Monday, December 04, 2006

قضية البهائيين: مصرية حتى النخاع


لقد تم تأجيل القضية المتعلقة بحق البهائيين المصريين بتدوين ديانتهم في البطاقة الرسمية حتى تأريخ 16 ديسمبر من هذا العام. وكان ذلك بناء على مستندات قدمها محامي البهائيين الأستاذ لبيب معوض. وتمت إجراءات الجلسة في جو يعمه الهدوء نتيجة حزم القاضي وإمساكه بزمام الأمور

وتستمر قضية البهائيين المصريين باحتلال قسط وافر من الاهتمام في الصحافة المصرية والإعلام العربي. فلقد نشرت جريدة إيلاف يوم الأحد الموافق 3 ديسمبر مقالا مفصلا كتبه الأستاذ نبيل شرف الدين يتعلق بالقضية بعنوان الحكم في قضية إثبات البهائية 16 ديسمبر. وتأتي هذه المقالة ضمن العديد مما كتب عن البهائية في مصر في الآونة الأخيرة بين معارض وموافق في ما يتعلق بحقوقهم كمواطنين مصريين. وكانت إيلاف من أول الجرائد المصرية التي تطرقت لقضية البهائيين في مصر ونشرت معلومات موضوعية وصحيحة في ما يتعلق بمعتقداتهم وقضيتهم وغطت ردود فعلهم خلال الاحدات اللبنانية الاسرائيلية الاخيرة

ومن الجدير بالذكر أن البهائيين المصريين يرون في معاناتهم الحالية على يد من يحالوا طمس معالم الدين البهائي في مصر انتصار وسببا في نشر دينهم وتعريف العامة به وبمبادئه. فلقد نشر بهائي مصري في مدونته مقالا بعنوان "تسلم أيديكم" جاء فيه ما يلي

في محاولة لمعرفة مدى تأثير هذه القضية الأخيرة على مستخدمي الانترنت مثلا قمت باستخدام "جوجل ترندز" لأجد هذه النتيجة للبحث عن كلمة “البهائية” بالعربية. طفرة رهيبة خلال شهور ابريل ومايو ويونيو. مصر في قمة البلاد بحثا عن هذه الكلمة. ردود الفعل عن البرامج التليفزيونية على دريم وأوربيت والتليفزيون المصري كلها تتبنى نفس الشعور: تعاطف مع البهائيين في مواجهة من يعتقدون انهم يمثلون بغوغائيتهم الدين الإسلامي الجميل البعيد كل البعد عن عصبيتهم. تكتسب قضية البهائيون وحقوقهم في الحصول على أوراقهم الثبوتية يوميا مناصرين جدد من مختلف الاتجاهات، الكل يطالب بالمساواة والحرية والإخاء والتسامح والحقوق لجميع المصريين دون تمييز على أساس العقيدة. أليست هذه أهم مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي هي المصدر الرئيسي لتشريع بلادنا؟

إلى كل من امسك شعلة وأضرم النار في جسد المجتمع البهائي المصري. لقد جعلت منه منارا لهذا الدين. تسلم يدك

وكما تروا أعزائي القراء فأن قضية البهائيين المصريين قضية مصرية بحثه وجزء من وعي الشعب المصري ومطالبته بحقوقه وحقوق أقلياته، فهذه سمات الدول المتحضرة. فكما هو واضح فان محامي البهائيين ليس أمريكيا وإنما مصري أصيل عُرف بالنزاهة والدفاع عن الحق وحريات المصرين الشخصية، والصحفي الذي يعرض قضية البهائيين مصري تهمه نزاهة الصحافة المصرية وتوصيل المعلومة الصحيحة للقاري المصري فهذه مسئولية وطنية ودينية، ولجنة الحقوق الشخصية لجنة مصرية يهمها حقوق كل المصريين بغض النظر عن عرقهم ودينهم. ومن الجدير بالذكر أن أول من دافع عن حقوق البهائيين على شبكة الانترنت لم يكن البهائيون أنفسهم، وإنما أصحاب المدونات المصرية الشجعان الذي رأوا في الدفاع عن حقوق البهائيين دفاعا عن مصر وحرية المصريين جميعا

أن الادعاءات البطالة عن علاقة البهائيين بدول الغرب التي تدعم قضيتهم للقضاء على الإسلام والمسلمين بدأت تفقد رونقها. فهي من الأساس مخالفة تماما لما يؤمن به البهائيين في جميع دول العالم الشرقية والغربية وغيرها والذين يكنون الاحترام و التبجيل للإسلام ويعتبرون رسوله (ص) صاحب شريعة من الله تعالى. فانا اقترح على الذين يستمرون في نشر الادعاءات الباطلة التي تتهم البهائيين بالعمالة والكفر والإباحية أن يكفوا عن ذلك حرصا على سمعتهم ومصداقيتهم – "فحبل الكذب قصير" ولقد صار اقصر نتيجة الشفافية التي يفرضها الواقع الجديد الذي خلقته سهولة تبادل المعلومات في إطار التكنولوجيا الحديثة


وضمن هذا الواقع الذي خلقته الارادة المصرية بكل اطرافها، أرى انه ما علينا الآن إلا أن ننتظر إرادة الشعب المصري. وكما قال الشابي: فلا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر

11 comments:

IBN BAHYA - إبــن بهيـــــــــــــة said...

أنا لا أتفق مطلقا معك في هذا الرأي لأننا اليوم لسنا بصدد طرح مواضيع فرديه لطائفة لا تزيد عن 200 شخص كما علمت وهي ربما مجرد بلبله من الحكومة الفاسده لإشغال الناس كالعاده كما تستخدم حدوتة الفتنه الطائفيه وقت اللزوم
قضيتنا يا أخي هي إزاحة هذا النظام الفاسد وساعتها كل الناس را تاخد حقها أوتوماتيكيا
ربك يعدلها

Anonymous said...

ذكرتني مقالتك هذه بمسألة مضحكة عن الإشاعات التي صدرت قبل سنين عديدة في ايران وكان بعض الناس يتهمون آية الله الخميني وقتها بأنه بهائي في السر رغم ان إضطهاد البهائيين في زمنه .. كان على اشده، وقتل في السنوات الاولى من الثورة العديد من البهائيين في ايران .. والسبب في ذلك هو ان الإضطهاد كان سببا لإنتشار صيت الدين البهائي وزيادة تشوق الناس في معرفته والإنضمام اليه في كل انحاء العالم بعد ان بدأت الصحف وباقي وسائل الإعلام الدولية تكتب عن الإضطهاد وتعطي نبذا عن الدين البهائي في نقلها الأخبار

والإضطهاد في ايران والحملات ضد البهائيين في بعض الجرائد المصرية الآن هما مثلين فقط من الزمن المعاصر وإلاّ فالأمثلة عديدة جدا في السنين الـ 160 الأخيرة عن زيادة انتشار الدين البهائي كلما أراد الغير ان يطفئوا نوره بأفواههم

غانم

Nesreen Akhtarkhavari said...

تحياتي يا أخ ابن بهية وشكرا على التعليق

كيف برأيك يمكن أن يعيش البهائيون المصريون بدون أن يستطيعوا أن يسجلوا أولادهم في المدارس، ويستخرجون شهادات وفاة لأمهاتهم، ويثبتون ميلاد مواليدهم في الفترة ما بين اختيار نظام سياسي وآخر؟

آسفة. ولكنني أرى أن قضية الفرد هي قضية الجماعة عندما تكون مبنية على أساس انتهاك الحريات الشخصية للمواطن المصري ومصادرة أهم حقوقه الإنسانية وهي حرية اختيار عقيدته

هل فعلا تظن بأن الذين لا يرون حرجا في نشر الأباطيل وانتهاك حريات فئة مصرية مستضعفة، سوف يتوقفوا عن هذه التصرفات حين التخلص من البهائيين المصريين، ام سيزداد بطشهم ويستمروا في ممارساتهم التعسفية ضد فئة جديدة يرون أن وجودها لا يتفق مع ميولهم؟ وهل سيندب الذين اختاروا أن يغضوا البصر عن قضية البهائيين حظهم حين تصير حرياتهم الشخصية مهددة؟ عندها قد لا يملكوا سوى أن يرددوا: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض

شكرا لك مرة اخرى على التواصل، وأرجو أن تري أهمية دعم حقوق البهائيين المصريين خاصة وانك تستمع إلى كلمات الشيخ إمام

مع اطيب تحياتي

نسرين

Nesreen Akhtarkhavari said...

شكرا لك يا أخ غانم على طرح موضوع اضطهاد البهائيين في إيران. أنا معك، إن سياسة القمع التي مارستها وتمارسها الحكومة الإيرانية ضد البهائية قد أدت إلى تعريف العالم بالدين البهائي، ولكن هذا لا يقلل، كما نتفق، من جسامة الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق المجتمع البهائي، كأفراد وكجالية

وأنا لا أظن أن المجتمع المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام سوف يسمح بمثل للجهات المتطرفة بمثل هذا التعسف

أن فهما لموضوع الكوارث والانتصارات لا يعني بأننا نجلب لأنفسنا كبهائيين مثل هذه الكوارث. فنحن نحاول جاهدين أن نوضح مواقفنا ونثبت براءتنا، مؤمنين كما ذكرت "أن بعد العسر يسر". إن كل ما نريده هو أن يعرف العالم من نحن وبماذا نؤمن، عندها سيكون حكمهم علينا بناء على علم ومعرفة بنا وبمبادئنا وبعيدا عن الغلط والتشويه. وأنا مثلك أؤمن بـ: أن الله يأبى إلا أن يتم نوره

مع تقديري

نسرين

Anonymous said...

المقالة ممتازة وتسلط الضوء على نفي فكرة الخيانة والعمالة عن المصريين البهائيين. لا ادرى لماذا الأصرار على هذه الفكرة الغريبة أن كل شخص مختلف عن الأغلبية هو خائن!!؟؟
أعرض هنا نصا لحضرة بهاء الله يحث اتباعه على حب أوطانهم:
" ليس الفخر لحبكم أنفسكم، بل لحب أبناء جنسكم"
فكيف تتهمون البهايين المصريين بالخيانة!!؟
ونص آخر عن التعايش مع جميع الأديان:
"عاشروا مع الأديان بالروح والريحان"
فكيف بعد ذلك تتهمون البهائيين المصريين بانهم يريدون هدم الأسلام!!؟
عجبي!!!
بهائية تعشق وطنها مصر

Anonymous said...

اولا شكرا على انك اعتبرتينى شجاعا لكونى انحزت لحرية البهائيين فى إظهار شعائرهم وحقهم فى إعتقادهم بما شاؤا
القضية مصرية بالاساس لكننا تعودنا على لى الحقائق وسمعة مصر وكل الكلام إياه ده، القضية قضية البهائيين والشيعة واللادينين بل وكل من يظهر رأيا مخالفا للسائد المنتشر حيث أصبح فى آخر الزمان منبوذا متهم فى دينه يقتل على النصب كما حدث لفاروق حسنى وبعده ليسرا على يد الاخوان الاشاوس
تحياتى لكم ولكل بهائى يكتب مدافعا عن حريته

Nesreen Akhtarkhavari said...

تحياتي وتقديري يا أستاذ عبد الله

آسفة إنني لم أرد عليك فورا ولكن فاتني ملاحظة التعليق. فانا زججت بنفسي في موضوع التدوين بدون خبرة في واسعة في مجال تقنيتها. صدقني لو رأيت ملاحظتك لقمت بالرد عليها فورا. فأنا في الحقيقة بدأت أتابع قراءة المقالات التي أدرجتها في مدونتك منذ بداية كتابتك عن قضية البهائيين. وكان هذا بداية متابعة واهتمامي بالمدونات العربية بشكل عام

أما فيما يتعلق بوصفكم بالشجاعة، فلانني ولدت وعشت في العالم العربي، فانا اعرف الإرهاصات والمضايقات التي قد يتعرض لها "من يظهر رأيا مخالفا للسائد المنتشر" خاصة اذا كانت قضية تعاكس ما تعارضه بعض الجهات المعنية التي اعتادت على استخدام وسائل الترهيب الشتى ومن ضمنها طعن الإفراد في وطنيتهم لردعهم عن الدفاع عن فئة مستهدفة مستضعفة، ورأيت في واقع الحياة وعلى الانترنت العديد من الحالات التي تراجع خلالها الأفراد عن الإعلان عن قناعاتهم عند محاولة الضغط عليهم، خاصة إذا اضطرهم ذلك الى الدفاع عن، او حسب منطقهم، حماية دينهم أو أيديولوجياتهم التي قام المعنيين "بالطعن بولائهم لها" لدفعهم للتراجع. لذلك فانا حقا اقدر دعمكم لحقوق البهائيين. فرغم الاتهامات والتحريض لم تتراجعوا، وهذا في نظري هو الصمود وعين الشجاعة

ان صمودكم وثباتكم ووعيكم ودفاعمكم عن كل الحريات الشخصية، وخاصة حرية المسنضعفين، جعلني اشعر انه من واجبي ان اكتب. وانني واتقه بان ما قمتم به من دعم للقضية البهائية وتحريك الراي العام تجاه ارتباط المسألة البهائية بقضايا المصريين الجذرية وكل الجهود الأخرى التي تمارسونها في دعم حقوق المواطن المصري والعربي سوف يدونها التاريخ وستجلب اهتمام الباحثين والمهتمين بقضايا المنطقة الآن وفي المستقبل. ففي رأيي ان جهودكم ومثابرتكم على كشف الحقيقة تفرض الشفافية ومستوى جديد من تحمل الآخرين مسئولية ما يقولونه ويفعلونه وتساعد المهتمين بقضايا مماثلة على التحرك. فمرة أخرى، ألف شكر

Anonymous said...

لا اعرف اي بهائي في حياتي و لكن اعرف ان البهائي انسان اختار ان يكون بهائي، كوني كمسلم انظر اليه على انه دين غير سماوي فهذا لن يغير من الأمر شيئا و لن اسئل عليه كما لن يسئل هو علي، انا مسلم اعشق مصر و كذلك المسيحي و البهائي فالوطن لا دين له اما علاقتي بربي حتى لو كنت من عبدة البقر فأنا حر في ذلك
حاولت ان افهم البشر هذا المبدأ لكن اتضح ان البقر اسهل منهم!
http://www.almajara.com/forums/showthread.php?t=26987
http://www.haridy.com/ib/showthread.php?t=70757
http://www.egyptsons.com/misr/showthread.php?t=51629&page=2

أمير المعتزلة (المقاتل المصري)
almutazilah@yahoo.com

Nesreen Akhtarkhavari said...

تحياتي يا أمير المعتزلة

لقد قرأت تعليقاتك على الوصلات التي أدرجتها في ملاحظتك، وأنا أحيّ فيك الدفاع عن قناعاتك. المشكلة هي أن العديد من الأفراد يبنون أراءهم فيما يتعلق بالبهائية والبهائيين على معلومات مغلوطة ينشرها أفراد وقيادات لا تخاف الله، يفترون فيها على البهائيين

نعم نحن نؤمن بان البهائية دين مستقل ليس فئة من الأسلام. ونعم نحن نختلف في عباداتنا و معاملاتنا عن المسلمين في بعض الأمور ولكننا نعبد الله الواحد الأحد وندعو للعفة والطهارة في الفكر والقول والعمل. ولا نهدف الى هدم الإسلام، وإنما نسعى جاهدين للدفاع عنه خاصة في الغرب حيث هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة ضد الإسلام في وقتنا الحاضر، وذلك لأننا نؤمن بأنه دين من عند الله كالمسيحية واليهودية وغيرهم

إن الجهل في نظري هو ما يقود العديد الى الخوف ونشر الفتنة إدعاء منهم أن في ذلك حرصا على الإسلام وحفاظا علية، ولكن هم لا يعرفون بان ظلمهم وتعسفهم وفتنتهم سوف تقضي على الإسلام الحنيف الذي أرسله الله سلاما وخيرا للعالمين. أنا على قناعة تامة بأن الله سوف يحاسبهم على أفعالهم. وفقك الله في دفاعك عن الحق ونصرته

Anonymous said...

انا لست بهائياً لكننى مع حرية ان يختار المرء الدين الذى يريد دون تحقير أو طمس أو اتهام اذ ان حرية الفكر والاعتقاد هى اسما و اصل جميع الحقوق

Star Alliances said...

اظن ان القضية حسم فيها لصالح البهائيين بتهشير خانة الديانة من البطاقة