بيان صحفي لإلهام زوجة حامد بن حيدرة
زوجي حامد كمال بن حيدره مواطن يمني ولد عام 1964 في جزيرة سقطرى. لقد تم القبض
عليه في مقر عمله في بلحاف في تاريخ 3 ديسمبر 2013 واقتيد إلى الحجز في صنعاء في
سجن وكالة الأمن القومي، بعد بضعة أسابيع
قام أربعة رجال مسلحين من قوات الأمن بمداهمة
منزلنا الكائن في المكلا ترافقهم امرأتان من إدارة الأمن والبحث الجنائي
المحلي وقاموا بتفتيش المنزل بأوامر من وكالة الأمن القومي، حيث صادروا الأوراق
وحواسيبنا المحمولة والمعدات الإلكترونية.
لقد منعت من رؤية زوجي طيلة تسعة أشهر، وعندما تمكنت من زيارته أخيرا
أصبت بالصدمة من مظهره حيث فقد ثلاثين كيلو غراما من وزنه وكان يبدو شاحبا ومريضا،
وأخبرني أنه تلقى ضربا مبرحا مدة خمسة وأربعين يوما الأولى من اعتقاله مما أفقده
حاسة السمع في أذنه اليسرى، كما كان يتعرض للصدمات الكهربائية.
يمكنني الإعلان بيقين تام أن زوجي لم يرتكب أية جريمة ولا يوجد أي
دليل يدعم الاتهامات الموجهة ضده. إنه مواطن يمني مخلص لبلده، خدم مواطنيه دون كلل
مؤكدا بذلك القناعة التامة لدى كافة البهائيين في اليمن بأن خير بلادهم وصلاحها
يتم من خلال الأعمال الحسنة الخالصة لوجه الله والسلوك السوي ومكارم الأخلاق. حامد
مواطن يمني بمعنى الكلمة وأب لثلاث بنات، سجل خدماته لبلده يؤكد ولاءه التام وما
يكنه من حب وإخلاص لليمن وأهل اليمن.
أقام والده في اليمن في الأربعينات من القرن الماضي حيث عمل كطبيب
واشتهر لنزاهته ونبل سيرته وصفاته. وتم منحه الجنسية بواسطة سلطان المهرة عيسى بن
علي بن عفرار في سلطنة قشن وسقطرى. عندما ولد حامد في سقطرى كان والداه وأشقاؤه
الأربعة يحملون الجنسية المهرية (جنسية أهل البلد)، وبالتالي ولد حامد مواطنا
أيضا. فيما بعد تم تحويل جنسيته إلى جنسية
اليمن الجنوبية ولاحقا إلى اليمنية إثر توحيد شمال اليمن وجنوبه في 1990. لقد منح السلطان لوالد حامد اسمه اليمني تكريما
له وعرفانا لحبه لبلده الذي أقام فيه وعاش من خيراته. لذا فإن اتهام حامد بتزوير
الوثائق وتغيير اسم والده للحصول على الجواز اليمني وبطاقة الهوية لا أساس له من
الصحة بتاتا.
لقد تم اتهام زوجي بالتجسس لإسرائيل،
والرغبة في المساس بأمن واستقلال الجمهورية اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها، وذلك
محض بهتان بيّن؛ فمن المبادئ الأساسية التي يعتقد ويتمسك بها البهائيون والمعروفة
عنهم هو تجنب أي نشاط سياسي على كافة المستويات. إننا ننظر إلى الحكومة باعتبارها
نظاما أقيم للحفاظ على خير وسعادة المجتمع الإنساني وتقدمه المنتظم. حامد لم يعمل
أبدا لأي بلد أجنبي سواء لإسرائيل أو لسواها، كما لم يقدم على أي عمل ولم يتخذ أية
خطوة تنتهك إخلاصه وولاءه لليمن؛ فمثل هذا الانتهاك ممنوع بشكل واضح في الدين
البهائي.
حامد لم يحرض أحدا على التخلي عن الإسلام؛ فكمبدأ
أساسي نحن لا نتدخل في مثل هذه الأمور لأن ديننا يمنعنا من تحريض الآخرين على
اعتناقه. إن البهائيين في اليمن آمنوا بمحض إرادتهم وبقناعتهم الشخصيّة.
أخیرا، أود أن أؤكد لكم أن البهائيين لا يعارضون الإسلام، فلو تحرى
المرء بنزاهة وتحقق بإنصاف لن يحصل على أي دليل على مثل تلك المعارضة. البهائيون
يكنّون كل المحبة والتجليل للإسلام ولرسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم).
الكتابات البهائية تشيد بالإسلام فهو "دين الله المبارك المنير" وأن محمد (صلى الله عليه وسلم) "سيد العالم وعلة وجود الأمم"
و "
سراج الله بين العباد ونوره في البلاد"
"
الذي بظهوره تزينت الأرض وبصعوده وعروجه تشرفت الأفلاك"
" وبه سالت
البطحاء وابتسم ثغر الحجاز وبه نُصبت راية الحقيقة ونكس علم المجاز"
"وبه نصب علم التوحيد بين الأديان"
أثناء محاولاتي لمساعدة زوجي قوبلت بكثير من محبة وتعاطف أهل اليمن
الشرفاء ونعلم أن العدالة والإنصاف من القيم العظيمة التي يتحلى بها اليمنيون إلى
أبعد حدود. في الوقت الذي يمر فيه اليمن بالكثير من الفتن والنزاعات وسفك الدماء
بسبب التعصبات الطائفية والقبلية والانقسامات السياسية؛ فإن الكثير من اليمنيين
بما فيهم البهائيون يعملون على إرساء أسس السلام والتصالح. لقد اتهم زوجي بالظهور
بمكارم الأخلاق في حياته اليومية، منذ متى أصبحت "مكارم الأخلاق " جريمة
تستحق العقاب؟! أليست الأخلاق السامية
العالية هي بالتحديد ما تحتاج إليه بلدنا أكثر من أي وقت مضى؟!
4 comments:
لا يخفى عن اي شخص يراقب الاحداث والمشاكل في اليمن, بان تلك البلاد تمر في اوقات عصيبة (مثل باقي الدول في تلك المنطفة) و اتسائل مع نفسي ياترى ... هل هناك من يجري في باله احتمالية (ولو صغيرة) بان الله ربما لم يعد يشملهم برضائه رغم رحمته الواسعة و عطفه ؟
الهذا السبب يتمادون في غيهم واستبدادهم؟
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2015/01/150121_yemen_president_status
شكرا على التعليق عبير، اليمن بلد جميل وذو حضارة عريقة وناس في الغالب طيبيين. إنها السياسة، والتعصب، والجهل،آفات ننخر جسد الوطن الواحد وتقود عالمنا الإنساني للتهلكة والعذاب. فبدل أن نفرق بين أفراد الوطن الواحد، يا ليتنا نبحث عن طرق توحده وتنشر البر والخير بين ناسه كما كان يفعل حامد بن حيدرة ومن قبله والده وغيرهما من إبناء الوطن الجميل
Yemeni Government Collapses as President and Prime Minister Resign
http://www.nytimes.com/2015/01/23/world/middleeast/yemen-houthi-crisis-sana.html?emc=edit_au_20150122&nl=afternoonupdate&nlid=62297738&_r=0
الله يحمي اليمن وأهلها وخاصة المواطنين المساكين وعائلاتهم...إلى متى يا عالمنا العربي؟ وإلى أين؟
Post a Comment