نشرت صحيفة المصريين بتاريخ ديسمبر 22، 2006 مقالا صرحت فيه " أن عددا من النشطاء الإسلاميين قرروا إقامة دعاوى قضائية ضد وزارة الداخلية لإسقاط الجنسية المصرية عمن يسمون بالطائفة البهائية في مصر". وأضافت الصحيفة أن هؤلاء النشطاء ـ الذين ينتمون لأكثر من فصيل إسلامي ـ أوضحوا أنهم "سيلجأون خلال الأسبوع القادم للقضاء الإداري لاستصدار حكم يلزم وزارة الداخلية بإسقاط الجنسية عن البهائيين، مؤكدين أنهم خرجوا عن القانون والدستور الرسمي للبلاد الذي ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع ، بالإضافة إلى أن الدستور المصري لا يعترف إلا بالديانات السماوية الثلاث ، وهو ما يؤكد أن من يسمون أنفسهم بالبهائيين انتهكوا الدستور والقانون." لقراءة نص المقال الكامل اضغط هنا
وصرحت صحيفة المصريون أن عريضة الدعوى التي حصلت الصحيفة على نسخة منها، أكدت أن البهائيين "يبيحون الزنا بوجه عام وزنا المحارم بوجه خاص ، وهو أمر ترفضه النفوس السوية" وان البهائيين " بالإضافة إلى هدمهم لأركان الإسلام الأساسية من خلال رفضهم لصوم رمضان والحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة أسوة بسائر المسلمين، حيث يحجون إلى إيران وحيفا في فلسطين المحتلة فضلا عن أن صلاتهم تخالف تماما صلاة المسلمين وقصروها على 3 فروض فقط في اليوم ." وأضافت الصحيفة أن الدعوى تعلن أن "وجود 2000 بهائي في مصر يهدد أمن البلاد وينذر بشيوع الفتنة والانحراف والرذيلة داخل المجتمع ، خاصة أنهم أول من اخترع رذيلة تبادل الزوجات". اضغط هنا لقراءة المقال
أنا أرى كيف أن السابقة القضائية التي أوجدها قرار المحكمة الإدارية العليا بتاريخ ديسمبر 16، 2006 يشجع قيام دعاوى أخرى ضد البهائيين ولكن ما يدهشني أو بالأحرى يصعقني هو أن النشطاء الإسلاميين لم يتواروا عن الكذب الصريح والطعن بأعراض البهائيين في حيثيات دعوتهم التي نشرتها الصحيفة حين يدعون أن البهائيين "يبيحون الزنا بوجه عام وزنا المحارم بوجه خاص" وأن وجودهم "يهدد أمن البلاد وينذر بشيوع الفتنة والانحراف والرذيلة داخل المجتمع، خاصة أنهم أول من اخترع رذيلة تبادل الزوجات". ولأنه من الصعب أن أرى أن هذه الادعاءات ناجمة عن جهل النشطاء الإسلاميين بحقيقة التعاليم البهائية في زمن تتوفر فيه المعلومات عن الدين البهائي على الشبكة الالكترونية من مصادر وكتب ومراجع بهائية، وان ممارسات البهائيين ومعاملاتهم يشهد على حسنها تاريخ تواجدهم في العالم العربي وفي بقية أنحاء العالم، فإن سؤالي هنا هو كيف نرد على جماعة تدعي مخافة الله والعمل على حماية دينه والدفاع عن إسلامه ولا تجد حرجا في الكذب والافتراء وتلفيق الحقائق ضد الاخرين؟
وأتساءل أيضا هل يرى المسلمين فعلا أن البهائيين - الذين يصرحون أن دينهم دين مستقل عن الإسلام – يهدمون أركان الإسلام الأساسية من خلال "رفضهم لصوم رمضان والحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة أسوة بسائر المسلمين، حيث يحجون إلى إيران وحيفا في فلسطين المحتلة فضلا عن أن صلاتهم تخالف تماما صلاة المسلمين وقصروها على 3 فروض فقط في اليوم"؟
ولأن النشطاء الإسلاميون المصريون يصرحون ويدعون تحت لواء الإسلام، أرى أنه من الأجدر أن يرد المسلمين وحماة الإسلام في مصر على مثل هذا الظلم والافتراء باسم الإسلام، ففي يدهم السلطة والحل والفصل
وربما يكون في هذه الدعوى إيضاحا للحكومة والقضاء المصري أن عدم القضاء بالعدل والإنصاف من قبلهم تجاه مواطنيهم يؤدي للسماح بتجاوزات مماثلة من قبل جماعات متطرفة لتحقيق أهدافها السياسية والتفرقة بين مواطنيها على أساس الفكر والمعتقد وغيره مما يخدم مصالحها. فإلى أين تسير الحكومة المصرية والقضاء المصري بمصر والمصريين؟
5 comments:
نسرين، هيا دي طبيعة النشطاء الأسلاميين؛ بصي على المدونات والتعليقات على الحكم، ده فيه ناس بتطالب بطردهم من مصر!!! للأسف الثقافة بتاعتنا عنصرية وتحض على كراهية من هو مختلف عن المجموع.
ست نسرين
ما على القارئ إلا ان يدخل في محرك جوجل أو غيره هذه الكلمات "سيأتي زمان" .. ثم يذهب الى المواقع الإسلامية ليجد مثل هذه الأحاديث الشريفة عن الرسول (ص) التي تبين لنا مواقف هؤلاء الناس الذين وكما ذكرت يقومون بـــ هذا الظلم والافتراء باسم الإسلام
أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى عليه وآله : سيأتي على امتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، و تحسن فيه علانيتهم ، طمعا في الدنيا ، لا يريدن به ما عند الله عزوجل ، يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف ، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم ( 1 ) . : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله .
سيأتي على امتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود ( 3 ) .
( 3 ) ثواب الاعمال : 244 .تفس الحديث في كتاب كنز العمال عن الحاكم في تاريخه عن ابن عمر والديلمي عن معاذ تحت رقم 766 "سيأتي على الناس زمان")
(سيأتي زمان على امتي يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكذاب ويأمن فيه الخائن ويخون فيه الامين)
ألسنا نضع رؤوسنا تحت الرمل حين لا نرى اننا بالفعل في هذا الزمان؟
وبالفعل فإن السلطات قد تفتح (بل فتحت) صندوق باندورا عندما تسمح لمثل هؤلاء بالتمادي في إرهاب المجتمع الى ان لا يبقى من لا يخشاهم من قادة المجتمع التقليديين من قضاة ورجال دين وحكام ..والعياذ بالله
ونطلب منه عزوجل الرحمة لمجتمعنا العربي
بحثت كثيرا عن خبر آخر عن هذه الدعوي في أي مصدر غير جريدة المصريون فلم أجد
و لم أجد و لو اسما واحدا من أسماء هؤلاء "الرموز"
أعتقد أن الإسلاميين ذوي الجماهيرية و الثقل المعقول في مصر - الإخوان بالأساس - لم يتورط أحد منهم في مثل هذه القضية
ليس لأنهم متسامحون
و لكن لأنهم ليسوا بهذا الحمق
أعتقد أن أصحاب البيان شخصيات من الإسلاميين السلفيين الهامشيين
إدارة جريدة المصريون قريبة من هذا التيار
أو ربما هي مجرد إشاعة أو فكرة طيرتها مصارد مطلعة - العصفورة مثلا - للـ" المصريون "
و مصداقية جريدة المصريون متردية و أداؤها المهني سييء للغاية
و لكن فعلا .. نص حكم الإدارية العليا المسخرة يشجع المزيد من الحمقي علي ركوب الموجة و اللعب بالنار
شكرا يا أستاذ عمرو على التحقيق والمعلومات. نحن نتمنى أن يكون خبر رفع مثل هذه الدعوى مجرد إشاعة. ونتمنى فعلا أن يرى الذين يمثلون الإسلام ومن ضمنهم الأخوان أن ترديد الإشاعات الباطلة ضد البهائيين أو المطالبة بالانتهاك الصريح لحقوقهم المشروعة لن يفيد الإسلام أو يرسخ دعامته وإنما سيؤدي إلى إلحاق الضرر بنظرة الأخرين لمبادئه السمحة وتشويه صورته. وأنا أتمنى أن لا يقوموا بمثل هذه الأعمال ليس فقط لأنهم ليسوا حمقى، ولكن لأنهم فعلا حريصين على الإسلام وسمعته
أما بالنسبة لمصداقية جريدة "المصريين" فمن المؤسف أنهم ما زالوا يسمعوا لحواديت "العصفورة" وربما أسوأ من ذلك. يا ليتهم يقّّدروا أهمية المسئولية المناطة بهم والدور الذي من الممكن أن يلعبوه في نشر السلام والوئام بدل البغض والعنف والخلاف
ربما بجهودكم وجهود كل المصريين النزيهين سيتغير الوضع في مصر ويتمتع كل المصريين بمصر العادلة التي ترعى حقوق كل أبنائها وبناتها المصريين وتكون قدوة لدول عربية أخرى ما زالت تبحث عن
منهج وطريق
مع جزيل الشكر والتقدير
Post a Comment