في مقال نشرته جريدة المصري اليوم في عددها 861 بتاريخ 21 أكتوبر عام 2006 بعنوان أنت تسأل وجمال البنا يجيب عن حقيقة البهائية، صرح الدكتور الفاضل حينما طُرح عليه السؤال التالي "تراوحت أحاديث مضطربة ومتعارضة عن «البهائية والبهائيين» وقام خلاف ما بين الهيئات التنفيذية والسلطات القضائية.. فما هي حقيقة الأمر؟" بما يلي
البهائية نحلة مأخوذة أصلاً عن الإسلام، ولكنها تختلف عنه في كثير من الشعائر كالصلاة والصيام، وفي مسائل أخرى كالزواج والقبلة والإيمان بالعدد ١٩
وفي الحقيقة، فإنني لا أري فيها أي ميزة خاصة، وكل ما يظن فيها من التيسير والتجديد يمكن أن يوجد في الإسلام لو خلص من قبضة الحشوية والمقلدين الذين لا يرون في الإمكان أبدع مما كان، ولكن حرية الاعتقاد تجعلنا نتركهم وما اختاروا لأنفسهم، فهذا حقهم، وأعتقد أن من حقهم أن تثبت لهم صفة البهائية في البطاقة والأوراق الرسمية
وفكرة أن الأديان «المعترف بها» ثلاثة اليهودية والإسلام والمسيحية «فكرة سقيمة»، ففي الصين والهند ما يعادل المؤمنين بالأديان الثلاثة، وقد قال الله تعالي موجهاً حديثه للمشركين الكافرين: «لكم دينكم ولي دين»، فقضي بهذا أن الشرك دين، علي الأقل من وجهة نظر المؤمنين به، ويكون لهم ما يكون لكل أصحاب الديانات
وليس من الجديد على المفكر الكبير أن يتخذ موقفا يختلف مع الرأي السائد عند جماعة المسلمين المتطرفين وخاصة في مصر. فلقد عرف عنه منذ صباه التعبير عن ما يؤمن به وما يتوصل اليه نتيجة البحت والتدقيق دون أي اعتبار للمعارضين في الرأي. فهو الباحث والمصلح الاجتماعي والديني الذي قدم للفكر الإسلامي والعربي قدرا وافرا من العطاء والإبداع. فحسب ما أدرجه موقع اسلام أون لاين، بلغت المؤلفات والأعمال التي ترجمها الأستاذ جمال البنا حوالي مائة كتاب. من أهمها
المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء
الإسلام والعقلانية
حرية الاعتقاد في الإسلام
الأصول الفكرية للدولة الإسلامية
ما بعد الإخوان المسلمين
مسؤولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث
قيمة العدل في الفكر الأوروبي والفكر الإسلامي
ويستمر الأستاذ البنا بالتعبير عن رأيه الإسلامي التقدمي في مختلف المجالات التي تخص القضايا العربية والإسلامية المعاصرة. ويمكن الاطلاع على بعض مقالاته المنشورة في موقع شفاف الشرق الأوسط ومن ضمنها المقالات المتعلقة بحقيقة مفهوم حد الردة في الإسلام
وأن كنت لا أتفق مع المفكر الجليل بأن "ليس في البهائية ميزة خاصة"، وأن ما فيها من "التيسير والتجديد يمكن أن يوجد في الإسلام لو خلص من قبضة الحشوية والمقلدين الذين لا يرون في الإمكان أبدع مما كان" فهذا طبيعي ويعكس عقيدة وقناعات كل منا. ولكنني أحّي فيه الرغبة الصريحة في التعايش وبناء مجتمع عربي أنساني تسوده روح الإخاء والتعاون ويضمن لأفراده حرية العقيدة والعيش الكريم. وهذا كل ما يطالب به البهائيين العرب
4 comments:
The difference between the two brothers is amazing! Ismailia Baha'is had suffered at the hands of his brother Hassan, while Gamal is now defending the civil rights of the Baha'is. It is a wonderful world indeed....
Thank you dear Bilo for your constant insight and information. You are really becoming a true expert on the case of the Bahá’ís in Egypt.
I hope to see academic publications for you in this field. It is very much needed, both in English and Arabic.
مع تقديري لموقف الأستاذ ولجرأته وشجاعته وتفتح افكاره
ومع إكتفائي باستعداد اي من الأخوة الطيبين النزهاء بالتعايش السلمي واحترام وتقبل الآخر دون ان يعترف بديانتهم بالضرورة
إلا انني ومن جانب الإستفسار فقط (وقليل من العجب ايضا) اتسائل لماذا لازال الأستاذ يعتقد بأن البهائيين يؤمنون بالعدد 19 وغير ذلك من الأفكار السائدة بين الناس الأقل ثقافة منه دون أن يأخذ قليلا من الوقت للتعرف على حقيقة المعتقدات البهائية وهي الآن متوفرة في كل مكان وعلى الأنترنت ويمكن التحقق فيها بكل سهولة ويسر ليعلم ان لا مكان للخرافات والتنجيم في الدين البهائي
وبعد تسائلي هذا أعود واقول مجددا بأني اقدر تفتحه ونزاهته واتمنى ان يكون مثلا للآخرين في احترام الغير وفي رغبته للتعايش السلمي معهم
غانم
Post a Comment