Sunday, January 18, 2015

إعتقال بهائي يمني بتهم باطلة



صورة حامد بن حيدرة وزوجته وبناته الثلاثة -عن جريدة الأيام البحرينية

من المؤسف أن تتبع أجهزة الأمن اليمنية اسلوبا مشابها للأساليب التي تتبعها الحكومة الإيرانية في الحد من حرية أفرادها وتلفيق التهم لهم بغرض الإستيلاء على ممتلكاتهم والحد من حرياتهم.  فلقد تم إعتقال السيد حامد بن حيدرة (كمالي) الذي عاش مع عائلته التي سكنت اليمن منذ في اليمن أكثر من 60 عاما، في مصنعة في اليمن واوقفت أملاكه الأخرى.  وقد أكدت زوجة السيد حامد في رسالة لها نشر بعض من مضمونها في المقالة التالية:  زوجة المتهم الايراني بالتجسس لصالح إسرائيل ونشر البهائية في اليمن توضح عدد من الحقائق
 
  والإتهامات الموجهة للسيد بن حيدرة تهم ملفقة لا تمت للواقع بصلة ومنها العمل لصالح إسرائيل وهذه لا تختلف عن تلك التهم التي وجهتها الحكومة الإيرانية الحالية لمواطنين بهائيين ايرانيين من ضمنهم شيوخ وعجائز يسكونون القرى الإيرانية الفقيرة ويعملون في الفلاحة والرعي و لا يتقنون الإنجليزية ولم يسمعوا بالعبرية ولم يروا جهاز حاسوب في حياتهم ولا هم حتى يعرفون أين تقع اسرائيل على الخارطة
 
. ولقد أكد البهائيون مرارا في اليمن وفي غيرها، وأثبتت هذا السنين الطويلة التي عاشها البهائيون في الوطن العربي بما فيه اليمن، بأن ديانتهم تمنع العمل في السياسية لصالح أي كان كأحد أركان البهائية الأساسية، أنظر المقالة التي نشرتها صحيفة الأيام البحرينية بهذا الخصوص.  هذا يعني عمليا عدم العمل لحساب أجهزة استخبارية أجنبية وأيضا عدم العمل لحساب الأجهزة الأستخبارية المحلية.  ويبدو من الوقائع الحالية في عالمنا العربي المتخبط في التيه والتعصب والعنصرية، أننا عدنا لجاهليتنا القبلية ولم يعد في الوطن مكان للشرفاء الذين يرفضون المزاودة على حساب الوطن وعدم التدخل في الصراع الدامي بين القوى المختلفة التي تطمح في تفتيته كل لمصالحها الخاصة.  نعم البهائيون محايدون يقفون دوما مع الخير والتعايش والوطن الواحد وضد التفرقة والعصبية مهما كان شكلها.  وهل هذه جريمة يحاسبون عليها؟ 
 
ومن الغريب أن من التهم الموجهة للسيد حامد المساس بأمن الدولة، كيف يكون هذا من شخص يعمل الخير في جزيرة عاش فيها مع عائلته ومن قبله والده الطبيب الذي خدم وطنه الجديد سقطري بتفاني واخلاص فمنحه سلطانها حين ذاك الهوية العربية وغير إسمه لأسم عربي (بن حيدرة) عرفانا منه بكل ما قدمه هذا الطبيب وعائلته من خدمات للجزيرة واعترافا له بالجميل، وهذه شيمة عربية يمنية أصيلة طالما إعتز بها اليمنيون بغض النظر عن مرجعايتهم السياسية والعقائدية، فماذا حدث لليمن اليوم حتى يستبدل العرفان بالجميل بالجشع والطمع حتى لو كان من قبل قلة قليلة تسيطر على زمام هذه قضية السيد حامد وتدير رحاها...فإذا به يحبس على ذمة التحقيق لـ 14 شهرا، ويعذب ، ثم تلفق له تهم باطلة لا دليل عليها ولا أساس لها، فتتشرد عائلته ويصير ضحية جديدة من ضحايا الصراع في يمن مهد الحضارات والعدلة والحمية...الله يرحم أيام زمان ويعود لليمن السعيد سعادته ومجده
 
نأمل أن تفرج الحكومة اليمنية عن السيد حامد بن حيدرة وتعيد له اعتباره ، فعالمنا العربي يشهد ما يكفيه من المآسي والمظالم وليس بحاجة للمزيد

No comments: