Thursday, September 21, 2006

شعب الله المختار


نشرت جريدة الدستور في الأمس 20 سبتمبر 2006 مقالة كتبها إيهاب عبد الحميد بعنوان: أصحاب كل ديانة يؤمنون أنهم "شعب الله المختار" وأن الباقين جهلة وكفار. غضب المسلمون عندما قال البابا الإسلام انتشر بحد السيف... فهل يحق للمسيحيين أن يغضبوا حين يقول "المشايخ" أن الإسلام انتشر بحد السيف؟

ويرى السيد أيهاب " أن الدروس المستقاة كما يحب البعض أن يسميها- تبدأ بالنظر إلى أنفسنا، فنحن عرفنا إلى أي حد تثور ثائرتنا إذا أهان الآخرون عقيدتنا، ولكن هل عرفنا العكس؟ هل انتبهنا إلى أننا نرتكب الخطأ نفسه يوميا؟ هل نحب لأخينا- المختلف عتا في الديانة- ما نحبه لأنفسنا حقا؟" ويستطرد موضحا أن العديد من الشيوخ يسيئون باستمرار للمسيحية ورسالة المسيح، وينوه أيضا إلى تكفير الشيوخ للبهائيين والتحريض ضدهم

ويضيف السيد إيهاب أنه من سنن الحياة أن كل شعب له معتقد واحد يجعله يعتقد أنه شعب الله المختار وان ديانته هي الديانة الحق دون غيرها . ويرى أن هذه المشكلة قد عالجها الإسلام بقاعدة "لكم دينكم ولى دين"، والتي يجب أن تساعد على الحد من الهوس الذي في رأي الكاتب، يجتاح العالم بكل أديانه . ويقترح السيد إيهاب أنه ربما يكون الحل في اتفاق عالمي على احترام الأديان الأخرى، ويحث المسلمين على أن يبدوا استعدادهم التام والكامل للتوقف عن كل ما يمكن أن يسيء للاخرين أي كان دينهم

. وفي الحقيقة إن هذا ما عرضته وتستمر بعرضه الديانة البهائية. فعلى سبيل المثال، صرح بيت العدل الأعظم (المرجع الإداري الأعلى للبهائيين) في نيسان 2002 في رسالة مفتوحة لقادة الأديان في العالم، " إنّ ما يدعو إلى الأسى هو أن الأديان الكبرى القائمة التي كان الغرض الرّئيسي من وجودها نشر الأخوة وإشاعة السلام بين البشر، غالبا ما أصبحت هي ذاتها عقبة كأداء في هذا السبيل. والمثال على ذلك هو الحقيقة المؤلمة أن هذه الأديان القائمة هي التي طالما أقرّت التعصبات الدينية وغذّتها. أما بالنّسبة لنا نحن المرجع الأعلى لأحد الأديان العالمية فإن شعورنا بالمسؤولية يفرض علينا أن نهيب بالجميع أن يضعوا نصب أعينهم ويحملوا محمل الجد التحديات التي تواجه القيادات الدينية جراء هذا الوضع القائم. ولذا فإن قضايا التطرف الديني والظروف التي تساعد على خلقها تستدعي منا جميعا إجراء حوار يتسم بالصدق والصراحة. وتملؤنا الثقة بأنه من منطلق كوننا جميعا عبادًا لله سوف يكون هذا الرجاء مقبولاً قبولاً حسنا مع توفر النيّة الخالصة ذاتها التي دفعت بنا إلى مثل هذا القول". النص الكامل للرسالة

ويقدم بيت العدل الأعظم تفسيرا مفصلا وحلولا مقترحة لمشكلة النزاع الديني، ويحث الجميع على "تذكر ما تتمتع به هذه الأديان من نفوذ عديم النظير. فالدين، كما نعلم جميعًا، يغذي جذور النوايا الباعثة على الأعمال. وعندما يكون أتباع الدين صادقين في ولائهم لروح تلك النّفوس السامية من الرسل والأنبياء الّذين أعطوا العالم نظمه الدينية ويقتدون بالمثل الّذي ضربه هؤلاء، يتمكّن الدين عندئذٍ من أن يوقظ في النّاس جميعًا قدراتهم على المحبة والتسامح والإبداع ومجابهة أخطر الصعاب ومحو التعصب وتقديم البذل والتضحية في سبيل الصالح العام، والعمل بالتالي على ضبط أهواء الغريزة الحيوانية". وأتمنى أن نعمل جميعا، قيادات وأفراد، على إزالة التعصبات الدينية ونشر المحبة والإخاء والاحتفاء بكوننا حميعا شعب واحد - شعب الله المختار