عن أن تتلاعب بها حصائد الألسنة. أمّا البهاء فقد أجمع أهل عكا على أنه كان يقضي وقته معتزلاً معتكفًا، وأنه ما اطّلع له أحد على سوء، ولا مظنّة نقد، ولا مدعاة شبهة في أحواله الشخصية كلها..."2

وكتب محمود خير الدين الحلبي، صاحب جريدتي وفاء العرب والشورى الدمشقيتين: "...وانتقل حضرة بهاء الله إلى (البهجة) وواصل جهاده حتى أصبح كعبة الوراد من جميع الجهات. وبدأت الهبات ترد عليه بكثرة من الأتباع والمريدين. ومع ذلك فما كان يتجاوز حدود البساطة وكان ينفق على الفقراء والمساكين، ويقضي معظم أوقاته بالصلاة والعبادة..."3

أما حضرة عبد البهاء عباس، الابن الأرشد لحضرة بهاء الله الذي اختاره مبينا لتعاليمه وقائدا للجامعة البهائية من بعده فقد شهد بحسن سيرته كل من قابله وعرفه. وكما ذكرت سابقا يمكن الاطلاع على مضمون بعض هذه الشهادات بزيارة احدى مواقع البهائية

ومع كل هذه الدلائل والبراهين وأراء بعض أشهر قيادات الفكر الإسلامي الذين عاصرو نشأة هذا الدين، ومع توفر الكتابات البهائية على صفحات الانترنت وسهولة الوصول اليها، أتمنى أن يكف علماء الإسلام الحالين عن البحث عن مبررات لمحاربة الدين البهائي ومحاولة تهميشه والحط من شأنه، فإن محاولاتهم المليئة بالأخطاء والمغالطات والتناقض سوف تؤثر على سمعة هؤلاء المشايخ واحترام أصحاب العقول المتفتحة لهم ولأرائهم. فالقارئ، والمستمع، والمشاهد العربي أذكى بكثير مما يظن العديد من هؤلاء القادة. وكمثال لهذه المغالطات يمكنكم الاطلاع على تفنيد والرد على بعض المعلومات الواردة في لقاء الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، مع برنامج "الإسلام، كتاب مفتوح" وأجابته على السؤال الذي طرحه عليه الأستاذ الصحفي محمود فوزي، "لماذا ترفض البهائية كدين وأن يدون في الأوراق الرسمية؟" من خلال مقالة بعنوان البهائية (رأي) في رأي مفتي الديار المصرية، وتعليق بعنوان شيوع أربعة وستين واحد

ربما يساعد نشر مثل هذه الردود على حث الشيوخ الكرام على التوقف عن نشر المعلومات الخاطئة عن الدين البهائي. وأظن أن الخدمة الحقيقية التي يمكن تقديمها للمواطن العربي هي تزويده بالمعلومات الصحيحة أو ترك المجال له للبحث عن الحقيقة بنفسه. فربما إذا تركوا المجال للمواطن العربي بأن يتعّرف عن كثب على البهائيين بدون تشويه سمعتهم بالإدعاءات الباطلة سيصل هذا المواطن لنفس النتائج التي وصل أليها من عاصر رسول البهائية وقياداتها وأتباعها من الفلسطينين وغيرهم

المصادر
المصدر 1: ملا محمد علي زرندي، مثنوي، المطبعة العربية بمصر، 1924
المصدر 2: الأمير شكيب أرسلان، حاضر العالم الإسلامي، المجلد 2، الجزء 3 ص358
المصدر 3: محمود خير الدّين الحلبي، عشر سنوات حول العالم، الجزء 1، ص41، مطبعة ابن زيدون، دمشق، 1937

Wednesday, October 11, 2006

البهائية وإسرائيل


لقد ذكرت المصادر البهائية مرارا أن البهائيين لا ينضمون للأحزاب السياسية ولا يتدخلون في السياسة، ولا يقبلون وظائف مثل وظيفة الوزير او السفير او عضو مجلس الشعب او أي وظيفة لها علاقة مباشرة بالسياسة، ولا يطمحون بإنشاء أحزاب سياسية في العالم العربي. فهم كما نعلم لم ينشئوا أي أحزاب سياسية في أي من دول العالم التي يتواجدون فيها، رغم أن الكثير منها يسمح بحرية مثل هذا العمل. وهذا دليل على عدم رغبتهم في التدخل في سياسات العالم العربي. والبهائيون ملزمون، حسب ما نصت عليه تعاليم دينهم بإطاعة حكوماتهم وقوانينها والولاء التام للأوطان التي يعيشون فيها. فبالإضافة إلى اعتبارهم حب الوطن من الإيمان، يرى البهائيون أنهم مسئولون أيضا أمام الله أن يحبوا ويسعوا إلى خدمة كل خلقه بدون تمييز أو عنصرية

ومن التهم التي تلصق بالبهائيه جزافا هي أن البهائيين عملاء لإسرائيل وأنهم دعموا تأسيس دولة إسرائيل ولهم علاقة تاريخية وثيقة بالصهيونية. وهذا ما تؤكد عدم صحته المصادر البهائية. وفيما يلي بعض ما يوضح هذا الموقف . لمزيد من ألادلة اضغط هنا

أن وجود المركز الاداري للدين البهائي في إسرائيل يدفع البعض لإثارة التساؤلات حول علاقة البهائيين بإسرائيل. ومن المؤكد تاريخيا أن نفي حضرة بهاء الله الى عكا لم يكن برغبته واختياره وإنما تم بأمر من السلطان العثماني حيث كانت مدينتا عكا وحيفا في فلسطين ضمن املاك الحكومة العثمانيه آنذاك، أما إسرائيل فقد قامت في عام 1948 أي بعد مرور 56 سنه من وفاة بهاء الله و27 سنه من وفاة ابنه عبد البهاء. إن ارض فلسطين كانت ومنذ قديم الزمان مكانا مقدسا لاتباع الديانات المختلفة، فهناك المعابد المقدسة لليهود ومكان ميلاد ودعوة وصعود المسيح ومكان اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين للمسلمين، ومحل إسراء الرسول الكريم. فهي أماكن مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء. أما بالنسبة للبهائيين فان المراقد الشريفه لحضرة الباب وحضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء موجودة فيها. ولقد حدث هذا نتيجة تواجد البهائيين في الأماكن المقدسة بأمر من الحكومة العثمانية وذلك قبل ثمانين عاما من تأسيس دولة إسرائيل. وهذا التواجد ليس دليلا على تعاون البهائيين مع دولة إسرائيل. فكون الأراضي السعودية مزارا للحجاج المسلمين لا يعني أن لكل منهم علاقة سياسية مع الحكومة السعودية

أما عن علاقتهم الحالية مع دولة إسرائيل، فإن واقع وجود المركز الإداري والروحي للبهائيين في حيفا يوجب عليهم الاتصال بتلك الدولة من اجل المحافظه على حقوقهم المادية والمعنوية ومعرفة الالتزامات القانونية الواجب عليهم إتباعها، مثلهم في ذلك مثل بقية المؤسسات الدينية وغير الربحية، الإسلامية وغير الإسلامية منها والتي تخضع لقوانين تلك الدولة وإرشاداتها. أما فيما يتعلق بالادعاء بأن إسرائيل أعفت الأماكن المقدسة للبهائيين من دفع الضرائب واعفت مواد البناء الخاصة بالابنيه البهائيه من دفع الجمارك، فمن المعلوم أن جميع الأماكن والعتبات المقدسة الدينيه في العالم معفيه من دفع الضرائب والرسوم الحكوميه وما تقدمه إسرائيل فيما يتعلق بالأماكن المقدسة البهائية ليس استثناء للبهائيين، وإنما هو تماشيا مع سياستها بخصوص باقي الأماكن المقدسة في إسرائيل، ومن ضمنها الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين

أما فيما يتعلق بتنبؤ حضرة عبد البهاء بعودة اليهود إلى فلسطين فقد جاء في أحد بياناته ما نصه: " هنا فلسطين ، انها ارض مقدسه ، عما قريب سيرجع اليهود اليها . جميع هذه الاراضي القاحله ستعمّر وتزدهر . سيتم جمع قوم اليهود وستصبح هذه الاراضي مركزا للصناعة ومحلا للإبداع". إن هذا التنبؤ لا يعني تدخله في تحقيق ذلك. فهو كشخص ملهم كان على بصيرة بما سيحدث في المستقبل وأشار إلى حدوثه. فمعرفتنا بأن الشمس ستغرب في المساء لا يعني بان لنا يدا في غروب الشمس. والرسول محمد (صلعم) له عدة نبوات منها هزيمة الروم من الفرس ثم انتصارهم بعد ذلك، ولكن هذا لا يعني بأنه كان متواطئ مع الروم؟ كما تنبأ حضرة بهاء الله بكل وضوح في رسائله إلى ملوك العالم بأحداث تاريخية مهمة منها سقوط نابليون والخليفة العثماني ووزرائه، وذلك دون أي تدخل شخصي منه في سقوط هؤلاء. رسائل حضرة بهاء الله لملوك وقادة عصره

أن اتهام البهائيين بالمشاركة في تأسيس دولة اسرائيل باطل، تدعم بطلانه الوقائع والمستندات التاريخية: فبالإضافة إلى ما تم الإشارة له سابقا عن كيفية وظروف استقرار الدين البهائي في إسرائيل، يوضح البيان الذي أرسله حضرة شوقي أفندي،المرجع الرسمي الأعلى للبهائيين في العالم آنذاك (عام 1947م) إلى رئيس اللجنة الخاصة بتأسيس إسرائيل في عصبة الأمم المتحدة موقف البهائيين ومطالبهم . وجاء في هذا البيان أن: ".. البهائية لها وضع فريد من نوعه في فلسطين..فان وجود ثلاث رفات للرموز الرئيسيه في الدين البهائي في فلسطين يجعلها مكانا ً ومزارا لألوف البهائيين في العالم . بالإضافة إلى ذلك فان المركز الاداري الدائم وقبلة البهائيين تقعان في فلسطين أيضا. ولهذا فأن أهمية هذه الأرض وحقوق البهائيين فيها تفوق الاديان الاخرى . وبناء عليه فان فلسطين لها مكانة خاصة في قلوب الملايين من اتباع حضرة بهاء الله في شتى انحاء العالم." وشرح حضرة شوقي أفندي في هذا البيان أن : " هدف الدين البهائي هو استقرار السلام العالمي وتحقيق العدالة في جميع جوانب الحياه بما فيه الجانب السياسي. إن البهائيين لا ينحازون لأي طرفي النزاع سواء الى الجانب اليهودي او الاسلامي وانما يتمنون ان يعم السلام والعداله بينهم. أما ما يتم اتخاذه من قرارات حول مستقبل فلسطين فان ما يهم البهائيين هو ان الحكومة التى ستتولى شئون مدينتي عكا وحيفا، عليها أن تأخذ بعين الاعتبار أن المركز الروحي والاداري للدين البهائي العالمي يقع في هاتين المدينتين، وان هذا المركز له الاستقلاليه التامة وهو المسئول عن ادارة شئون الجامعة البهائيه في العالم وعلى السلطات السماح للبهائيين السفر من اجل زيارة اماكنهم المقدسة وتيسير امورهم مثلما يحدث لليهود والمسلمين والمسيحيين أثناء زيارتهم لمدينة القدس." إن محتويات هذا البيان الصادر عن المرجع الرسمي والقانوني للدين البهائي الى مرجع رسمي اخر وفي وقت حساس جدا كانت تتأسس فيها دولة إسرائيل، يوضح موقف الدين البهائي من الاحداث التي وقعت آنذاك. وكما هو واضح، ليس في هذا البيان أي إيحاء بوقوف البهائيين إلى جانب إسرائيل واليهود ضد العرب والمسلمين. بالإضافة إلى أن عدد البهائيين القليل ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لم يكن ليؤهلهم بالتدخل في مثل هذه الأمور السياسية، فإن البهائيين، وطبقا لتعاليم دينهم الصريحة، ممنوعون منعا باتاً من التدخل في الامور السياسيه أيا كانت، أو الانضمام الى الاحزاب السياسية. وفلقد كان للجماعة البهائية في فلسطين علاقة طيبة مع جيراتهم العرب، وهناك العديد من شهود العيان الذين دونوا ونشروا ما يوضح طبيعة العلاقة الودية الوطيدة والاحترام الذي كان يكنه سكان المنطقة والعديد من وجهاء العرب وخاصة الفلسطينيين لحضرة عبد البهاء الذي عاش ومات بينهم. علاقة حضرة عبد البهاء بمعاصريه من العرب

وأود أن أوضح هنا بأن نشري لهذا التوضيح فيما يختص بعلاقة البهائيين بإسرائيل هو من باب العلم بالشيء فقط وليس محاولة لإرضاء العقول المريضة التي لا تتوانى عن خلق التهم الملفقة ضد الآخرين في محاولة لإثبات ادعاءات هم يعرفون تمام المعرفة عدم صحتها. فكما نعلم خير العلم، أن الموضوعية والاستناد للحقائق ليست بالضرورة ما يعتمد عليه أولئك الذين يحترفون التلاعب بمشاعر وأفكار الآخرين لتحقيق أغراضهم السياسية تحت شعار الحفاظ على الدين وحماية الإسلام. والإسلام في نظري بريء من مثل هذه الممارسات، وعلى أولئك الذين يحرصون فعلا على الإسلام أن يدافعوا عنه وينشروا رسالة المحبة والإخاء التي عانى من أجلها الرسول الكريم، وأن يعملوا على الحد من الممارسات التي تضر بالإسلام ورسالته النبيلة حتى يستطيع الإسلام أن يستعيد مكانته في نظر شعوب العالم ويستمر في المساهمة في إثراء الحضارة الإنسانية وخدمة البشرية

Saturday, September 30, 2006

حين كان الأزهر منصفا


نشرت مجلة الأزهر الأسبوعية بتاريخ الاثنين 12 رمضان الموافق 5 مارس 1928 مقالا في عددها الخامس من السنة الأولى تعرض فيه البهائية وما دعى اليه مؤسسها بهاء الله، ومن بعده إبنه الأرشد عيد البهاء. وفيما يلي نص تلك المفالة

البهائية، مذهب من المذاهب التي استخدمها شعور بعض الناس بحاجة العالم إلى السلام والوئام، ليعيش في إخاء وسكينة، بعيدا عن مطاحنات الحرب ومنازعات السياسة والدين، تلك الأمور التي ولدتها في النفوس الأطماع والتعصب، والتي كانت وما زالت علة شقاء العالم وبلائه

يدعو هذا المذهب إلى تطهير النفس من هذه الأطماع وهذا التعصب، والى التعصب والوحدة العالمية. ظهر هذا المذهب في إيران سنة 1280 هجرية على يد رجل يقال له بهاء الله. . الذي قد تعرض من وراء مذهبه هذا، للعنت والاضطهاد، كما هو شأن كل من نادى بمذهب جديد، ولكنه بم يهن ولم يضعف واستمر على نشر الدعاية لمذهبه، إلى أن وافته منيته سنة 1309 هجرية

قام على أثره ولده عباس عبد البهاء الذي نشرنا صورته على غلاف هذا العدد..والذي جاب الأقطار والأمصار لنشر مذهبه، فسافر إلى أوريا وأمريكا كما حضر إلى مصر عام 1331 هجرية. ولكي تعرف شيئا من مبادئ هذا المذهب نعرض عليك بعض خطب عبد البهاء هذا، تلك التي كان يلقيها في المجتمعات الأوربية والأمريكية التي كانت تكتظ بالأدباء والفلاسفة. قال يخاطب المجتمعين: "هلموا إلي، أرشدكم إلى الصراط المستقيم، وأهديكم إلى السبيل السوي، هذا وقت الدخول في حظيرة القدس. طهروا قلوبكم واعملوا على رفع غشاوة الجهل والتعصب والتقليد والأوهام من على أبصاركم حتى تروا نفحات الله تهب معطرة على كافة الأنحاء والأرجاء. وتعالوا بنا نتعاون على إزالة سوء التفاهم من بيننا بتأسيس لغة عمومية، حتى يصبح كل فرد منا قابضا على لغبين، لغته الأصلية واللغة العمومية...ضعوا أيديكم في يدي لنعمل على إيجاد محكمة تحكيم دولية حتى يسهل فض كل خلاف بقوة القضاء العادل بين الحكومات كما هو حاصل بين الأفراد، تحقن الدماء وتصان الإنسانية من الخراب الدمار الذي يصيبها من جراء الحرب، والتحكم إلى السيف والسنان. تعالوا بنا نرفع راية السلام العام ونؤسس الصلح الأكبر. تعالوا بنا نحل معضلة العالم الاقتصادية، ونعمل على هناءة الضعفاء من إخواننا في الإنسانية. حضوا الآباء والأمهات على تربية أبنائهم وبناتهم تربية إسلامية حقيقية." لمزيد من خطب عبد البهاء

هذه بعض مبادئ البهائية، وأنت ترى انه لا غبار عليها. وأنها تدعو إلى الصلح العام كما أنها تدعو إلى المكارم والفضائل. ومن قول عباس أفندي أيضا يحض على المكارم قوله: "لا تسمحوا لأنفسكم أن ينم بكلمة على أحد ولو كان عدوا لكم ، ولتسكتوا من ينم لكم عن عيوب غيركم، وتحلوا بالصدق والوقار، ولتملأ صدوركم بالآمال، كونوا مرهما لكل جرح ، وماء عذبا لكل ظامئ. ومائدة سماوية لكل جوعان، ومرشدا لكل باحث، ونجما في كل أفق، ونورا لكل مشكاة، ومبشرا لكل نفس مشتاقة إلى ملكوت الله". بهذه المبادئ سار المذهب البهائي، وانتشر أصبح له أنصار في كل قطر ومصر وأتباع تعد بالملايين

وقد مات عباس عبد البهاء في 28 ربيع الأول سنة 1340 هجرية وترك وراءه تلك المبادئ السامية والتعاليم الإنسانية التي لو أخذ بها العالم لعاش في سلام ووئام مستمر تحدوه روح التعاون والإخاء

ومع أن المقال يصف الدين البهائي على أنه مذهب من المذاهب وليس دينا مستقلا، ألا أن الأزهر كان عام 1928م منصفا وعادلا في وصفه للمبادئ البهائية وما دعت إليه. ولم يلجأ إلى خلق وترويج الإشاعات الباطلة ضد البهائية تحت شعار حماية الإسلام والحفاظ عليه. فمتى سيجد الأزهر الشجاعة ليقول كلمة الحق من جديد ويمارس الإنصاف الذي مارسه في رمضان عام 1928م عندما نشر نص المقالة المذكورة سابقا؟

Friday, September 29, 2006

بين الترقيع والحلول الجذرية


نشرت جريدة الوطني اليوم بتاريخ 19 سبتمبر 2006 مقابلة مع الشيخ طنطاوي، شيخ الأزهر. وتضمنت المقابلة بعض الأسئلة المتعلقة بإدراج "البهائية" في خانة الديانة في الوثيقة الشخصية. وفيما يلي النص المتعلق بهذا الوضوع

سؤال: هناك اقتراح من منظمات حقوق الإنسان بإلغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية لأنها تميز بين المواطنين، فما رأيكم؟ ماذا يعنى هؤلاء بإلغاء خانة الديانة، ولماذا يطالبون بذلك، وبأي حق يقترحون إلغاءها؟

جواب: ليس لهم حق في ذلك، والذي نراه صوابًا أن خانة الديانة يجب أن تكون موجودة وهى لا توقع أي نوع من التمييز، وليس لنا شأن بحقوق الإنسان أو غيرها فوجود الديانة في الخانة الخاصة بها أمر واجب واجب واجب

سؤال: ما فائدتها كي تؤكد على وجوبها؟

جواب: الفائدة تأتى من الهدف من وجودها حيث إنها تبين صفة الإنسان في أوراقه الرسمية وليس هناك ضرر من بيان الديانة يقع على أحد أيّا كانت ديانته فلماذا نلغيها؟! وخانة الديانة لا يجب تغييرها مهما كان المطالب بذلك فالإنسان من حقه أن يكتب ديانته في الخانة المخصصة لذلك

سؤال: حتى لو كان بهائيًا؟

جواب: نعم يكتب فيها «بهائي» فما المانع من ذلك مادام هذا هو معتقده وما يتخذه لنفسه عقيدة، فكتابة بهائي في خانة الديانة تبرئ منه أي ديانة أخرى وتمنع أن ينسب البعض أنفسهم إلى الديانات السماوية الأخرى وهى بريئة منهم

سؤال: إذًا هذا يعنى اعترافًا بأنها ديانة؟

جواب: البهائية ليست دينًا لكن كتابتها كمعتقد في خانة الديانة أمر ممكن ولا ضرر منه بل هو تمييز واجب لمن هم خارجون عن الديانات السماوية

سؤال: ترى فضيلتكم أن البهائية جماعة خارجة عن الإسلام، ثم تحدثت بعد ذلك عن حرية الاعتقاد ألا تجد في ذلك تضاربًا؟

جواب: حرية الاعتقاد مكفولة للجميع وليست لأحد بعينه، والمقصود بحرية الاعتقاد أن لكل إنسان عقيدته والذي يحاسب العباد هو الله


من الواضح من هذه المقابلة أن شيخ الأزهر الفاضل يري وجوب وجود خانة الديانة، وانه من حق أي كان، حتى البهائي، إدراج عقيدته في خانة الديانة ما دام هذا معتقده. ويصر الشيخ الجليل أن "خانة الديانة لا توقع أي نوع من التمييز بين المواطنين،" وأنه "ليس هناك ضرر من بيان الديانة يقع على أحد أيّا كانت ديانته"، وأن "حرية الاعتقاد مكفولة للجميع وليست لأحد بعينه"، ويوضح بأن الذي يحاسب العباد هو الله
وفي نفس المقال يبين الشيخ بوضوح موقفة من البهائية معلنا بأن البهائية ليست دينا، وأن "كتابة "بهائي" في خانة الديانة يبين صفة الإنسان في أوراقه الرسمية"، و" يبرئ منه أي ديانة أخرى"، و"يميز من هم خارجون عن الديانات السماوية"، و"يمنع أن ينسب البعض أنفسهم إلى الديانات السماوية الأخرى وهى بريئة منهم". المقالة كاملة

أن السماح للبهائيين بكتابة بهائي في خانة الديانة سوف يمنحهم الصفة القانونية من جهة، بكفالة حقهم في استصدار بطاقاتهم الشخصية وما يترتب عليه من إمكانية تدبير شؤونهم اليومية، قد يجعلهم عرضة للاضطهاد والتمييز ضدهم من قبل الأفراد الذين يديرون أمور الإدارات والدوائر الرسمية من جهة أخرى. خاصة أنه قد تم تشبّيع المجتمع بما تصدره العديد من وسائل الإعلام العربية وخاصة المصرية، من تكفير للبهائيين والتحريض ضدهم . ولقد وتقت جمعيات حقوق الإنسان المصرية والعالمية عديدا من حالات التفرقة والاضطهاد ضد الأقباط والبهائيين وغيرهم

وما يدعو للقلق أوجه التشابه بين بعض ما قاله شيخ الأزهر، وما دعت إليه النائبة زينب رضوان، وكيلة البرلمان عندما أعلنت تأييدها إثبات البهائية كديانة في بطاقات الهوية في مقالة نشرتها
جريدة إيلاف المصرية. فلقد عللت ذلك الدعم بأن "المصلحة العامة تقتضي أن يتم تسجيل البهائيين في الشهادات والبطاقات الرسمية لأن أسماءهم متشابهة مع أسماء المسلمين"، وأنه "من المصلحة أن يكونوا معروفين وليسوا مجهولين حتى لا ينجحوا في التسلل إلى صفوف المجتمع وينشروا فكرهم المتطرف والمنحرف". وفي هذا الموقف دعوة صريحة لاستعمال الديانة المدرجة في البطاقة الشخصية كوسيلة للتعرف على البهائيين والحد من حرياتهم. فالهدف من الطلب السماح بإدراج "بهائي" في خانة الديانة لم يكن أعطاء البهائيين حقهم كمواطنين وإنما للتعريف بهم وتميزا لهم عن الآخرين

أن مثل هذه الاتجاهات وواقع التفرقة والتمييز في المعاملة الذي وثقّته جمعيات حقوق الإنسان هو ما يدعونا للتساؤل عما أذا كان السماح للبهائيين وغيرهم من أصحاب المعتقدات الأخرى بإدراج ديانتهم في الأوراق الرسمية هو الحل الجذري لمسألة التفرقة الدينية والعقائدية بين أفراد الوطن الواحد، أو أنه ترقيع لمسألة تحتاج إلى علاج جذري وطويل المدى أساسة احترام رأي الأخر وعقيدته، والتأكد من أن جميع اللوائح والقوانين تكفل للمواطن حرية الاعتقاد بدون التعرض للأذى المادي أو الاجتماعي نتيجة ذلك، وأن تتوفر لدى أفراد الوطن الرغبة المخلصة في التعايش السلمي والتعاون على بناء عالم يسوده الأمن وتتوفر فيه الحرية والعيش الكريم للجميع، وأن تضمن السلطات التنفيذية ايقاع العقاب على من يقف في طريق خلق هذا المجتمع الإنساني

وربما سنؤمن أن العدل من الممكن أن يسود في دولة مصر الإسلامية حين يقرر قضاتها تطبيق حد جريمة السب والقذف التي أقر شيخ الأزهر وجوب تطبيقها حين سأل عن ذلك في حديثه مع
جريدة الوطني اليوم، ولكن ليس فقط على من يسب مسلما أو رسول الإسلام، ولكن على كل من يسب أي رسول أو أتباع أية عقيدة ومن ضمنها البهائية. فهل ترون مثل هذا العدل ممكنا في مصر؟

Thursday, September 21, 2006

لكل حادث حديث




لقد أدهشني، كما أظن أنه سيدهشكم، التقرير الذي كتبه سعيد حلوى ونشرته جريدة الأهرام بتأريخ 14 سبتمبر 2006 والذي تضمن عرضا لما أدلى به الدكتور محمود زقزوق، وزير الأوقاف المصري خلال مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي عقد في قازاخستان. فلقد صرح سعادة وزير الأوقاف المصري "أن الإسلام لا يكتفي بمجرد التعامل مع الآخر أو التعامل معه بطريقة حيادية، ولكن يأمر بالتعايش الإيجابي ومعاملته بالعدل والبر. وذلك كله من أجل قيام مجتمع إسلامي يسوده العدل والبر." فهل من شأن مثل هذا القول أن يبعث بالتفاؤل لدى كل الجاليات والأقليات الدينية المضطهدة في مصر؟

ونحن نتساءل هنا انه مادام هذا ما تؤمن بة وزارة الأوقاف المصرية، فلماذا تستمر بهضم حقوق البهائيين المصريين وتنكيد عيشهم؟ وهل ما يقوله وزير الأوقاف المصري في مؤتمر عالمي غير ما يسمح لأعضاء البرلمان المصري بالدعوة إليه، وما يجبر القضاء المصري على القيام به؟

وهل يبرر هؤلاء السادة هذا التناقض بين القول والفعل مستندين إلى القاعدة السائدة في عالمنا العربي بأن "لكل حادث حديث" ؟

ربما أنه من الحكمة أن يتذكر الذين اعتادوا إلقاء الخطابات المزدوجة أن التطور التكنولوجي يفرض الشفافية على الجميع بدون التمييز بين الوزير والفقير. فما تتداوله صفحات الانترنت لا يعرف حدود اللغة أو المكان أو الزمان، ولا تحكمه القيود التي تفرضها مخاوف الشعوب اليومية ونحن نتمنى أن تقوم الحكومة المصرية بتطبيق هذه المبادئ السامية التي عرضها وزير أوقافها على مسمع من قادة الأديان في العالم حتى ينتشر الخير والسلام في مصر وخارج حدود مصر

شعب الله المختار


نشرت جريدة الدستور في الأمس 20 سبتمبر 2006 مقالة كتبها إيهاب عبد الحميد بعنوان: أصحاب كل ديانة يؤمنون أنهم "شعب الله المختار" وأن الباقين جهلة وكفار. غضب المسلمون عندما قال البابا الإسلام انتشر بحد السيف... فهل يحق للمسيحيين أن يغضبوا حين يقول "المشايخ" أن الإسلام انتشر بحد السيف؟

ويرى السيد أيهاب " أن الدروس المستقاة كما يحب البعض أن يسميها- تبدأ بالنظر إلى أنفسنا، فنحن عرفنا إلى أي حد تثور ثائرتنا إذا أهان الآخرون عقيدتنا، ولكن هل عرفنا العكس؟ هل انتبهنا إلى أننا نرتكب الخطأ نفسه يوميا؟ هل نحب لأخينا- المختلف عتا في الديانة- ما نحبه لأنفسنا حقا؟" ويستطرد موضحا أن العديد من الشيوخ يسيئون باستمرار للمسيحية ورسالة المسيح، وينوه أيضا إلى تكفير الشيوخ للبهائيين والتحريض ضدهم

ويضيف السيد إيهاب أنه من سنن الحياة أن كل شعب له معتقد واحد يجعله يعتقد أنه شعب الله المختار وان ديانته هي الديانة الحق دون غيرها . ويرى أن هذه المشكلة قد عالجها الإسلام بقاعدة "لكم دينكم ولى دين"، والتي يجب أن تساعد على الحد من الهوس الذي في رأي الكاتب، يجتاح العالم بكل أديانه . ويقترح السيد إيهاب أنه ربما يكون الحل في اتفاق عالمي على احترام الأديان الأخرى، ويحث المسلمين على أن يبدوا استعدادهم التام والكامل للتوقف عن كل ما يمكن أن يسيء للاخرين أي كان دينهم

. وفي الحقيقة إن هذا ما عرضته وتستمر بعرضه الديانة البهائية. فعلى سبيل المثال، صرح بيت العدل الأعظم (المرجع الإداري الأعلى للبهائيين) في نيسان 2002 في رسالة مفتوحة لقادة الأديان في العالم، " إنّ ما يدعو إلى الأسى هو أن الأديان الكبرى القائمة التي كان الغرض الرّئيسي من وجودها نشر الأخوة وإشاعة السلام بين البشر، غالبا ما أصبحت هي ذاتها عقبة كأداء في هذا السبيل. والمثال على ذلك هو الحقيقة المؤلمة أن هذه الأديان القائمة هي التي طالما أقرّت التعصبات الدينية وغذّتها. أما بالنّسبة لنا نحن المرجع الأعلى لأحد الأديان العالمية فإن شعورنا بالمسؤولية يفرض علينا أن نهيب بالجميع أن يضعوا نصب أعينهم ويحملوا محمل الجد التحديات التي تواجه القيادات الدينية جراء هذا الوضع القائم. ولذا فإن قضايا التطرف الديني والظروف التي تساعد على خلقها تستدعي منا جميعا إجراء حوار يتسم بالصدق والصراحة. وتملؤنا الثقة بأنه من منطلق كوننا جميعا عبادًا لله سوف يكون هذا الرجاء مقبولاً قبولاً حسنا مع توفر النيّة الخالصة ذاتها التي دفعت بنا إلى مثل هذا القول". النص الكامل للرسالة

ويقدم بيت العدل الأعظم تفسيرا مفصلا وحلولا مقترحة لمشكلة النزاع الديني، ويحث الجميع على "تذكر ما تتمتع به هذه الأديان من نفوذ عديم النظير. فالدين، كما نعلم جميعًا، يغذي جذور النوايا الباعثة على الأعمال. وعندما يكون أتباع الدين صادقين في ولائهم لروح تلك النّفوس السامية من الرسل والأنبياء الّذين أعطوا العالم نظمه الدينية ويقتدون بالمثل الّذي ضربه هؤلاء، يتمكّن الدين عندئذٍ من أن يوقظ في النّاس جميعًا قدراتهم على المحبة والتسامح والإبداع ومجابهة أخطر الصعاب ومحو التعصب وتقديم البذل والتضحية في سبيل الصالح العام، والعمل بالتالي على ضبط أهواء الغريزة الحيوانية". وأتمنى أن نعمل جميعا، قيادات وأفراد، على إزالة التعصبات الدينية ونشر المحبة والإخاء والاحتفاء بكوننا حميعا شعب واحد - شعب الله المختار

Tuesday, September 19, 2006

البابا والإسلام


قدم البابا بنديكت السادس عشر محاضرة مطولة في جامعة ريجينزبرغ الألمانية، في 13 من سبتمبر عن علاقة الدين والمنطق مصرحا بأن المنطق يجب أن يكون القاعدة المشتركة لحوار صريح بين الحضارات والأديان. وبدأ البابا خطابه بالتحدث عن تجربته الشخصية خلال الأعوام التي عمل فيها محاضرا في ألمانيا مشيرا إلى الجو الأكاديمي العلماني السائد في تلك الحقبة التاريخية، وموضحا أن وجود اثنين من رجال الدين كمحاضرين في تلك الجامعة كان امرا غير عادي. وانه "حتى خلال تلك الظروف شديدة التطرف والتشكيك، كان من الضروري طرح التساؤل فيما يتعلق بالله عن طريق الحوار وفي نطاق التعاليم المسيحية". وأضاف البابا موضحا أنه تم تقبل هذا من قبل الجامعة ككل بدون خلاف

وفي سياق هذا العرض التاريخي أشار البابا إلى حوار تم بين مثقف فارسي و إمبراطور بيزنطي، بين عام 1394 وعام 1402م خلال حصار القسطنطينية، تم خلاله مناقشة العلاقة بين الدين والمنطق. وفيما يلي ترجمتي لنص الفقرات من مقالة البابا المتعلقة بالإسلام

لقد تم تذكيري حديثا، عندما قرأت النص الذي أدرجه البروفسور تيودور خوري عن جزء من الحوار الذي دار ـ ربما بتاريخ 1391 في ثكنات الجنود بالقرب من مدينة انقره ـ بين الإمبراطور البيزنطي واسع المعرفة ، مانويل الثاني باليقوس ومثقف فارسي فيما يتعلق بموضوع المسيحية والإسلام، وحقيقية الديانتين. ومن المحتمل أن الإمبراطور هو من رتب هذا الحوار خلال حصار القسطنطينية بين عام 1394 و 1402. وهذا ما يفسر سبب تدوين تفاصيل حديثه بالمقارنة مع حديت محاوره الفارسي. ويتسع مجال الحوار ليغطي النظام الديني الذي يحتويه الإنجيل والقران، ويتعرض بشكل خاص إلى مفهوم اللاهوت والناسوت، والعودة بالضرورة إلى –"الشرائع" الثلاثة أو "قوانين الحياة": التوراة، والإنجيل، والقران. إن هدفي ليس مناقشة هدا الموضوع في سياق هذه المحاضرة ولكنني أود أن أناقش نقطة واحدة والتي تعتبر هامشية في بالنسبة للحوار ككل، فيما يتعلق "الدين والمنطق"، والذي قد يكون مشوقا ويخدم كنقطة انطلاق لملاحظاتي المتعلقة بهذا الموضوع

في المحادثة السابعة، التي نقحها الدكتور خوري، يتعرض الإمبراطور إلى فكرة الجهاد المقدس. ويبدو أن الإمبراطور كان على علم بالآية 2: 256 والتي "تقول "لا إكراه في الدين". وبناء على رأي الخبراء، هذه إحدى آيات الفترة المبكرة، حين كان محمد ما زال ضعيف القوى ومعرضا للتهديد. ومن البديهي أن الإمبراطور كان على علم بالإرشادات التي تطورت فيما بعد ودوّنت في القران فيما يتعلق بالجهاد المقدس. وبدون التطرق إلى تفاصيل الحوار مثل الاختلاف في المعاملة الممنوحة " لآهل الكتاب" و"الكفار"، ]اذكر أن الإمبراطور[ خاطب محاوره بفضفاضة غير متوقعة فيما يتعلق بالسؤال الجذري المرتبط بالعلاقة بين الدين والعنف بشكل عام، قائلا: "أرني ما الجديد فيما جاء به محمد، وهناك ستجد أشياء شريرة وغير إنسانية فقط، وعلى سبيل المثال أمره بنشر الدين الذي دعا إليه بحد السيف". وبعد أن أعرب الإمبراطور عن رأيه هذا بشدة، استمر بشرح مفصل للأسباب التي تجعل نشر الدين من خلال العنف شيئا غير منطقي. العنف مسألة لا تتفق مع طبيعة الله وطبيعة الروح. ويقول الإمبراطور إن الله لا يرضى بالدم ـ وعدم التصرف الحصيف هو ضد طبيعة الله. إن الإيمان منبثقا من الروح وليس الجسد. من يقود أحدا إلى الإيمان، يجب أن يتحلى بالقدرة على التكلم بشكل جيد والتفكير بمنطقية، من دون عنف أو تهديد.. فلإقناع روح منطقية، لا يحتاج الفرد إلى ذراع قوي، أو سلاح من أي نوع ، أو أية وسيلة أخرى لتهديد الفرد بالموت...".
المقالة الكاملة بالانجليزية

واعتقد أنّ البابا أراد التوضيح أن الحديث عن الأديان وعلاقتها بالمنطق مسالة قديمة تم طرحها خلال كل الظروف حتى تلك الظروف التي لم تكن بالضرورة ملائمة للحوار، وأن البابا أراد أن يبين موقفه هو من علاقة الدين بالعنف حين أكد في وصفه التاريخي لحوار الإمبراطور مع المثقف الفارسي أن "الإمبراطور خاطب محاوره بفضفاضة غير متوقعة فيما يتعلق بالسؤال الجذري المرتبط بالعلاقة بين الدين والعنف". ونلاحظ أن البابا أضاف بعد ذلك، "وبعد أن أعرب الإمبراطور عن رأيه هذا بشدة، استمر بشرح مفصل للأسباب التي تجعل نشر الدين من خلال العنف شيئا غير منطقي". ونرى هنا الربط بين السرد التاريخي وموقف البابا نفسه من العنف الذي اوضحه في خطابه، حيث استمر بعد ذلك بالحديث بالتفصيل عن علاقة المنطق بالدين وضرورة الحوار

والسؤال هنا هل أراد البابا فعلا الطعن والتشكيك بالإسلام، أو انه كان مشغولا بتوضيح موقفه من الدين والعنف بدون مراعاة، أو إدراك لما قد تحدثه ملاحظاته من ردود فعل في العالم الإسلامي؟ فهو لم يصرح برأيه الشخصي بالإسلام أو الرسول (صلعم)، ولكن أدرج في نطاق خطابه واقعة تاريخية. وهل توقع البابا ردود الفعل وموجة العنف التي أثارها خطابه؟

ورغم إنني شخصيا اعتقد أن الدين الإسلامي قد جاء بما هو جديد وخير، وأن التاريخ يوضح أن الإسلام قد انتشر بالمنطق في بعض الحالات وبحد السيف في حالات أخرى، ولكنني لا أرى المنطق في ردود الفعل والعنف الذي نتج عن خطاب البابا. وربما يصح هنا تذكير أخواننا وأخواتنا المسلمين الذين عبروا عن مشاعرهم بالعنف لان البابا ذكر واقعة تاريخية لم يرى فيها القائل قبل أكثر من ستمائة عام أن هناك ما هو خير في رسالة الإسلام، بأن البابا ليس مسلما، وأن رسالة سيدنا محمد قد جاءت بعد رسالة السيد المسيح، وانه لو آمن البابا بأحقيتها لصار مسلما

ومع أن المواقف السابقة لهذا البابا توضح أنه يري أن في انتشار الإسلام تهديد لانتشار المسيحية الكاثوليكية التي هو، في نظرة ونظر المسيحيين، حاميها ومروجها، وانه من الممكن انه يتفق مع ما أدرجه على لسان الإمبراطور البيزنطي، ومع أننا نتمنى لو أن البابا كان أكثر حكمة وركز على أوجه التشابه بين الإسلام والمسيحية وإمكانية التعايش السلمي بدون التطرق إلى ما يقدمه أو لا يقدمه الإسلام من جديد وخير، ولكن هذا لا يبرر ما قام به المتطرفون من المسلمين، وما قاله ويقوله البعض عن البابا والمسيحية والإنجيل

وهل تثبت الأحداث وردود الفعل والعنف الذي تمارسه بعض الجماعات الإسلامية من اعتداء على الكنائس والرهبان، والشتم والحرق أن ما قاله الإمبراطور البيزنطي قبل مئات السنين بأن العنف وليس المنطق هو طريقة الإسلام؟ فمن بالله عليكم يلحق أكثر ضررا بالإسلام وتشويها لصورته الحقيقية، البابا أم المسلمون المتطرفون؟