أرسل لي أحد الأصدقاء الأمريكان اليوم صورة الدكتورة سوزن مودي (وهي الثانية الجالسة من اليمين) مع بعض البهائيين الإيرانيين خلال فترة إقامتها في إيران، وكنت في نفس الوقت أقرأ بعض ما أصدرته الجرائد المصرية بخصوص استنكار وزير الخارجية المصري، أحمد ابو الغيط ومهاجمته لما جاء في تقرير الخارجية الأمريكية حول حالة حقوق الإنسان في مصر ووصفه لها بأنها إدعاءات كاذبة رغم أن الصحافة العالمية تتداول قرار المحكمة فيما يتعلق بقضية البهائيين، وقرار حبس المدون "كريم" بكل تفاصيلها! ولم استطع ان امنع نفسي عن التساؤل: الى متى ستقوم الجهات المسئولة في حكومات كالحكومة الإيرانية والمصرية وغيرها بتجاهل حقيقة عالمية المعلومة الصحيحة التي صارت الشاهد الأول الذي يصعب حبسه او إجباره على الكذب، وتستمر في محاولة تبرير أفعال قررت الإنسانية عدم إنسانيتها ؟
وحين حاولت تحميل المقال الذي يتعلق بتصريح الوزير وإنكاره للحقائق للتعليق عليه في مدونتي بدأت اشعر بالاكتئاب. وفي لحظة ما، تمنيت لو نكف جميعا عن الجدل والحوار ونمضي وقتنا كما فعلت سوزن مودي، بمساعدة الآخرين وتحسين ظروف معيشتهم، فما اشد عالمنا حاجة الى ذلك وإخواننا وأخواتنا يموتون بالآلاف كل يوم في دار فور وأفريقيا وغيرها وبناتنا ونساءنا يتعرضن لشتى أنواع الإرهاب المادي والعاطفي التي تفرضه علبهم مجتمعاتنا التي تفضل أن تخفي الآم أبنائها على ان تعترف بوجود هذه الآلام وتداويها. ولان البحث في أسباب مثل هذه يتعبني حتى الإرهاق، فكرت أن أكتب بدل ذلك عن سوزن مودي
ذهبت الدكتورة سوزن مودي ، أمريكية الجنسية، والمولودة عام 1851 من مدينة شيكاغو الي إيران حين كانت تبلغ من العمر ما يناهز ستين عاما لتعمل جنبا الى جنب مع البهائيين الإيرانيين على توفير الخدمات الصحية والتعليمية للبهائيين وغيرهم وخاصة النساء والأطفال منهم دون أن يحيل تقدمها في السن أو صعوبة ظروف المعيشة القاسية والاضطهاد الذي كانت تتعرض له الجامعة البهائية في إيران في ذلك الوقت من أجرائها ما اعتبرته واجبا إنسانيا تفرضه عليها قناعاتها ومبادئ دينها
ولقد عرف عن سوزن مودي إجادتها للفن والتعليم والطب وكانت قد قررت أن تتفرغ لممارسة الطب عند بلوغها سن الخمسين، حيت أكملت دراستها في هذا المجال وفتحت عيادة في مدينة شيكاغو. اعتنقت مودي الديانة البهائية عام 1903 نتيجة بحث ودراسة وصارت عضوه نشطة في المجتمع البهائي الأمريكي. وشاءت الظروف ان تتعرف على طالب طب بهائي إيراني تعلمت منه مبادئ اللغة الفارسية وبعض من ثقافة الإيرانيين. قررت مودي عام 1909 الالتحاق بعدد من الأطباء الإيرانيين الذين أنشئو مستشفى في طهران وكانوا بأمس الحاجة إلى طبيبة لمعالجة النساء. و لم تكتفي سوزن مودي بمعالجة المرضى بل قامت على العمل على استئصال أسباب المرض بتقديم التعليم والتدريب الصحي للنساء. وحين رأت أن العديد من المشاكل التي يعاني منها النساء والأطفال ناشئة عن الجهل، قامت بإنشاء أول مدرسة بهائية خاصة لتعليم البنات لتقضي على الجهل من جذوره وعملت جاهدة على نشر الوعي ورفع مكانة المرأة الإيرانية التي كانت في ذلك الوقت تعاني في معظم الحالات من الأمية والاضطهاد الاجتماعي. أحبت سوزن مودي المجتمع الإيراني الذي صار وطنها الثاني واختارت أن تموت وتدفن هناك. توفيت سوزن مودي عام 1934 وشيعها المجتمع الذي أحبته وأخلصت في خدمته أحسن تشيع . اضغط هنا للحصول على المزيد من المعلومات باللغة الانجليرية عن سوزن مودي وغيرها
لم تذهب سوزن مودي الى ايران عن عمر يناهز الستين عاما لتعمل جاسوسة لصالح الحكومة البريطانية أو الروسية أو الأمريكية، وانما ذهبت يملؤها حبها للبشرية ورغبتها العارمة بخدمة أخواتها وإخوانها في الدين والإنسانية. وفي رأيي ورأي العديد من الباحثين، تعتبر الدكتورة سوزن مودي مثالا على تحدي الروابط والعلاقات الإنسانية حدود العمر والجنس واللغة والتفافة، وشاهدا على قدرتنا كبشر على ممارسة إنسانيتنا
فيا ليتنا نمضي وقتنا كما فعلت سوزن مودي، بنشر العدالة الاجتماعية عن طريق التوعية والتعليم وكفالة حقوق الطفل والمرأة والفقير والمريض والعاجز والمسن، بدل الجدال والخصام والنزاع، ونترك أمر ما في القلوب لله. وما أحوج عالمنا العربي إلى ذلك
وحين حاولت تحميل المقال الذي يتعلق بتصريح الوزير وإنكاره للحقائق للتعليق عليه في مدونتي بدأت اشعر بالاكتئاب. وفي لحظة ما، تمنيت لو نكف جميعا عن الجدل والحوار ونمضي وقتنا كما فعلت سوزن مودي، بمساعدة الآخرين وتحسين ظروف معيشتهم، فما اشد عالمنا حاجة الى ذلك وإخواننا وأخواتنا يموتون بالآلاف كل يوم في دار فور وأفريقيا وغيرها وبناتنا ونساءنا يتعرضن لشتى أنواع الإرهاب المادي والعاطفي التي تفرضه علبهم مجتمعاتنا التي تفضل أن تخفي الآم أبنائها على ان تعترف بوجود هذه الآلام وتداويها. ولان البحث في أسباب مثل هذه يتعبني حتى الإرهاق، فكرت أن أكتب بدل ذلك عن سوزن مودي
ذهبت الدكتورة سوزن مودي ، أمريكية الجنسية، والمولودة عام 1851 من مدينة شيكاغو الي إيران حين كانت تبلغ من العمر ما يناهز ستين عاما لتعمل جنبا الى جنب مع البهائيين الإيرانيين على توفير الخدمات الصحية والتعليمية للبهائيين وغيرهم وخاصة النساء والأطفال منهم دون أن يحيل تقدمها في السن أو صعوبة ظروف المعيشة القاسية والاضطهاد الذي كانت تتعرض له الجامعة البهائية في إيران في ذلك الوقت من أجرائها ما اعتبرته واجبا إنسانيا تفرضه عليها قناعاتها ومبادئ دينها
ولقد عرف عن سوزن مودي إجادتها للفن والتعليم والطب وكانت قد قررت أن تتفرغ لممارسة الطب عند بلوغها سن الخمسين، حيت أكملت دراستها في هذا المجال وفتحت عيادة في مدينة شيكاغو. اعتنقت مودي الديانة البهائية عام 1903 نتيجة بحث ودراسة وصارت عضوه نشطة في المجتمع البهائي الأمريكي. وشاءت الظروف ان تتعرف على طالب طب بهائي إيراني تعلمت منه مبادئ اللغة الفارسية وبعض من ثقافة الإيرانيين. قررت مودي عام 1909 الالتحاق بعدد من الأطباء الإيرانيين الذين أنشئو مستشفى في طهران وكانوا بأمس الحاجة إلى طبيبة لمعالجة النساء. و لم تكتفي سوزن مودي بمعالجة المرضى بل قامت على العمل على استئصال أسباب المرض بتقديم التعليم والتدريب الصحي للنساء. وحين رأت أن العديد من المشاكل التي يعاني منها النساء والأطفال ناشئة عن الجهل، قامت بإنشاء أول مدرسة بهائية خاصة لتعليم البنات لتقضي على الجهل من جذوره وعملت جاهدة على نشر الوعي ورفع مكانة المرأة الإيرانية التي كانت في ذلك الوقت تعاني في معظم الحالات من الأمية والاضطهاد الاجتماعي. أحبت سوزن مودي المجتمع الإيراني الذي صار وطنها الثاني واختارت أن تموت وتدفن هناك. توفيت سوزن مودي عام 1934 وشيعها المجتمع الذي أحبته وأخلصت في خدمته أحسن تشيع . اضغط هنا للحصول على المزيد من المعلومات باللغة الانجليرية عن سوزن مودي وغيرها
لم تذهب سوزن مودي الى ايران عن عمر يناهز الستين عاما لتعمل جاسوسة لصالح الحكومة البريطانية أو الروسية أو الأمريكية، وانما ذهبت يملؤها حبها للبشرية ورغبتها العارمة بخدمة أخواتها وإخوانها في الدين والإنسانية. وفي رأيي ورأي العديد من الباحثين، تعتبر الدكتورة سوزن مودي مثالا على تحدي الروابط والعلاقات الإنسانية حدود العمر والجنس واللغة والتفافة، وشاهدا على قدرتنا كبشر على ممارسة إنسانيتنا
فيا ليتنا نمضي وقتنا كما فعلت سوزن مودي، بنشر العدالة الاجتماعية عن طريق التوعية والتعليم وكفالة حقوق الطفل والمرأة والفقير والمريض والعاجز والمسن، بدل الجدال والخصام والنزاع، ونترك أمر ما في القلوب لله. وما أحوج عالمنا العربي إلى ذلك
7 comments:
هذا هو شعورى تماما وأنا أكرس وقتا ومجهودا في الرد على مقال أو تعليق. ويمتد هذا الشعور الى حالنا في مصر عموما حيث يضيع الوقت والجهد في محاولة التحايل على الوضع القائم في مصر والصعوبات التي نواجهها. وأفكر دائما اليس من الأفضل لنا ولبلادنا أن تتحول هذه الطاقة الى أعمال مفيدة نخدم بها المجتمع ونتفاعل معه بشكل طبيعي؟
معك حق يا صديقي. أتمنى لو يبدأ الذين يملكون سلطة طرح الحلول بطرحها وتطبيقها، حتى لو كان ذلك ليس إيمانا منهم بحقوق البهائي كإنسان ولكن حرصا على المصلحة العامة التي تقضي بأن لا نهدر مصادرنا البشرية وطاقات أفراد مجتمعنا سدى وإنما نسخرها لما فيه خدمة لهذا المجتمع وسببا لرخائه. اعتقد انه من الواضح للجميع الآن بأن البهائيين المصريين لا يريدون تأزيم الوضع الذي لم يكن لهم يدا بتصعيده، وإنما هم يطالبون بأبسط حقوقهم كمواطنين مصريين
Unfortunately, by all indicators, those in authority do not appear to care for any solution of the Baha'i crisis. But, they don't realize that their inaction will be indeed the ultimate source of resolution, because it is really out of their hands!
في اعتقادي يجب أن يكون هناك حل، ويجب أن تقدم السلطات المعنية هذا الحل حتى لو إستدعى الأمر تدخل رئيس الدولة. الحكومة، والقضاء، والموظف الرسمي من يحدد وينفذ إصدار البطاقة. المماطلة أدت وستؤدي الى ازدياد تأزم الامور في نظري خاصة وأن البهائيين لن يكتبوا مسلم، ولن يتوقفوا عن المطالبة بحقهم الشرعي، وسيدعمهم العالم البهائي والبهائيين في جميع أنحاء العالم
حتى لو كانت مصر ترجو من إجراءاتها الحالية التخلص من جميع البهائيين المصريين، فأن هذا ليس بالأمر السهل بعد أن صارت قضية البهائيين محط الانظار في الساحة المحلية والعالمية!
اقتراحي أن تضاف خانة "أخرى" الى حين يتم اتمام المناقشات القائمة في هذا المجال وطرح حل جذري . فـ"أخرى" هذه حيادية نوعا ما، وربما ترضي الجميع. هذا لا يعني أن النقاش والحوار الذي فعلّته هذه القضية في المجتمع المصري يجب أن يتوقف . بل على العكس، أنا شخصيا أرى في هذا الحوار وما واكبه من نقاش يتعلق بالحريات العامة في مصر تطورا إيجابي سمح للمجتمع المصري أن يحلل ويقيم بعض العوامل التي تتحكم في معتقداته وممارساته. أعتقد أن هذه مرحلة هامة جدا في التأريخ المصري، خاصة فيما يتعلق بتبلور الدور الذي سوف تلعبة المؤسسات غير الحكومية، متل مراكز حقوق الانسان، في رسم هذا المستقبل
الشعب المصري وعلماء الدين خاصة يخافون من أى فكر جديد مختلف لأن هذا الفكر - كما يعتقدون - يهدم فكرهم أو يحاول هدمه وذلك مؤامرة لهدم الإسلام .....؟
هم يخافون من التبشير ومن التشييع ومن البهائيين
من المؤسف يا أخ مصطفى أن البعض يفكر بأنهم حماة الدين، ولكن للدين رب يحميه ولا يحتاج الى شيوخ أو "مطوعيين" ليفعلوا ذلك. الله سبحانه وتعالى منح خلقه الإرادة الحرة وسمح لهم أن يختاروا، فمن أعطى الناس الحق بأن يعترضوا على إرادة الله سبحانه وتعالى! أنا شخصيا أعتقد أنه لو اشتغل كل منا بإصلاح نفسه لصلح العالم وصار جنة يتعايش فيها الجميع بسلام. أليس هذا ما دعت وتدعو له كل الديانات؟
وكل ربيع والجميع بخير
كل عام وأنتم بخير
عيد نيروز سعيد
Post a Comment