Wednesday, October 11, 2006

البهائية وإسرائيل


لقد ذكرت المصادر البهائية مرارا أن البهائيين لا ينضمون للأحزاب السياسية ولا يتدخلون في السياسة، ولا يقبلون وظائف مثل وظيفة الوزير او السفير او عضو مجلس الشعب او أي وظيفة لها علاقة مباشرة بالسياسة، ولا يطمحون بإنشاء أحزاب سياسية في العالم العربي. فهم كما نعلم لم ينشئوا أي أحزاب سياسية في أي من دول العالم التي يتواجدون فيها، رغم أن الكثير منها يسمح بحرية مثل هذا العمل. وهذا دليل على عدم رغبتهم في التدخل في سياسات العالم العربي. والبهائيون ملزمون، حسب ما نصت عليه تعاليم دينهم بإطاعة حكوماتهم وقوانينها والولاء التام للأوطان التي يعيشون فيها. فبالإضافة إلى اعتبارهم حب الوطن من الإيمان، يرى البهائيون أنهم مسئولون أيضا أمام الله أن يحبوا ويسعوا إلى خدمة كل خلقه بدون تمييز أو عنصرية

ومن التهم التي تلصق بالبهائيه جزافا هي أن البهائيين عملاء لإسرائيل وأنهم دعموا تأسيس دولة إسرائيل ولهم علاقة تاريخية وثيقة بالصهيونية. وهذا ما تؤكد عدم صحته المصادر البهائية. وفيما يلي بعض ما يوضح هذا الموقف . لمزيد من ألادلة اضغط هنا

أن وجود المركز الاداري للدين البهائي في إسرائيل يدفع البعض لإثارة التساؤلات حول علاقة البهائيين بإسرائيل. ومن المؤكد تاريخيا أن نفي حضرة بهاء الله الى عكا لم يكن برغبته واختياره وإنما تم بأمر من السلطان العثماني حيث كانت مدينتا عكا وحيفا في فلسطين ضمن املاك الحكومة العثمانيه آنذاك، أما إسرائيل فقد قامت في عام 1948 أي بعد مرور 56 سنه من وفاة بهاء الله و27 سنه من وفاة ابنه عبد البهاء. إن ارض فلسطين كانت ومنذ قديم الزمان مكانا مقدسا لاتباع الديانات المختلفة، فهناك المعابد المقدسة لليهود ومكان ميلاد ودعوة وصعود المسيح ومكان اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين للمسلمين، ومحل إسراء الرسول الكريم. فهي أماكن مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء. أما بالنسبة للبهائيين فان المراقد الشريفه لحضرة الباب وحضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء موجودة فيها. ولقد حدث هذا نتيجة تواجد البهائيين في الأماكن المقدسة بأمر من الحكومة العثمانية وذلك قبل ثمانين عاما من تأسيس دولة إسرائيل. وهذا التواجد ليس دليلا على تعاون البهائيين مع دولة إسرائيل. فكون الأراضي السعودية مزارا للحجاج المسلمين لا يعني أن لكل منهم علاقة سياسية مع الحكومة السعودية

أما عن علاقتهم الحالية مع دولة إسرائيل، فإن واقع وجود المركز الإداري والروحي للبهائيين في حيفا يوجب عليهم الاتصال بتلك الدولة من اجل المحافظه على حقوقهم المادية والمعنوية ومعرفة الالتزامات القانونية الواجب عليهم إتباعها، مثلهم في ذلك مثل بقية المؤسسات الدينية وغير الربحية، الإسلامية وغير الإسلامية منها والتي تخضع لقوانين تلك الدولة وإرشاداتها. أما فيما يتعلق بالادعاء بأن إسرائيل أعفت الأماكن المقدسة للبهائيين من دفع الضرائب واعفت مواد البناء الخاصة بالابنيه البهائيه من دفع الجمارك، فمن المعلوم أن جميع الأماكن والعتبات المقدسة الدينيه في العالم معفيه من دفع الضرائب والرسوم الحكوميه وما تقدمه إسرائيل فيما يتعلق بالأماكن المقدسة البهائية ليس استثناء للبهائيين، وإنما هو تماشيا مع سياستها بخصوص باقي الأماكن المقدسة في إسرائيل، ومن ضمنها الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين

أما فيما يتعلق بتنبؤ حضرة عبد البهاء بعودة اليهود إلى فلسطين فقد جاء في أحد بياناته ما نصه: " هنا فلسطين ، انها ارض مقدسه ، عما قريب سيرجع اليهود اليها . جميع هذه الاراضي القاحله ستعمّر وتزدهر . سيتم جمع قوم اليهود وستصبح هذه الاراضي مركزا للصناعة ومحلا للإبداع". إن هذا التنبؤ لا يعني تدخله في تحقيق ذلك. فهو كشخص ملهم كان على بصيرة بما سيحدث في المستقبل وأشار إلى حدوثه. فمعرفتنا بأن الشمس ستغرب في المساء لا يعني بان لنا يدا في غروب الشمس. والرسول محمد (صلعم) له عدة نبوات منها هزيمة الروم من الفرس ثم انتصارهم بعد ذلك، ولكن هذا لا يعني بأنه كان متواطئ مع الروم؟ كما تنبأ حضرة بهاء الله بكل وضوح في رسائله إلى ملوك العالم بأحداث تاريخية مهمة منها سقوط نابليون والخليفة العثماني ووزرائه، وذلك دون أي تدخل شخصي منه في سقوط هؤلاء. رسائل حضرة بهاء الله لملوك وقادة عصره

أن اتهام البهائيين بالمشاركة في تأسيس دولة اسرائيل باطل، تدعم بطلانه الوقائع والمستندات التاريخية: فبالإضافة إلى ما تم الإشارة له سابقا عن كيفية وظروف استقرار الدين البهائي في إسرائيل، يوضح البيان الذي أرسله حضرة شوقي أفندي،المرجع الرسمي الأعلى للبهائيين في العالم آنذاك (عام 1947م) إلى رئيس اللجنة الخاصة بتأسيس إسرائيل في عصبة الأمم المتحدة موقف البهائيين ومطالبهم . وجاء في هذا البيان أن: ".. البهائية لها وضع فريد من نوعه في فلسطين..فان وجود ثلاث رفات للرموز الرئيسيه في الدين البهائي في فلسطين يجعلها مكانا ً ومزارا لألوف البهائيين في العالم . بالإضافة إلى ذلك فان المركز الاداري الدائم وقبلة البهائيين تقعان في فلسطين أيضا. ولهذا فأن أهمية هذه الأرض وحقوق البهائيين فيها تفوق الاديان الاخرى . وبناء عليه فان فلسطين لها مكانة خاصة في قلوب الملايين من اتباع حضرة بهاء الله في شتى انحاء العالم." وشرح حضرة شوقي أفندي في هذا البيان أن : " هدف الدين البهائي هو استقرار السلام العالمي وتحقيق العدالة في جميع جوانب الحياه بما فيه الجانب السياسي. إن البهائيين لا ينحازون لأي طرفي النزاع سواء الى الجانب اليهودي او الاسلامي وانما يتمنون ان يعم السلام والعداله بينهم. أما ما يتم اتخاذه من قرارات حول مستقبل فلسطين فان ما يهم البهائيين هو ان الحكومة التى ستتولى شئون مدينتي عكا وحيفا، عليها أن تأخذ بعين الاعتبار أن المركز الروحي والاداري للدين البهائي العالمي يقع في هاتين المدينتين، وان هذا المركز له الاستقلاليه التامة وهو المسئول عن ادارة شئون الجامعة البهائيه في العالم وعلى السلطات السماح للبهائيين السفر من اجل زيارة اماكنهم المقدسة وتيسير امورهم مثلما يحدث لليهود والمسلمين والمسيحيين أثناء زيارتهم لمدينة القدس." إن محتويات هذا البيان الصادر عن المرجع الرسمي والقانوني للدين البهائي الى مرجع رسمي اخر وفي وقت حساس جدا كانت تتأسس فيها دولة إسرائيل، يوضح موقف الدين البهائي من الاحداث التي وقعت آنذاك. وكما هو واضح، ليس في هذا البيان أي إيحاء بوقوف البهائيين إلى جانب إسرائيل واليهود ضد العرب والمسلمين. بالإضافة إلى أن عدد البهائيين القليل ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لم يكن ليؤهلهم بالتدخل في مثل هذه الأمور السياسية، فإن البهائيين، وطبقا لتعاليم دينهم الصريحة، ممنوعون منعا باتاً من التدخل في الامور السياسيه أيا كانت، أو الانضمام الى الاحزاب السياسية. وفلقد كان للجماعة البهائية في فلسطين علاقة طيبة مع جيراتهم العرب، وهناك العديد من شهود العيان الذين دونوا ونشروا ما يوضح طبيعة العلاقة الودية الوطيدة والاحترام الذي كان يكنه سكان المنطقة والعديد من وجهاء العرب وخاصة الفلسطينيين لحضرة عبد البهاء الذي عاش ومات بينهم. علاقة حضرة عبد البهاء بمعاصريه من العرب

وأود أن أوضح هنا بأن نشري لهذا التوضيح فيما يختص بعلاقة البهائيين بإسرائيل هو من باب العلم بالشيء فقط وليس محاولة لإرضاء العقول المريضة التي لا تتوانى عن خلق التهم الملفقة ضد الآخرين في محاولة لإثبات ادعاءات هم يعرفون تمام المعرفة عدم صحتها. فكما نعلم خير العلم، أن الموضوعية والاستناد للحقائق ليست بالضرورة ما يعتمد عليه أولئك الذين يحترفون التلاعب بمشاعر وأفكار الآخرين لتحقيق أغراضهم السياسية تحت شعار الحفاظ على الدين وحماية الإسلام. والإسلام في نظري بريء من مثل هذه الممارسات، وعلى أولئك الذين يحرصون فعلا على الإسلام أن يدافعوا عنه وينشروا رسالة المحبة والإخاء التي عانى من أجلها الرسول الكريم، وأن يعملوا على الحد من الممارسات التي تضر بالإسلام ورسالته النبيلة حتى يستطيع الإسلام أن يستعيد مكانته في نظر شعوب العالم ويستمر في المساهمة في إثراء الحضارة الإنسانية وخدمة البشرية

14 comments:

Anonymous said...

Thank you so much for clarifying this important subject. Your research and explanations of these important issues illustrate a solid foundation of facts and intellectual honesty.

Anonymous said...

أعجبتني المقالة لما فيها من توضيحات منطقية وأنا ايضا اعتقد وأشاركك الرأي بأن هناك العديد ممن يلفقون الإتهامات عن الغير لمصالحهم الشخصية حتى بعد علم إما للمناصب أو الربح المادي أو تملقا لآراء الغير أو مجرد عن كراهية أو حسد أو خوف أو جهل

وأعجبني ايضا انك ذكرت ماقاله عبد البهاء بالنص رغم حساسية الموضوع وهذا يظهر لي انك (انكم) لا تحاولون إخفاء الأشياء أو الإحتفاظ بالأسرار ... ولكني أردت ان اذكر بأنك تتحدثين عن البهائية وكأنها دين سماوي.. فهل دليلك على ذلك تحقق نبوءات عبد البهاء أو كما ذكرت ايضا نبوءات بهاء الدين؟ المعذرة .. لا اتهمكم بالسطحية ولكن أرجو أن يكون هناك اسباب اعمق لأعتقادكم بأن البهائية هي دين

خلدون

Nesreen Akhtarkhavari said...

شكرا لك يا أخ خلدون على رأيك ومشاركتك. أما فيما يتعلق بكون البهائية دين، فسوف أحاول أن اوضح هذا في المقالات القادمة إنشاء الله

Anonymous said...

الاتهامات بالعمالة و حتى بأن الموبقات الأخلاقية هي جزء من عقائد الآخرين هو شيء يحدث على مر التاريخ بين أتباع الديانات المختلفة.

كنت وضحت في مقالة أن بهاء الله نفي من موطنه الاصلي إلى فلسطين و لم يخترها و أن ذلك كان قبل إعلان وجود إسرائيل؛ لكن ماذا نفعل و تظرية المؤامرة تأكل عقول الناس الذين لا يكلفون انفسهم مشقة الاطلاع السطحي على تاريخ منطقتهم.

خلدون،
لا يوجد دليل على أن أي ديانة في العالم هي دين سماوي أو غير ذلك. كلمة "دين سماوي" نفسها غير موضوعية لأنك لا يمكن أن تتخيل أن يؤمن شخص بدين و هو يظن أنه خدعة! كل دين من وجهة نظر المؤمنين به هو دين سماوي و الجدال في هذا الموضوع أو محاولة تطبيق معايير "سماوية" دين على دين آخر هو عبث لا طائل منه.

Anonymous said...

أظن ممكن التعامل مع كلمة سماوية على أن لها معنى كتصنيف للأفكار الأساسية في الديانة، فبعض الديانات الشرقية عبارة عن فلسفات لا تستمد أهميتها من كائنات غير بشرية محملة برسالة. و نسبة كبيرة من الديانات القديمة ليس لها نبي و لحظات وحي و رسالة رغم وجود آلهة مستعد أتقبل استخدام سماوية بمعنى ديانة تم نشسرها عن طريق رسول محمل برسالة من السماء بعثت اليه مباشرة.

و طبعا هنا المعيار هيكون تصور أتباع الديانة عن الديانة و ليس تصور طرف آخر.

Anonymous said...

تعليقين

أخت نسرين: اعتقد ان عبد البهاء لم يكن هو الذي "تنبأ" برجوع اليهود الى فلسطين لأن هذا موجود في الكتب المقدسة ومنها القرآن الكريم

وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لفيفاً (الإسراء)‏

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار (الحشر)‏

وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (الإسراء)‏‏ ‏


وهناك ايضا وعود في التوراة والإنجيل فيما يخص ما يسمى بـ"انتهاء وقت العمالقة" ورجوع اليهود الى فلسطين كأحدى علامات قدوم المخـّلص أو المعزي

------

اخ علاء

قد تبدو بعض الديانات الشرقية اليوم وكأنها فلسفات حسب الظاهر اكثر من ان تكون ديانات ... ولكن يجب ان لا ننسى قدم عهدها وعدم بقاء كتبها وتواريخها بالنقاوة الأصلية التي كانت فيها قبل خمسة آلاف سنة أو أكثر مما اتاح ان تدخل فيها المئات من التفاسير الشخصية من أفراد ضنوا انهم فهموا ما جاء به البوذا أو كرشنا واتخذوا على انفسهم ان يشرحوا ويفسروا ذلك للعوام ..وبمرور القرون .. أصبح ما تبقى عند العوام اليوم أشبه بفلسفة دعتنا أن نتصور بأنها ليست أديان .. ولكن المنطق وايماننا برحمة الخالق، يجعل من الصعب علينا ان نتصور بأن الله عزوجل ترك ايا من الشعوب لآلاف مؤلفة من السنين من غير اية هداية سوى بعض الفلسفات الأنسانية

فيصل

Anonymous said...

A truly enlightened group of bloggers. Thank you all for your wise comments. One can see clearly that Egypt's future will not go to waste.

I am sure that Nesreen will address the question of divinity of the religion quite well, but in the interim, I would like to say that the proof of the divinity and truth of any religion lies in its influence on the world and in its teachings, and whether or not it survives all the persecutions, challenges and opposition. If a religion is a true one, it will last and expand, and its followers will manifest its teachings in their actions. If it is false, it will vanish.... You can judge the tree by its fruits....

For example, despite of all the hateful opposition to Islam in the West nowadays, it continues to grow and flourish--Islam is now the fastest growing religion in America! The same stability and constant expansion apply to Christianity and the Baha’i Faith, Christianity being geographically the most widespread religion and the Baha’i Faith as the second-most widespread religion in the world.

Nesreen Akhtarkhavari said...

في البداية أود أن أتقدم لكل من علاء وألف بجزيل الشكر لطرحهم قضية البهائيين والسماح بمناقشتها بشكل موضوعي على صفحات مواقعهم. شكرا لموضوعيتكم ومواقفكم المشرفة. وأود أن اشكر أيضا جميع المشاركين الآخرين على مداخلاتهم وملاحظاتهم القيمة

فيما يلي بعض ما يمكن اعتباره من المميزات المشتركة لما قد يعرفّه البعض بدين سماوي

ترقب الناس الحدث عظيم بشكل من الأشكال

توفر رسول يأتي بشرائع وأحكام وأركان دين جديد (من عبادات وممارسات وغيرها) مع تصديق الرسالات السماوية السابقة والدعوة إلى احترام رسلها وأتباعها

أها كتابها الخاص (أو كتبها) التي يؤمن أتباعها بأنها منـّزلة أو موحى بها من الله وتتضمن دعما لما جاء في الكتب السماوية التي سبقتها وفيها أيضا بعض النبوءات بأحداث مستقبلية

لها نظامها الإداري الذي يحكم سير الأمور المتعلقة بأتباع الدين وإدارة شؤونهم

يتعرض الرسول للعذاب والمشقات خلال رسالته ويقدم أتباع الديانة الجديدة العديد من التضحيات الجسيمة في الفترة الأولى من الرسالة حيث تتعاضد القوى السياسية والدينية وخاصة في وطن الرسول وبين قومه للقضاء على الرسول وديانته واضطهاد إتباعه والعمل على منع انتشار الدين الجديد

تنتشر الديانة الجديدة رغم ما تقوم به الجهات المعارضة من محاولة قمعها ويكون لها تأثيرا إيجابيا على المجتمعات التي تزدهر فيها

يواكب الرسالة الجديدة نهضة علمية واكتشافات تؤدي إلى تطور سريع في مجال الحضارة الإنسانية

يسبق مرحلة الازدهار والرخاء الإنساني الذي يلحق عادة انتشار الرسالة السماوية الجديدة فترة من الصعوبات التي تتعرض لها البشرية استعدادا لترك القديم وتقبل الجديد -كمرحلة مخاض

لمزيد من التفصيل بهذا الصدد يمكن قراءْة أكثر من مقال منهم المقال المنشور على http://albahaiyah.global-et.com/arabic/tr_ar.htm ومقال آخر نشره الأخ بيلو على الوصلة التالية http://bahai-egypt.blogspot.com/

وربما نستطيع من خلال مراجعة هذه الشروط وغيرها أن نفترض أن دينا من الأديان سماويا. ولكنني أرى أن هذه المسألة مرتبطة بقناعة الفرد الشخصية. فعليه فقط تقع مسؤولية اختيار العقيدة التي يقرر الإيمان بها وتطبيق ما تفرضه هذه العقيدة من التزامات نحو الله والآخرين

ورغم أن البهائيين يؤمنون بما يعتبرونه ديانات سماوية سابقة، إلا أنهم لا يتوقعون أن يؤيدهم كل أتباع هذه الديانات ويتفقوا معهم ويشاركونهم قناعاتهم لان هذا يعنى إيمانا هؤلاء الأفراد بالدين الجديد. ومع أننا لا نعترض على ذلك، بل كأتباع كل الديانات الأخرى، نرحب به، فإننا نأمل من إتباع الديانات التي لا تتفق معنا أن تعمل جاهدة كما نحن نعمل على إيجاد الأمور التي نتفق عليها والتعاون على خدمة الإنسانية التي ننتمي لها جميعا. فما هي في رأيكم الضروف التي ستهيئ المجتمعات البشرية لمثل هذا التعاون وبالخصوص مجتمعاتنا العربية؟

Anonymous said...

علاء، موضوع الأنبياء يبدو لي أنه خاص بديانات الشرق الأوسط.

لكنه لا يعني أن الديانات الأخرى ليست سماوية من وجهة نظر أصحابها.

مثلا، معظم الديانات القديمة (الطبيعية) مثل الهندية ليست لها أنبياء و لا مؤسسين و لا لحظة بداية و نصوصها المقدسة جمعت على مدد طويلة (الديانة المصرية القديمة كذلك مثال لكنه منقرض)

لكن الإله أو الآلهة في هذه الديانات توحي للبشر تصرفات معينة و تلهمهم. و أحيانا تتجسد الآلهة نفسها لتعلم البشر (كرشنا عاش وسط البشر لفترة مثل المسيح)

أو خذ مثال الديانة اليابانية التي فيها الإمبراطور هو سليل مباشر لإلهة الشمس و منها يستمد سلطته.

هذا غير العقائد التي بدأت كفلسفات حياتية تركز على الجوانب الأخلاقية و الاجتماعية (باعتبار أن "الدين المعاملة" و "الله محبة") و لم تهتم كثيرا بالعالم غير المادي و لا بوجود إله من عدمه (الغيرإلهية) مثل البوذية و الكنفوشية، لكنها مع هذا توجد فيها مذاهب تميل إلى تقنين عبادات (طقوس) و تزيد من الاهتمام بالجانب المتافيزيقي.

موضوع لحظة بداية الدين نفسه مشابه لتقسيم الإنسان للوقت.

بالمناسبة الكنفوشية ديانة بيروقراطية إدارية موجهة لموظفي الحكومة الغلابة. أدعو لأن تكون الدين الرسمي للجهاز الحكومي المصري بالخمسة ملايين تابع :)

Nesreen Akhtarkhavari said...

فيما يتعلق بتصنيف "سماوية"، أعتقد بأن الأمر كما قال علاء،يعتمد على وجود رسول ينقل رسالة من السماء (ألله) إلى البشر لتفسير ماهية علاقتهم بالله وتنظيم علاقاتهم بالآخرين. وكما ذكر ألف تشترك هذه الديانات في كونها ديانات شرقية وما يربطها ببعض هو مبدأ ترابط الوحي واستمرارية الرسالة من نفس المصدر. فهذا ما تقوم عليه الرسالة البهائية متمحورة حول مبدأ وحدة الله (المصدر) ووحدة الدين (الرسالات) ووحدة البشر. و نرى عند الإمعان في حقيقة هذه الأديان مجردة من خزعبلات ما أضافه إليها كهنتها وشيوخها لدعم مصالحهم الخاصة، أن جوهر ما تدعو إليه واحد، وما يختلف هو القوانين الاجتماعية التي تنظم تعامل البشر مع بعضهم البعض. فتحمل الرسالة الجديدة (أي كانت) معلومات أكثر شمولية تتفق مع مدى نضوج البشرية العقلي والذهني وقدرة وعيهم الفردي والجماعي بشكل عام على استيعاب هذه المعلومات وتطبيقها. إن استمرارية الوحي مسألة جذرية في الديانة البهائية وترتبط بما يدعى عهد الله مع عبادة (بأن يستمر بتجديد المعلومات وإرسال الوحي للبشر خلال فترات زمنية معينة –بشكل عام). ويفرض الإيمان بمبدأ الوحدة هذا على البهائيين احترام جميع الرسل والرسالات السماوية وغيرها، ولا يترك لهم المجال لتبني الأفكار العنصرية أو التفرقة بين الناس اعتمادا على مبدأ " الوحدة" المساواة بين البشر. أما مسالة الإيمان فيعتقد البهائيين أن البشرية بلغت مرحلة من النضوج تؤهل أفرادها أن يتحروا حقيقة الأديان بأنفسهم ويحددوا علاقتهم الشخصية مع الله. وإذا اختاروا أن ينتموا للجامعة البهائية فلا بد أن يلتزموا بالقوانين التي تحكم نمط حياة هذه الجامعة، وأعتقد أن هذا مستلزم ضروري لتماسك أية جماعة تحاول خلق نظام اجتماعي جديد ونشر معتقداتها التي تتمثل في محاولة لنشر مبدأ الوحدة سابق الذكر ودعوة الآخرين لنبذ التعصبات والعمل المشترك لخدمة البشرية والارتقاء بإنسانية الإنسان بغض النظر عن أصله أو معتقداته

وكما ذكرت سابقا نلاحظ أن الديانات "السماوية"تؤكد مصداقية الديانات التي سبقتها، ويكمن وجه الخلاف مع الديانات التي أتت بعدها في اعتقادها بأنها آخر هذه الديانات. وتختلف البهائية عن ما هو متعارف عليه حاليا من قبل الديانات السابقة بإيمانها باستمرارية الوحي مع اشتراطها مرور فترة زمنية معينة قبل حدوث ذلك وفي حقيقة الواقع نحن لا نعلم كيف سيطبق أتباع البهائية هذا المبدأ عند ظهور الرسول الذي سيأتي بعد بهاء الله في المستقبل!. فلو دققنا النظر نرى أن إتباع جميع الديانات ذكرت عودة أو رجوعا للوحي (من نوع ما) متمثل بالرسول أو غيره. المشكلة أن معظم أتباع هذه الديانات رفضوا، في كل مرحله، الدين الجديد لعدم الانطباق الحرفي لما اعتبروه شروطا يجب تحققها في الرسول الجديد

فالبهائية هنا ترى أن منبع الرسالة واحد وأن الرسل يشتركون في كونهم المبلغين لهذه الرسالات فهم سفراء نفس المصدر وتتحف فيهم شروط وصفات معينة تؤهلهم لاستيعاب مضمون الرسالة ونقلها للناس

أما بخصوص الديانات الأخرى غير الديانات التي يصنفها المسلمون اليوم بأنها ديانات سماوية كالديانة الزرادشتية والبوذية، فكما ذكر الأخ فيصل تبدو بعض هذه الديانات اليوم وكأنها فلسفات حسب الظاهر ولكن مصدر العديد منها باعتقاد البهائيين نفس المصدر الذي جاءت منه الديانات السماوية الثلاث المتعارف عليها. وأظن أن علينا أن نؤكد بان تصنيف ديانة أو معتقد ما بسماوية أو غير سماوية يجب أن لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الطريقة التي نتعامل فيها مع أتباع هذه الديانة أو المعتقد

Nesreen Akhtarkhavari said...

لو صارت الكنفوشية يا أخ ألف الديانة الرسمية للحكومة المصرية وطبقت موضوع "الامتحان الإمبراطوري" كم برأيك من الموظفين الغلابه سوف يجتازوا هذا الامتحان؟ :( فهو يظهر كان صعب ومتطلباته كثيره

مع تحياتي

AG said...

تعريف علاء للديانات السماوية تعريف إسلامي تماما، بعض النظر عن أن مصطلح"ديانات سماوية" لم يظهر إلا مؤخرا. المسيحية كما يؤمن بها المسيحيون ليست دينا سماويا، حيث لا يوجد رسول (على الأقل ليس يسوع الذي مات على الصليب). على العموم، تعريفك يشمل البهائية ضمن الديانات السماوية، وهو على كل يرتكز أكثر ما يرتكز على التراث الديني الإسلامي-المسيحي-اليهودي.

مصطفى مثلا متأكد منذ فترة أن المصري يعبد ختم النسر.

سعيد بالمصريين الذين يدونون عن بهائيتهم.

Anonymous said...

في وسط معاناة وارهاق ذهني لمحاولة اثبات اذا كانت البهائية دين سماوي أم لا، ووسط العديد من الآراء حول السماوية والأرضية والوضعية والفكرية، ووسط اِنصاف القليلون وتعصب الكثيرون، ظهرت لي هذه الفقرة لتقلبني رأسا على عقب.

الفقرة من كتاب
One Common Faith
وهو كتاب رائع أقوم حاليا بقراءته وكم أشعر بالرغبة الشديدة في ترجمته الى العربية، ولكنني أخشى على اسلوبه المنمق من عربيتي الركيكة. لذلك سأدرج هذه الفقرة بالانجليزية:

Everything in its history has equipped the Bahá’í Cause to address the challenge facing it. Even at this relatively early stage of its development—and relatively limited as its resources presently are—the Bahá’í enterprise is fully deserving of the respect it is winning. An onlooker need not accept its claims to Divine origin in order to appreciate what is being accomplished. Taken simply as this-worldly phenomena, the nature and achievements of the Bahá’í community are their own justification for attention on the part of anyone seriously concerned with the crisis of civilization, because they are evidence that the world’s peoples, in all their diversity, can learn to live and work and find fulfilment as a single race, in a single global homeland.

Nesreen Akhtarkhavari said...

فيما يلي محاولتى ترجمة النص الانجليزي المدون أعلاه

كل ما يتعلق بتاريخ الدين البهائي هيّئه لمعالجة التحديات التي تواجهه. حتى في هذه المرحلة المبكرة من عمره ورغم محدودية مصادره، يستحق الدين البهائي، بكل جدارة، الاحترام الذي يحوز عليه. فليس من الضروري أن يتقبل المراقب لنشاطات هذا الدين كونه دينا سماوي المصدر حتى يقّدر ما انجزه. فحتى لو تم النظر إلى الدين البهائي كظاهرة دنيويه، فإن طبيعة وإنجازات هذه الجامعة هو ما يؤهلها لان تكون محل اهتمام المعنيين بجدية بالأزمة الحضارية التي يواجهها عالمنا، لأن هذه الجامعة تمثل الأدلة التي تثبت أن شعوب العالم، رغم تنوعها، يمكنها أن تتعلم كيف تعيش وتعمل وتشعر بالرضا عن كونها شعب واحد يعيش في وطن عالمي