Saturday, August 05, 2006

المعاملة بالمثل

نشر الدكتور ‏نبيل‏ ‏محمد‏ ‏مصطفي زميل‏ ‏كلية‏ ‏الجراحين‏ ‏الملكية‏ ‏بإنجلترا ‏في جريدة وطني، وهي جريدة مصرية أسبوعية تصدر في القاهرة مقالا بعنوان هل‏ ‏البهائية‏ ‏دين؟

وذكر الدكتور مصطفى في هذا المقال خصائص الدين مؤكدا أنها تنطبق على الدين البهائي. وأوضح كذلك أن انطباق هذه المعايير على الديانة البهائية لا يعني بالضرورة "‏تسليم‏ ‏السلطات‏ ‏بحقيقتها‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏ظهورها‏, ‏سواء‏ ‏أكانت‏ ‏تلك‏ ‏السلطة‏ ‏دينية‏ ‏أم‏ ‏سياسية‏". ويوضح الدكتور مصطفى ذلك قائلا: "لقد‏ ‏رفض‏ ‏فرعون‏ ‏رسالة‏ ‏موسى ‏محذرا‏ ‏قومه‏ ‏بأن‏ ‏موسي‏ ‏جاء‏ ‏ليبدل‏ ‏دينهم‏,‏وحرض‏ ‏علي‏ ‏قتله‏ ‏مدعيا‏ ‏أن‏ ‏يوسف‏ ‏عليه‏ ‏السلام‏ ‏هو‏ ‏خاتم‏ ‏المرسلين‏، ‏فهل‏ ‏أوقف‏ ‏اعتراض‏ ‏فرعون‏ ‏وحكمائه‏ ‏انتشار‏ ‏الشريعة‏ ‏الموسوية‏ ‏وشيوعها؟‏ ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏لبث‏ ‏قوم‏ ‏موسي‏ ‏أن‏ ‏كرروا‏ ‏الخطأ‏ ‏نفسه‏ ‏عند‏ ‏ظهور‏ ‏المسيح‏ ‏فهاج‏ ‏علماؤهم‏ ‏وماجو،,‏ورفضوا‏ ‏قبوله‏ ‏وحكموا‏ ‏عليه‏ ‏بالكفر‏,‏وعلى‏ ‏رسالته ‏بالبطلان. وأضاف الدكتور مصطفى مستفسرا ،‏."‏وبالنظر‏ ‏إلي‏ ‏الرسالة‏ ‏المحمدية‏,‏من‏ ‏الذي‏ ‏رفضها‏ ‏ولازال‏ ‏يحكم‏ ‏بعدم‏ ‏سماويتها‏ ‏حتى‏ ‏الآن؟‏" ثم أوضح بأننا ."نخرج‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏بأن‏ ‏الديانة‏ ‏اليهودية‏ ‏تأسست‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏قول‏ ‏موسي‏ ‏وحده‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏شهد‏ ‏لها‏ ‏المسيح‏,‏كما‏ ‏تأسست‏ ‏المسيحية‏ ‏بقول‏ ‏المسيح‏ ‏وحده‏ ‏إلي‏ ‏إن‏ ‏شهد‏ ‏الإسلام‏ ‏بصدقها‏ ‏كديانة‏ ‏سماوية‏,‏لذا‏ ‏فإن‏ ‏الديانة‏ ‏البهائية‏ ‏لا‏ ‏تتوقع‏ ‏أن‏ ‏يشهد‏ ‏لها‏ ‏الرؤساء‏ ‏ورجال‏ ‏الدين‏,‏لأنهم‏ ‏يعترفون‏ ‏بما‏ ‏سبق‏ ‏دينهم‏ ‏من‏ ‏أديان‏,‏ويرفضون‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يأتي‏ ‏من‏ ‏بعد‏,‏وهذه‏ ‏سنة‏ ‏الله‏ ‏ولن‏ ‏تجد‏ ‏لسنة‏ ‏الله‏ ‏تبديلا‏."‏ . المقالة الكاملة

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل عدم الاعتراف بان ديانة الآخرين ديانة سماوية يمنح أصحاب الديانات السابقة الحق بأن يحاربوا أتباعها وينشروا الأباطيل بحقهم ويحرضوا الآخرين ضدهم؟ وإذا أجازوا لأنفسهم ذلك، هل يقبلون ان يعاملوا بالمثل من قبل أتباع الديانات التي سبقتهم؟


وإذا سلمنا بأن مثل هذا السلوك غيرمقبول، فلماذا قرر الأزهر الشريف ونشر ما يلي؟

أن الأزهر ليهبب بالمسئولين في جمهورية مصر العربية أن يقفوا بحزم ضد هذه الفئة الباغية على دين الله وعلى النظام العام لهذا المجتمع. وأن ينفذوا حكم الله عليها، ويسنوا القوانين التي يستأصلها ويهيل التراب عليه، حماية للمواطنين من التردي في هذه الأفكار المنحرفة عن صراط الله المستقيم.

إن هؤلاء الذين أجرموا في حق الإسلام والوطن يجب إن يختفوا من الحياة، لا أن يجاهروا بالخروج عن الإسلام. إن الأمر يدعو إلى المسارعة النشطة من السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية لإعمال شؤونها ولنذكر دائما أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران

إن هذه الفتنة لم تحط بالاهتمام المناسب مع أنها جريمة الجرائم ومن الكبائر


ألا هل بلغ الأزهر

اللهم فأشهد

المصدر
كتاب أصدرته وزارة الأوقاف المصرية بعنوان ا لبهائية .. عقائدها .. أهدافها الاستعمارية. المؤلف خالد عبد الحليم السيوطي. تأريخ الإصدار حزيران 2006

No comments: