Monday, February 26, 2007

فعاليات المجتمع البهائي


رغم المشاكل التي يعانيها البهائيون في مصر، يستمر المجتمع البهائي العالمي في القيام بنشاطاته على الساحة العالمية. هناك أمثلة عديدة تدل على اهتمام ومشاركة بهائيين من جميع أنحاء العالم في دعم حقوق الإنسان والدعوة لحماية القاصرين. وفيما يلي تصريح يوضح بعض فعاليات المجتمع البهائي فيما يتعلق بحق الفتاة الطفلة وهو أحد المواضيع الرئيسية التي تهتم بها اللجان المتعلقة بحقوق المرأة، وخاصة لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة

تصريح صحفي
الجامعة البهائية العالمية
حرر في 26 فبراير/ شباط 2007
للنشر الفوري

لمزيد من المعلومات اتصل بـ "فوليا فيكيلوغلو" تلفون 2523 - 803 – 212


فتيات بهائيات يأتين إلى هيئة الأمم المتحدة ومعهنّ رسالة مساواة وأمل

نيويورك - من بين مئات الفتيات القادمات إلى هيئة الأمم المتحدة في هذا الأسبوع لبحث المشاكل التي تواجه الفتاة الطفلة حول العالم، سيكون هناك اثنتا عشرة فتاة يحملن وجهة نظر مميزة: إن عقيدتهن تعلمهنّ مساواتهنّ بالذكور

"بالنسبة للبهائيين، إن أحد العناصر الأساسية في عقيدتهن هو وجوب تحقيق المساواة بين النساء والرجال، وخاصة عدم للتمييز بين الفتيات والفتيان". هذا ما قالته فوليا فيكيلوغلو، ممثلة الجامعة البهائية العالمية في هيئة الأمم المتحدة

وأضافت السيدة فيكيلوغلو والتي تدير أيضا مكتب الجامعة البهائية لترقية وضع المرأة: "في عالم غالباً ما تقف فيه العادات والأعراف الدينية في صلب ممارسات التمييز، بأن هذا المنظور فريد من نوعه، ويليق أن يكون نموذجا للمستقبل

"وعليه، نأمل أنه سيكون باستطاعة الفتيات البهائيات الإثنتي عشر القادمات إلى نيويورك في الأسبوع القادم للمشاركة في اجتماعات لجنة وضع المرأة ، تقديم أمثلة واقعية تتعلق بالمساواة والدعم والتشجيع مُستمدة من تجاربهن الفعلية

ستأتي وفود الفتيات من جامعات بهائية مختلفة منها الجامعات البهائية في البرازيل، كندا، الهند، إيطاليا، السويد، تنزانيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية

وأضافت السيدة فيكيلوغلو التي تعمل أيضاً عضواً في جماعة العمل من أجل الفتيات التابعة لليونيسيف ضمن المنظمات غير الحكومية، "إن العديد من هذه الوفود القادمة قد مارسن تقديم العون لفتيات أخريات، وتعليمهن مبادئ المساواة." وأردفت السيدة فيكيلوغلو قائلة: "لقد بادرن، رغم صغر سنّهن، إلى تبني دور قيادي في تأييد المساواة في جالياتهن المحلية، وفي تلقين هذا المفهوم لغيرهن من الشباب والشابات

ومن بين القادمات إلى نيويورك في هذا الأسبوع

أنيسا أندريسا أراجو
عمرها 17 عاماً من البرازيل. ولدت في عائلة بهائية. تعكف أنيسا على تدريس القيم الأخلاقية في صفوف للأطفال في البرازيل. ويؤكد ما تدرسه على المساواة بين الجنسين إلى جانب مواضيع أخرى. "إن الأطفال هم الذين سيقودون الإنسانية"، قالت أنيسا عن جهودها للتعليم وأضافت: "فإذا ما بَعَثْتَ فيهم بعض القيم والتوجيهات الروحانية، سيغدو هذا العالم مكاناً جديراً بأن نحيا فيه

أهنلما كوجام
عمرها 16 عاماً من الهند. بهائية منذ عام 2001، نشطة وفعالة في العمل مع الأطفال وجماعات الشباب في بلدتها إمبهال منذ عام 2003. ولقد شاركت أيضا في اجتماع عام لإبداء وجهات النظر فيما يتعلق بحقوق الإنسان هناك، وهي مهتمة بشكل خاص بحقوق الفتيات في مقاطعة مانيبور المحيطة ببلدتها إمبهال

تقول أهنليما: "يواجه الأطفال في مانيبور أشكالاً عدة من التمييز، ففي معظم المناطق الريفية لا يسمح للأطفال، وخاصة الفتيات، بأن يذهبوا للمدرسة. فهم يُعدون من الممتلكات الخاصة وخلقوا للقيام بجميع الأعمال المنزلية. يأتي العديد من الفتيات الأطفال لبيع الخضروات في الأسواق منذ الصباح الباكر ويعدْن في ساعة متأخرة بعد الظهر

هولي مي سميث
عمرها 13 عاما من المملكة المتحدة. ولدت في عائلة بهائية. نشأت وترعرعت في زامبيا، وانتقلت لتعيش في المملكة المتحدة منذ سنتين. والآن هي ضمن مجموعة من الشباب تجتمع أسبوعيا لمناقشة مواضيع تتعلق بالمبادئ الروحانية والأخلاقية، ومنها المساواة بين الرجل والمرأة

تقول هولي: "حينما كنت في زامبيا لاحظت أن المعاملة الفجة كانت من نصيب عدد كبير من النساء هناك، ولما قَدِمْت إلى المملكة المتحدة[دهشت لسوء وضع النساء هنا. فالنساء هنا يقلقهن ماذا يلبسْن، وكيف يبدو مظهرهنّ، وكم يبلغ وزنهنّ. هذا ليس تحررا! فالنساء هنا يتم استغلالهن من قبل الدعاية ووسائل الإعلام. أعتقد أنّه ليس من العدالة أن يؤدي الرجل والمرأة نفس العمل ويتقاضى الرجل أجراً أعلى منها

وستكون الفتيات الثلاثة وغيرهن من المشاركات جاهزات للتحدث إلى وسائل الإعلام في هذا الأسبوع خلال فترة انعقاد جلسات لجنة وضع المرأة والتي ستعقد من 26 فبراير/ شباط إلى 9 مارس/ آذار 2007. تعتبر اللجنة إن موضوع "القضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد الفتاة الطفلة هو موضوع الأولوية لهذا العام

وستشارك الفتيات البهائيات أيضاً في عدة فعاليات هامة جانبية أثناء فترات فعاليات اللجنة. وفي يوم الأربعاء 28 فبراير/ شباط سيشاركن في فعالية بعنوان " القضاء على العنف عبر الأجيال" الذي سيعقد من الساعة 1:15 -45 :2 بعد الظهر في قاعة داغ همرشولد في مبنى الأمم المتحدة. وسيرعى هذه الفعالية المفوض الدائم للمملكة المتحدة في هيئة الأمم المتحدة بالتعاون مع الجامعة البهائية العالمية

وستشارك أهنليما كوجام في جلسة حوار ومناقشة في موضوع "العنف القائم على الجنس: تَبِعاته ونتائجه مدى الحياة" من الساعة 10 - 45: 11 في يوم الخميس 1 مارس/ آذار في مركز الكنيسة في هيئة الأمم المتحدة - الغرفة الرئيسية - الطابق الثامن

إن هذه الفعاليات إن دلت على شيء فإنما تدل على حقيقة ما يؤمن به ويمارسه البهائيين بغض النظر عن أماكن تواجدهم. وأرجو أن يهتم الباحثين عن حقيقة البهائية بالنظر إلى هذه الممارسات عند إصدار الحكم أو نشر البيانات المتعلقة بالدين البهائي وأتباعه

Wednesday, February 14, 2007

رسالة بهائيان مصريان: هل سيرد الرئيس؟


نشرت مدونة بيلو التي تصدر باللغة الانجليزية تحت عنوان الدين البهائي في مصر نص رسالة رفعها البهائي المصري سامى نصيف بباوى وزوجته وفاء هندى حليم الى الرئيس المصري حسني مبارك . وفيما يلي نص الرسالة


فخامــــــة الرئيس ….محمد حسنى مبارك

الأب لكل المصريين على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم وأطيافهم

نتوجه لسيادتكم بشكوى ارجوكم ان تتخذوا فيها ما ترونه تجاه فئة من المواطنين يقع عليها الظلم فى كل وقت وكل آن . ففى الوقت الذى تقومون فيه فخامتكم بتعميق مبدأ المواطنة فى مصرنا الغالية وتنادون بمبدأ الانصهار داخل بوتقتها بمفهومها العميق كي نكون جميعا نسيجا واحدا لبناء مستقبل بلدنا على اكمل وجه

يقوم السيد وزير الاوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق اليوم برمي المواطنين البهائيين المصريين بهذا الاتهام المشين الذى لايقوم على اي سند او حجة فيسبنا ويمتهن كرامتنا كمواطنين شرفاء اوفياء لوطنـهم ومواطنيهم يؤدون واجبهم فى خدمة الوطن بكل محبة وتفانى عملا بمبدأهم : عاشروا مع الاديان كلها بالروح والريحان

سيدى الرئيس يعيش البهائيون فى مصر منذ عشرات السنين وهم مواطنون صالحون ولم تثبت ادانتهم فى اية تهم تمس امن وطننا العزيز .بل نتشارك جميعنا كمصريين فى خدمة وطننا ومواطنينا على قدر استطاعتنا وبالرغم من ذلك حرمنا ان نكون مواطنين كاملين بعدم استخراج بطاقات الرقم القومى لنا فلجئنا الى القضاء المصري

فبرجاء ان تنظروا سيادتكم لمشاكلنا كمواطنين مصريين وأن تتخذوا سيادتكم التوصيات التى تمنع امتهان بعضنا البعض خاصة لو كان من يقوم بهذاالعمل شخصا مسئولا مثل سعادة وزير الاوقاف ممثلا عن وزارة الاوقاف كسلطة تنفيذية لكل المصريين بغض النظر عن ديانتهم او عقيدتهم طالما نحن مواطنون شرفاء نقوم بواجباتنا على اكمل وجه. الم يحن الوقت لتقبل بعضنا كل للآخر وندع الله عز وجل يحكم بيننا فيما كنا نختلف فيه ؟ الم يحن الوقت ليتوقف كل منا عن احساسه بأمتلاك الحقيقة الكاملة وامتهان الآخر الذى يختلف عنه ؟

اناشدك سيادة الرئيس ان تضع حدا لأمتهان ابنائك وبناتك من البهائيين المصريين الذين ولدوا فى هذا البلد ولم يعرفوا وطنا آخر لهم سواه فأذا قرأتم سيادتكم هذه المقالة وهذه التصريحات ستجدون فيها الكثير من دفع فئة من المتشددين المصريين على ايذاء اخوانا لهم فى وطن واحد بمثل تعبير استأصال هذه الفئة الباغية او اهالة التراب عليهم دون تحرى كامل لحقيقة هؤلاء الاشخاص او اخلاقياتهم بل نعتمد على شائعات تلوث سمعتنا وتكدر صفو وحدتنا الوطنية التي تقوم فئ الاساس على الوحدة والاتحاد فى التعدد والتنوع.فجميعنا شربنا من مائه واكلنا من ارضه وتنعمنا بكل مافيه

وفقكم الله الى ما فيه رفعة مصرنا ونصرة وحماية كل شخص شريف مسالم يعيش فى هذا الوطن الأم

مقدمة لسيادتكم من المواطنين
م/ سامى نصيف بباوى
وزوجته وفاء هندى حليم

إن اللهجة المؤدبة لنص الرسالة وعدم لجوؤها للحط من شأن أحد، حتى وزير الأوقاف الذي تعدى على البهائيين ونسب اليهم من اشنع الخصال ما ليس فيهم، إن دل على شيء فإنما يدل على نبل أخلاق البهائيين وحرصهم على الوحدة وعدم لجؤهم لإلحاق الضرر بالأخرين. في الحقيقة هم ذهبوا الى أبعد من ذلك حين أدرجوا في خطابهم: "الم يحن الوقت لتقبل بعضنا كل للآخر وندع الله عز وجل يحكم بيننا فيما كنا نختلف فيه ؟ الم يحن الوقت ليتوقف كل منا عن احساسه بأمتلاك الحقيقة الكاملة وامتهان الآخر الذى يختلف عنه"؟ والحقيقة الواضحة هي أن البهائيين قد تقبلوا ويستمروا بتقبل الطرف الآخر، ولم يمتهنوا الآخر الذي يختلف عنهم أبدا، في مصر أو غير مصر. كل الرفض والتشهير جاء من أطراف غير البهائيين. وأنا أطرح هذا هنا للإيضاح فقط،، وأتمنى فعلا أن يضع الرئيس مبارك حدا لهذه الانتهاكات الصارخة لحقوق وسمعة المواطن البهائي المصري وكل البهائيين في العالم من قبل مسئولين مصريين يحمل بعضهم مرتبة وزير في الوزارة المصرية

Sunday, February 11, 2007

البهائيين والإشاعات الرسمية




نشرت جريدة الأحرار المصرية الصادرة بتاريخ 10 فبراير 2007 على صفحتها الثامنة مقالا كتبه عاطف فاروق بعنوان فصل أي موظف يعتنق البهائية واعتباره مرتدا عن اﻹسلام. وأدرجت الجريدة قرار المحكمة الادارية العليا بمجلس الدولة ووصفته بأنه " مبدأ قانونيا تاريخيا" تم اتخاذه بإجماع الأراء. وأضافت الصحيفة أن القرار تضمن النص على فصل أي موضف من عمله يعتنق الفكر البهائي وإعتباره مرتدا وكافرا. اضاف المقال أن المحكمة أكدت في حكم لها بفصل موظفة بهائية تعمل في التربية والتعليم أن "الدعوة البهائية كفر وتخالف كل الاديان السماوية المعترف بها ولم نتطلق من أي دين، وأنها جاءت لتحطيم الإسلام ، وان أي شخص يعتنق هذه العقيدة كافر، وإذا كان مسلما واعتنقها فهو مرتد يتوجب عقابه، وأقل شيء أنه إذا كان موظفا يجب فصله فورا من عمله متى ثبت اعتقاده لهذه العقيدة الهدامة التي تبيح المحرمات وتحرم الحلال وتنكر وجود الله وتجسده في صورة انسان وتبيح الزنا وزنا المحارم وتدعو للفجور والدعارة وتسلب الحياء عن المرأة". أضغط هنا لقراءة نص المقال كاملا

ويستطرد المقال بإدراج الادعاءات الباطلة التي لا أساس لها من الصحة عن دعوة البهائية للإنحلال الأخلاقي والدعارة وزواج المحارم ومحاربتها للإسلام والعمل لحساب الصهيونية. هذه الادعاءات التي اثبتنا مرارا أن لا أساس لها من الصحة وإنما هي إفثراءات باطلة هدفها التشهير بالبهائية والطعن بأتباعها وبأعراضهم وأثارة الحقد ضدهم. وعلى نمط المقال السبق نشرت جريدة نهضة مصر (عدد 11 فبراير 2007) مقالا بعنوان: "زقزوق: المحافل البهائية أوكار لصالح اسرائيل" ورد على هذا المقال بهائي مصري في مدونته تحت عنوان "من المفتي للوزير… يا قلبي لا تحزن " مبينا عدم صحة ما قاله وزير الاوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق في مقالته . يمكن قراءة الرد الكامل على إفتراءات الوزير زقزوق بالضغط هنا . أما بالنسبة للادعاءات المتعلقة بالدعارة والزنا واخلال المحرمات فقد رددنا عليه مرارا واثبتنا عدم صحتها في مقالات سابقة على نشرت في هذه المدونة وغيرها، وأخر توضيح أدرجته مع بعض المراجع في ردي غلى سؤال طرحه أحد زوار هذه المدونة بتاريخ 4 فبراير 2007 نتيجة سماعه إفتراء مشابهة من قبل خطيب في مسجد من مساجد الله في مصر

في الحقيقة أنا قرأت المقالات سابقة الذكر بالأمس ولكنني لم استطيع الكتابة والرد. أحسست للوهلة الاولى بالغثيان، وأستمر شعوري هذا طوال النهار وكنت أحس بين الحين والأخر بشعور يمتزج فيه الحزن برغبة صارخة لعمل شيء ما لوقف سلسلة الكذب والافتراء هذه. حاولت أن أجد تفسيرا منطقيا ومبررا لكذب المسئولين وتشهيرهم بأعراض وبديانة البهائيين المصريين، وكل البهائيين، ولكني لم أجد تفسيرا يقبل به العقل لما يحدث. وبقيت اتسائل لماذا؟؟...كل ما استحوذ فكري هو مقولة: "إذا لم تستحي فأفعل ما شئت". يبدو للأسف أن سعادة الوزير وقضاة المحكمة الإدارية فعلا لم يستحوا عندما وافقوا على القرار أو أدلوا بالتصريحات، ولم تستحي الجرائد التي نشرت هذه الأكاذيب. الذي استحى هم المصريون من مواقف القضاة والمسئولين. استحى المصريون المنصفون الذين يخافوا الله ويحرصوا على مصلحة الوطن ويغاروا على كرامته وسمعته. استحى الذين يؤمنون بالعدالة والحق و الذين لم يتوانوا عن الرجوع إلى الكتابات البهائية ووجدوها تدعوا إلى العفة والطهارة ومخافة الله وحب أنبياءه ورسله وناسه

السؤال الذي بقي يطرح نفسه بإلحاح هو متى ستنتهي هذه المهزلة؟ ومن سوف يحاسب هذه الجهات المصرية الرسمية والذين يتكلمون باسم حكومة مصر وناس مصر على مواقفهم وافتراءاتهم ضد أبناء مصر من البهائيين؟ وهل سيقف الذين لا يجدون حرجا بالافتراء على البهائيين عند ذلك أم سيجدون ضحايا جديدة عندما تخف شهرة قضية البهائيين وتصمت أصواتهم؟ هل سيستمروا حتى يجروا مصر وشعب مصر ومستقبل مصر ومكانتها في التاريخ وفي عيون العالم الى حيث لا تحسد عليه؟
هل سوف نجبرعلى الاستنجاد بضمائر العالم الحية للحصول على حقوق البهائيين المصريين في وطنهم مصر؟

ولقد رأينا ما حصل في قضية الاستاذ الجامعي البهائي المصري (باسم وجدي) الذي فصلته الجامعة الالمانية في القاهرة بتدخل المسئوليين المصريين لمجرد كونه بهائيا وتنظر في اعادة تعينه نتيجة للجهود التي قام بها الاكاديميون والبرلمانيون الالمان حسب مقال نشرته جريدة النباء الوطن بتاريخ 11 فبراير 2007. فللعالم علاقات ومصالح في مصر، ولا أظن أنه سيسكت على التجاوزات المصرية الصارخة لحقوق الانسان. فبالنسبة للبهائيين، فلقد اثبتوا في كل مجتمعات العالم التي يعيشون فيها حسن أخلاقهم وإخلاصهم وعطاءهم الايجابي . فحكومات العالم من ضمنها الحكومات العربية تعلم علم اليقين مبادئهم ومعتقداتهم ويعرف البرلمانيون انهم لا يتدخلون في السياسة ولا يعملون كجواسيس لحساب اسرائيل أو غيرها، فالبرلماني والوزير في معظم دول العالم المتحضر مسئول امام الشعب والقانون بقول الحق وعدم التشهيربالأخرين وإلا حسابته الجماهير وحاسبه القانون . والبرلمانين يتبنون الدفاع عن قضايا يؤمنون بها، وبعضهم يتبنى الدفاع عن انسانية مواطنيهم وحقوق الانسان اينما كان. وحين تدخلت البرلمانية الالمانية هذه المرة، حدت أن كان الحق حق إنسان بهائي مصري شاب يبحث عن لقمة العيش ومستقبل أفضل، رأت الحكومة المصرية أن تظلمه في وطنه

نتمنى أن تغير الحكومة المصرية موقفها وتنصف البهائيين من ابناءها دون تدخل العالم، وبدل التشهير بمواطنيها تعمل على رفع مستوى معيشة كل المصريين وضمهم تحت حكم عادل يكفل تواصل أبناء الوطن الواحد وسعادتهم

Sunday, February 04, 2007

قضية البهائيين: على الصعيد العربي والعالمي


في مقال بعنوان البهائى الضال والجنيه المفقود كتبه جورج شكري ونشرته جريدة أيلاف يوم الإثنين 25 ديسمبر 2006، يلخص الاستاذ جورج الاحداث الاخيرة المتعلقة بقضية البهائيين المصريين وقرار القضاء عدم منحهم الحق في ادراج ديانتهم في الوثائق الرسمية. فبالاضافة الى سرد الاحداث المتعلقة بالقرار، يصف الكاتب وضع البهائيين في العالم ويقارنه بوضعهم في المجتمع العربي موضحا ذلك بقوله

والغريب أن العالم كله يحفل بالبهائيين وبمعابد البهائيين فلهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا، وجوهانسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفل الملي بكراتشي بباكستان. ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفيينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك في ويلمنت النويز (المركز الأمريكي للعقيدة البهائية) وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم. ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس أنجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية. ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك ( فيكتور دي أرخو ) ولهم ممثل في مقر الأمم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكوسكو Ecosco وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة Unep وفي اليونيسيف Unicef وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات U. N. office of public information، و( دزي بوس ) ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة و( رستم خيروف )الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية. أعترف العالم كله إذن لا بالبهائية فقط كديانة بل بحق البهائيين كبشر فى حرية الأعتقاد وحرية ممارسة شعائرهم الدينية ولا تزال مصر ومعها الدول العربية فى مؤخرة ركب حقوق الأنسان فلا حقوق لغير المسلم ولاممارسة للشعائر الدينية بحرية لغير المسلم

فمن السهل على الباحث ان يرى أن للبهائيين كجماعة دينية فعالة معترف بها، وجودا فعليا في عدد كبير من دول العالم. فالبهائية هي ثاني الديانات من حيت الانتشار الجغرافي. وكما ذكر المقال السابق،(رغم بعض الأخطاء في أسماء بعض ممثليها) فان للبهائيين خدمات عالمية واسعة في مجال الخدمات الاجتماعية والبيئية والإنسانية في البلاد التي يعيشون فيها بشكل خاص، وعلى الساحة الدولية بشكل عام. وكما ذكر المقال أيضا، من المؤسف أن مصر وبعض الدول العربية الأخرى تصر على عدم الاعتراف بالبهائيين وإهدار حقوقهم بينما يرحب بهم بقية العالم كمواطنين فعاليين في مجال الخدمة وإحلال الاتحاد والسلام في مجتمعاتهم والولاء لحكوماتهم أينما كانوا دون منازعة الحكام أو الأحزاب السياسية على الحكم أو السُلطة السياسية للدولة التي يعيشون فيها. فأتباع الدين البهائي لا يتدخلون في السياسات الحزبية ولا يرشحون أنفسهم لانتخابات رئاسية أو غيرها


والسؤال هنا، لماذا لا نرى مزيدا من الاعتراف بحقيقة المجتمعات البهائية ووجودها العالمي ودورها الايجابي في الدول التي تعيش فيها وفي العالم التي تراه وطنا للجميع بدون تفرقة على أساس الدين او اللون او العرق او الوضع الاقتصادي او الانتماء السياسي؟

أعتقد أن الجواب يكمن في الوضع الحالي لثقافاتنا ومجتمعاتنا العربية الاسلامية. ولقد وصف الكاتب و المفكر البحريني ضياء الموسوي في مقابلة معه نشرها تلفزيون ابو ظبي بتأريخ 29 ديسمبر 2006 الوضع الحالي في مجتمعاتنا العربية قائلا انها تمتلك الكثير من " المشانق الايدولوجية" و"مفارز التخوين الاجتماعي" وان العديد من منابرنا صارت منابرا لـ "تفخيخ الناس" و"صناعة الكراهية تجاه الاخر". ويضيف أن هذه المنابر تمارس " تقافة الموت" وتخطف عقول الشباب نحو "الزنزانات الايديولوجية". ويعزي الموسوي امكانية "تفخيخ" الشعوب العربية ونجاح هذه السياسات الى انتشار الجهل في مجتمعنا العربي، ويوضح أن احصائيات الامم المتحدة تبين ان 70 مليون عربي بالغ لا يجيدون القراءة، ويضيف أن هذا يسهل عملية تفخيخ الشعوب حيث يمكن ان يتحول افراد هذه الشعوب حتى ضد أهلهم ووطنهم وأمتهم. ويوضح الموسوي أن بعض الحكومات تدعم سياسة التفخيخ و"صناعة الكراهية ضد الاخر" لاغراض سياسية، يدفع ثمنها المجتمع العربي الذي يعاني من اشكاليات عديدة خلقتها سياسات ومنابر التخويف والتخوين التي انتجت اجيالا تربت على الكراهية وعدم القدرة او الرغبة في التعايش مع الاخرين. ويقول الاستاذ الموسوي أن الحل هو في ان نمتلك " الجرئة في تفتيت كل ما ترسب من مادة الكرستول المؤدلجة المتخلفه والمتكدسة على مفاصل الوعي العربي والعقل العربي" وان ننشر سياسية الحياة والتواصل والتعايش بدل سياسة الموت والتخويف والكراهية. اضغط هنا للاستماع لما قاله الموسوي بهذا الصدد في مقابلته مع تلفزيون ابو ظبي والذي اعادت مؤسسة ميمري بثه مع الترجمة باللغة الانجليزية

وكما ذكرنا سابقا، إن المجتمع البحريني يسمح بحرية العقيدة في اطار القانون ويطبق هذا القانون عمليا. فالبحرين تعترف بـاقلياتها الدينية ومن ضمنهم البهائيين، وتحترم حقهم في التواجد وممارسة شعائرهم الدينية. ونحن نأمل، كالمفكر البحريني، أن يكف المتطرفون في مجتمعاتنا العربية عن نشر الإدعاءات الباطلة ضد الغير من البشر ومن ضمنهم ابناء الوطن نفسه، وأن نقوم بدل ذلك بالبحث عن وتوسيع المساحات المشتركة التي يمكن من خلالها ان نمارس إنسانيتنا ونتفق رغم اختلافنا كما اقترح "على مائدة الوحدة الانسانية". عندها يصير بإمكاننا التعايش وخلق مستقبل افضل لنا وللغير