Sunday, February 04, 2007

قضية البهائيين: على الصعيد العربي والعالمي


في مقال بعنوان البهائى الضال والجنيه المفقود كتبه جورج شكري ونشرته جريدة أيلاف يوم الإثنين 25 ديسمبر 2006، يلخص الاستاذ جورج الاحداث الاخيرة المتعلقة بقضية البهائيين المصريين وقرار القضاء عدم منحهم الحق في ادراج ديانتهم في الوثائق الرسمية. فبالاضافة الى سرد الاحداث المتعلقة بالقرار، يصف الكاتب وضع البهائيين في العالم ويقارنه بوضعهم في المجتمع العربي موضحا ذلك بقوله

والغريب أن العالم كله يحفل بالبهائيين وبمعابد البهائيين فلهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا، وجوهانسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفل الملي بكراتشي بباكستان. ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفيينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك في ويلمنت النويز (المركز الأمريكي للعقيدة البهائية) وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم. ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس أنجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية. ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك ( فيكتور دي أرخو ) ولهم ممثل في مقر الأمم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكوسكو Ecosco وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة Unep وفي اليونيسيف Unicef وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات U. N. office of public information، و( دزي بوس ) ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة و( رستم خيروف )الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية. أعترف العالم كله إذن لا بالبهائية فقط كديانة بل بحق البهائيين كبشر فى حرية الأعتقاد وحرية ممارسة شعائرهم الدينية ولا تزال مصر ومعها الدول العربية فى مؤخرة ركب حقوق الأنسان فلا حقوق لغير المسلم ولاممارسة للشعائر الدينية بحرية لغير المسلم

فمن السهل على الباحث ان يرى أن للبهائيين كجماعة دينية فعالة معترف بها، وجودا فعليا في عدد كبير من دول العالم. فالبهائية هي ثاني الديانات من حيت الانتشار الجغرافي. وكما ذكر المقال السابق،(رغم بعض الأخطاء في أسماء بعض ممثليها) فان للبهائيين خدمات عالمية واسعة في مجال الخدمات الاجتماعية والبيئية والإنسانية في البلاد التي يعيشون فيها بشكل خاص، وعلى الساحة الدولية بشكل عام. وكما ذكر المقال أيضا، من المؤسف أن مصر وبعض الدول العربية الأخرى تصر على عدم الاعتراف بالبهائيين وإهدار حقوقهم بينما يرحب بهم بقية العالم كمواطنين فعاليين في مجال الخدمة وإحلال الاتحاد والسلام في مجتمعاتهم والولاء لحكوماتهم أينما كانوا دون منازعة الحكام أو الأحزاب السياسية على الحكم أو السُلطة السياسية للدولة التي يعيشون فيها. فأتباع الدين البهائي لا يتدخلون في السياسات الحزبية ولا يرشحون أنفسهم لانتخابات رئاسية أو غيرها


والسؤال هنا، لماذا لا نرى مزيدا من الاعتراف بحقيقة المجتمعات البهائية ووجودها العالمي ودورها الايجابي في الدول التي تعيش فيها وفي العالم التي تراه وطنا للجميع بدون تفرقة على أساس الدين او اللون او العرق او الوضع الاقتصادي او الانتماء السياسي؟

أعتقد أن الجواب يكمن في الوضع الحالي لثقافاتنا ومجتمعاتنا العربية الاسلامية. ولقد وصف الكاتب و المفكر البحريني ضياء الموسوي في مقابلة معه نشرها تلفزيون ابو ظبي بتأريخ 29 ديسمبر 2006 الوضع الحالي في مجتمعاتنا العربية قائلا انها تمتلك الكثير من " المشانق الايدولوجية" و"مفارز التخوين الاجتماعي" وان العديد من منابرنا صارت منابرا لـ "تفخيخ الناس" و"صناعة الكراهية تجاه الاخر". ويضيف أن هذه المنابر تمارس " تقافة الموت" وتخطف عقول الشباب نحو "الزنزانات الايديولوجية". ويعزي الموسوي امكانية "تفخيخ" الشعوب العربية ونجاح هذه السياسات الى انتشار الجهل في مجتمعنا العربي، ويوضح أن احصائيات الامم المتحدة تبين ان 70 مليون عربي بالغ لا يجيدون القراءة، ويضيف أن هذا يسهل عملية تفخيخ الشعوب حيث يمكن ان يتحول افراد هذه الشعوب حتى ضد أهلهم ووطنهم وأمتهم. ويوضح الموسوي أن بعض الحكومات تدعم سياسة التفخيخ و"صناعة الكراهية ضد الاخر" لاغراض سياسية، يدفع ثمنها المجتمع العربي الذي يعاني من اشكاليات عديدة خلقتها سياسات ومنابر التخويف والتخوين التي انتجت اجيالا تربت على الكراهية وعدم القدرة او الرغبة في التعايش مع الاخرين. ويقول الاستاذ الموسوي أن الحل هو في ان نمتلك " الجرئة في تفتيت كل ما ترسب من مادة الكرستول المؤدلجة المتخلفه والمتكدسة على مفاصل الوعي العربي والعقل العربي" وان ننشر سياسية الحياة والتواصل والتعايش بدل سياسة الموت والتخويف والكراهية. اضغط هنا للاستماع لما قاله الموسوي بهذا الصدد في مقابلته مع تلفزيون ابو ظبي والذي اعادت مؤسسة ميمري بثه مع الترجمة باللغة الانجليزية

وكما ذكرنا سابقا، إن المجتمع البحريني يسمح بحرية العقيدة في اطار القانون ويطبق هذا القانون عمليا. فالبحرين تعترف بـاقلياتها الدينية ومن ضمنهم البهائيين، وتحترم حقهم في التواجد وممارسة شعائرهم الدينية. ونحن نأمل، كالمفكر البحريني، أن يكف المتطرفون في مجتمعاتنا العربية عن نشر الإدعاءات الباطلة ضد الغير من البشر ومن ضمنهم ابناء الوطن نفسه، وأن نقوم بدل ذلك بالبحث عن وتوسيع المساحات المشتركة التي يمكن من خلالها ان نمارس إنسانيتنا ونتفق رغم اختلافنا كما اقترح "على مائدة الوحدة الانسانية". عندها يصير بإمكاننا التعايش وخلق مستقبل افضل لنا وللغير

4 comments:

Anonymous said...

العزيزة نسرين
دائما اقرا مدونتك واجد المقالات التى تنتقيها بشدة واسعد لوجود افكارا جديدة بدا ت تفكر فى الحل لأنهاء الصراعات المادية فى عالمنا الواسع الكبير ونرى كتابا وصحفيزن يتحدثون الان عن حقوق المواطنة للجميع فالله هوالذى خلق الكون وخلق البشر وارسل الرسالات لتهدى جميع البشر وليس لفرقة البشر فهل يعى اهل الرسلات هذا اتمنى ذلك. انا ارى الان ان البشرية بدات تعانى والجميع بدا يفكر فى كيفية الحل والله سبحانه وتعالى ارسل الحل للبشر من خلال الديانة العظيمة البهائية فلو قرا الناس ما بها من تعاليم سيجدون الحلول لكل المشاكل المستشرية فى العالم المعاصر فهل نعطى لانفسنا الفرصة

mustafa said...

لمجرد المعرفة ممكن أعرف ماهى دلالة نبوة حضرة بهاء الله "أى كيف يمكن التأكد من أن بهاء الله هو نبى من عند الله "أى هل يوجد معجزات له مثلا أم أن أن هناك طريقة أخرى ...وماهى "

Nesreen Akhtarkhavari said...

Smile Roseعزيزتي

شكرا على الملاحظة وكما تعلمين، ان من طبيعة البشر أن يرفضوا في البداية ما يرسله الله لهم من إرشادات من خلال رسالات أنبياءه ورسله، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك. ومن سنن الله أيضا أن تتبع الكوارث انتصارات، وها نحن نرى الانتصارات التي يحققها ثبوتكم البطولي كأتباع للديانة البهائية رغم كل ما تعانونه من إشكالات. حيث تؤكد مواقفكم المشرّفة وتبين حقيقة البهائية والمبادئ والقيم التي تدعوا إليها

فرغم كل ما تعانونه، لا نجد كلمة سيئة واحدة على موقع بهائي واحد ضد الإسلام او المسلمين، ولا نجد دليلا واحدا يثبت أن البهائيين يتواطئون مع أية جهة وطنية كانت او أجنبية للمساس بسيادة مصر وأمنها الداخلي أو الخارجي، ولم يستطيع أحد أن يثبت أن في أي من ممارسات البهائيين إخلالا بالنظام العام او مساسا بالأخلاق العامة، أو أمن الدولة

وأنا في الحقيقة لا يقلقني عدم إقبال الناس على الديانة البهائية بشكل واسع في العالم العربي. فنحن لم نكن أبدا ناشطين في نشر تعاليمه بصورة مباشرة. وأظن أن أحد الأسباب في عدم اعتناق عدد كبير من العرب الديانة البهائية هو عدم معرفتهم بحقيقتها، وذلك لأن معظم الأفراد في مجتمعاتنا العربية بشكل عام لا يقرئوا ولا يتحروا حقائق الأمور بأنفسهم وإنما اعتادوا أن يرددوا ما يقال على المنابر وفي الصحف الصفراء بدون البحث الموضوعي الجاد في حقيقة الأمور، والبهائية كما تعلمين تؤمن أن الإيمان بأية ديانة يجب أن يكون نتيجة بحث فردي جاد يقرر على أساسة الفرد - بينه وبين ربه بدون تدخل العباد - قناعته أو عدم قناعته بمبادئ أي دين قرر أن يتبعه. فالقناعات والدين مسألة شخصية بحته، وعدم إقبال البعض على اعتناق دين معين لا يضر بحقيقته من حيث المبدأ أو الجوهر

أظن أننا نمر بمرحلة جديدة من النضوج الاجتماعي كمجتمعات عربية. فأنا أرى بوادر التغير والنضوج متبلورة في مفهومنا ووعينا المتزايد لأهمية حقوق الإنسان وحريات الفرد في إطار مبادئنا وقيمنا العربية المستمدة من تاريخ عريق وفكر قادر على استيعاب المرحلة الحالية من تطور المجتمع البشري. إن قضية البهائيين في مصر ما هي إلا أداة لبلورة قضايا ومفاهيم أكثر شمولا من وضع أقلية دينية في مجتمع إسلامي. هي في الحقيقة قضية الإسلام والمسلمين أكثر من كونها قضية البهائيين. فالبهائيين لا يعانون ازدواجية الموقف أو القدرة على إيجاد حلول لمشاكلهم الداخلية في إطار المجتمعات الإنسانية المعاصرة وما تراه هذه المجتمعات نهجا وأعرافا يجب إتباعها للتعايش ضمن أطار القرية العالمية التي صرنا جزءا منها شئنا أم أبينا! إنما بعكس ذلك، فقد أثبتت الديانة البهائية جدارتها كعنصر فعال في هذا العالم الجديد وكشريك في تطوره ونشأته. وأكبر دليل على ذلك ما أدرجه الأخ جورج شكري في مقاله عن اشتراك المجتمع البهائي في النشاطات العالمية

Nesreen Akhtarkhavari said...

تحياتي يا أخ مصطفي وأهلا بك مرة أخرى

هناك دلائل عقلية ودلائل نقلية متعلقة بإثبات أن الدين البهائي دين سماوي منزل من الله ولمراجعة بعض المواضيع التي كتبت بهذا الخصوص يمكنك الاطلاع على المقالات المنشورة على موقع بهاء الله: النبأ العظيم وكاتب هذه المقالات كما يوضح الموقع هو بهائي مصري. ويمكنك ايضا الرجوع الى ما أدرج في موقع الإسلام والدين البهائي

وهناك كتاب جديد ممتاز نشره بهائي مصري صديق باللغة الانجليزية العام الماضي بعنوان Promises Fulfilled: A Comparative Study of Key Religious Topics from the Bible, Qurán, and Baháí Scriptures (Paperback). يمكن الحصول على نسخة من الكتاب عن طريق Amazon.com.

الرجاء إعلامي أذا احتجت مصادر أخرى، أو أردت التواصل مع البهائيين بشكل مناشر